تقرير مغربي رسمي يحذّر من التداعيات الخطيرة للعنف الزوجي على الأطفال

تقرير مغربي رسمي يحذّر من التداعيات الخطيرة للعنف الزوجي على الأطفال

26 نوفمبر 2020
آثار واضحة على صحة الأطفال ونموّهم النفسي والاجتماعي (Getty)
+ الخط -

كشف تقرير رسمي جديد، اليوم الخميس، عن تداعيات وُصفت بالخطيرة على الصحة والنمو النفسي والاجتماعي لأطفال ضحايا العنف الزوجي في المغرب.

وحسب نتائج بحث أنجزته المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة حكومية تُعنى بالتخطيط)، فإن تجربة العنف الزوجي يمكن أن تسبب، على المدى المتوسط والبعيد، مشاكل صحية جسدية وعقلية واضطرابات معرفية (مشاكل في التركيز) أو مشاكل دراسية (تأخر أو فشل).

وتظهر نتائج البحث الذي انصبّ على التكلفة الاجتماعية للعنف ضد النساء والفتيات اعتماداً على البحث الوطني حول العنف ضد النساء والرجال الذي أُنجِز بدعم من منظمة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب خلال الفترة الممتدة بين فبراير/ شباط ويوليو/ تموز 2019، أن العنف الزوجي له تداعيات خطيرة على صحة الأطفال ونموهم النفسي والاجتماعي.

العنف الزوجي له تداعيات خطيرة على صحة الأطفال ونموهم النفسي والاجتماعي

ووفق نتائج البحث، الذي اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، فقد صرحت نحو 16 في المائة من النساء ضحايا العنف الزوجي بأن أطفالهن، الذين تراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة، يعانون من مشاكل صحية خاصة ذات طبيعة نفسية وسلوكية. فيما صرّحت 40,4 في المائة من النساء ضحايا العنف الزوجي بمشكلة العزلة والحزن، و32,4 في المائة منهن بنوبات القلق أو الصرع، و21,5 في المائة بالكوابيس و22,4 في المائة بالتبول اللاإرادي.

وإلى جانب المشاكل الصحية، يعاني الأطفال من اضطرابات معرفية وسلوكية، منها التراجع الدراسي بالنسبة إلى 22,5 في المائة من الضحايا، والعنف والعدوان بالنسبة إلى 18,9 في المائة، والتخلي عن الدراسة بالنسبة إلى 7 في المائة، والانحراف بالنسبة إلى 2,3 في المائة، والهروب حسب 1 في المائة منهن.

وأبرز البحث أنه فضلاً عن آثاره المباشرة على الأطفال، يؤثر العنف الزوجي بجودة العلاقة بين الأم والطفل، ما يزيد من حدة محنة هذا الأخير، خاصة أن الأم الضحية تصبح أقل استعداداً للاستجابة لاحتياجات الطفل  ومتطلباته، في الوقت الذي يواجه فيها هذا الأخير صعوبات كبيرة تتطلب مزيداً من الدعم.

وبحسب البحث، فإن هؤلاء الأطفال الذين عايشوا العنف الزوجي هم أكثر عرضة لإعادة إنتاج النمط الأبوي وعيش علاقات حميمة تتسم بالعنف بمجرد بلوغهم سن الرشد، إذ أظهرت النتائج أن معدل انتشار العنف مرتفع بشكل خاص بين النساء اللواتي عاش شريكهن في بيئة تتسم بالعنف الزوجي (73 في المائة ) مقارنة بالنساء اللواتي لم يتعرض شركاؤهن لهذا العنف (45,1 في المائة).

وشملت دراسة التكلفة الاجتماعية للعنف، الفتيات والنساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 15 و74 سنة، واللواتي صرّحن بتعرضهن لتجارب من العنف الجسدي أو الجنسي خلال الـ 12 شهراً الماضية، كذلك قُدِّرَت هذه التكلفة وفقاً للفضاء الذي يمارس فيه العنف، سواء كان مع الشريك أو مع العائلة أو في مكان العمل أو الدراسة أو في الأماكن العامة.

ويأتي الكشف عن نتائج البحث بالتزامن مع إطلاق وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أمس الأربعاء في الرباط، الحملة الوطنية الثامنة عشرة لوقف العنف ضد النساء.

وتهدف هذه الحملة التي تنظم تحت شعار "مغاربة متحدين وللعنف ضد النسا (النساء) رافضين" إلى غاية 10 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلى تسليط الضوء على طبيعة الخدمات المؤسساتية المقدمة للنساء ضحايا العنف، والتعريف بها، وإبراز مجهودات مختلف الفاعلين في هذه المنظومة، ومحاولة رصد آفاق تطويرها لتصبح متاحة في كل المجالات الترابية وفي كل السياقات، بما فيها سياق الأزمة.

المساهمون