تقرير حقوقي يكشف تجويعاً ممنهجاً وراء استشهاد الأسير الفلسطيني وليد أحمد

03 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 19:00 (توقيت القدس)
الأسير الفلسطيني الشهيد وليد أحمد في صورة متداولة (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن إدارة سجن مجدو ارتكبت جريمة ممنهجة بحق الطفل الشهيد وليد أحمد، حيث أظهرت نتائج التشريح أن التجويع كان السبب الرئيسي لاستشهاده.
- أظهرت الفحوصات وجود انتفاخات هوائية وضمور شديد في الجسم، مما يعكس الظروف المأساوية التي تعرض لها وليد، بما في ذلك التجويع والحرمان من العلاج.
- طالبت الهيئة والنادي المجتمع الدولي بمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الأسرى الفلسطينيين، وفرض عقوبات تعزل الاحتلال دولياً.

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، أنّ إدارة سجن مجدو ارتكبت جريمة مركبة وممنهجة بحقّ الطفل الشهيد وليد أحمد (17 عاماً)، حيث تُبين نتائج التشريح لجثمانه أنّ جريمة التجويع الممنهجة كانت السبب المركزي التي أدت تراكمياً إلى إصابته بأعراض خطيرة ومن ثم إلى استشهاده. 

وأضافت الهيئة والنادي، في بيان صحافي، أنه وبحسب التقرير الطبي، فإنه بالرغم من أنه تمت معاينة وليد في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، وشهر فبراير/شباط 2025، إثر إصابته بمرض الجرب (السكايبوس)، ولاحقا معاينته مرة أخرى لشكواه من عدم حصوله على كمية طعام كافية، وفي تاريخ 22 مارس/آذار /2025 فقد الوعي، وفقط عندها تم نقله إلى عيادة السجن وهناك فشلت محاولة إنعاشه وتم الإعلان عن استشهاده.

وقد أظهرت الفحوص وجود انتفاخ هوائي وتكتلات هوائية كثيفة تمتد إلى غشاء القلب والرقبة وجدار الصدر والبطن والأمعاء، إلى جانب وجود ضمور شديد، وبطن غائر، وغياب تام لكتلة العضلات والدهون تحت الجلد في الجزء العلوي من الجسم والأطراف، هذا عدا عن وجود بقع عديدة من الطفح الجلدي الناتج عن إصابته بالجرب، وتحديدا على الأطراف السفلية ومناطق أخرى من جسده. 

ويؤكّد تقرير التشريح مرة أخرى أن جريمة التجويع، ومنها الجفاف الناتج عن قلة تناول الماء وفقدان السوائل بسبب الإسهال الناتج عن التهاب القولون، والتهاب في أنسجة منتصف الصدر بسبب الانتفاخ الهوائي، كلها أسباب مجتمعة أدت إلى استشهاده. وأفادت الهيئة والنادي بأنّ ما جرى بحق الشهيد الطفل وليد أحمد في سجن مجدو جريمة مركبة، بدأت باعتقاله واحتجازه في ظروف صعبة ومأساوية، وتجويعه، وحرمانه من العلاج الذي يندرج في إطار الجرائم الطبيّة الممنهجة التي تنفذها منظومة السّجون بشكل ممنهج منذ بدء حرب الإبادة، وأن ما جرى معه هو مؤشر جديد إلى مستوى فظاعة ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ومن بينهم المئات من الأطفال المعتقلين، ويواجهون كافة أشكال الجرائم، ومنها جرائم التعذيب وعمليات التنكيل الممنهجة.

وبحسب المصدر نفسه، فقد عكست العديد من الإفادات التي حصلت عليها المؤسسات سواء من المعتقلين البالغين أو الأطفال، مستوى التوحّش الذي يمارس بحقهم والذي يهدف إلى قتلهم، لتشكل هذه الجرائم وجها من أوجه الإبادة المستمرة. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

وجدّدت هيئة الأسرى ونادي الأسير مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية الدّولية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولتها في ضوء حرب الإبادة والعدوان المستمر على الضّفة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.

المساهمون