تقرير حقوقي عراقي: تلاعب وفساد وانتهاكات بحق النازحين في المخيمات

تقرير حقوقي عراقي: تلاعب وفساد وانتهاكات بحق النازحين في المخيمات

08 أكتوبر 2020
حياة صعبة يكابدها النازحون (Getty)
+ الخط -

اتهم تقرير ميداني لمرصد "أفاد" المعني بشؤون ملفات حقوق الإنسان والانتهاكات في العراق، جهات محلية بالاستفادة من بقاء النازحين في المخيمات رغم مرور ثلاث سنوات على استعادة القوات العراقية السيطرة على المدن وطرد تنظيم "داعش" الإرهابي منها، مؤكداً وجود انتهاكات مروعة في مخيمات النزوح، فضلاً عن عمليات فساد مالي كبيرة تتعلق بالمساعدات المقدمة للنازحين.

وأصدر المرصد تقريره، اليوم الخميس، قال فيه إنه بعد رحلة بحث وتقصٍ استمرت عدة أسابيع، وتفقد للعديد من مخيمات النازحين العراقيين البالغ عددها قرابة الـ 77 مخيماً موزعة على مختلف المدن العراقية والتي تضم نحو 750 ألف نازح عراقي، حصل مرصد " أفادَ" على مجموعة من الوثائق التي تؤكد وجود جهات مستفيدة من بقاء ملف النازحين عالقاً وعدم إغلاقه، على الرغم من مضي أكثر من ثلاث سنوات على نهاية المعارك.

وأكد المرصد أنه تم تأشير وجود شبهات فساد كبيرة جداً تتعلق بالعديد من الملفات، تقف وراءها أحزاب ومليشيات متنفذة، بعضها يتعلق بعقود تجهيز الغذاء والدواء وبعضها الآخر يتعلق بمحاولات تغيير ديمغرافي تمارسه تلك القوى على نازحي بعض المناطق، كما هو الحال مع نازحي تلعفر، وجرف الصخر جنوب العاصمة بغداد.

كما كشف عن وجود تلاعب بطعام النازحين حيث يتم تجهيز سلة غذائية للنازحين لا تتجاوز الـ 20 ألف دينار عراقي (نحو 16 دولاراً)، بينما تقوم الجهات المزوِدة والمتعاقدة مع الحكومة بتسجيل قيمة تلك السلّة بنحو 40 ألف دينار عراقي.

وأكد "رصد محاولات سياسية من أجل التلاعب بالأصوات الانتخابية للنازحين، وخاصة تلك الواقعة ضمن سيطرة بعض المليشيات المتنفذة أو المتحالفة مع بعض التيارات السياسية".

ونقل المرصد إفادات عن نازحين من عدة مخيمات تحدثوا فيها عن تعرضهم لانتهاكات إنسانية من قبل أفراد الأمن والمليشيات وعرقلة حق أطفالهم في التعليم وكذلك إصدار الوثائق الرسمية لهم.

كما أكدت شهادات حيّة حصل عليها المرصد، تعرض الكثير من تلك العوائل لعمليات ابتزاز ومقايضة وحالات تحرش، وتدني الواقع الصحي في المخيمات، مطالباً الحكومة العراقية، بالعمل على تسهيل عودة النازحين وعدم ترك هذا الملف الحيوي والحساس عرضة للمزايدات السياسية وما قد يجره ذلك من تداعيات خطيرة على السلم الأهلي والمجتمعي.

في السياق ذاته قال المتحدث باسم المرصد زياد السنجري، لـ"العربي الجديد"، إن الرصد الميداني الذي استمر لعدة أسابيع سجل انتهاكات كبيرة تجري داخل المخيمات ونتوقع أن يكون هذا الشتاء هو الأكثر قسوة على مئات آلاف النازحين العراقيين؛ بسبب تراجع الدعم الحكومي والأممي لهم منذ ظهور جائحة كورونا.

وأضاف السنجري الذي أكد قرب عرض وثائق وشهادات مصورة جديدة حول المخيمات، أنه رغم مرور 3 سنوات "لا يزال العراقيون نازحين في مخيمات داخل وطنهم تحت حجج وذرائع مختلفة تقف خلفها أسباب كثيرة منها نوايا التغيير الديمغرافي الذي تتورط به مليشيات وأحزاب نافذة، وأخرى بتنصل الحكومات المتعاقبة على العراق في قضية إعمار المدن والمنازل المدمرة وهناك جهات لا تريد أساساً عودة النازحين، وهناك أيضاً قضية فساد مالي واضحة في حياة مخيمات النزوح يتورط فيها من يشرف عليها".

وحذر من أنّ الشتاء يتهدد 730 ألف طفل وامرأة وشيخ، إذ لم تقم وزارة الهجرة ولا أي جهة أخرى بتأمين المخيمات واستبدال الخيام وتوفير احتياجات لهم، مذكّراً بأن الشتاء الماضي "شهد وفاة الكثير من النازحين بفعل البرد والمرض وقد تتكرر المأساة بشكل مضاعف هذا العام".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتفاعلاً مع إصدار التقرير، أطلق ناشطون وسم (هاشتاغ) #رجعونا_لبيوتنا تضمن صوراً ومقاطع فيديو لحياة النازحين في المخيمات وأوضاعهم.

وقال الصحافي العراقي محمد الكبيسي، معلقاً على صورة صحن فارغ من داخل مخيم شمالي العراق بالقول: "هاي الصورة دزلياها صديقي من المخيم يگلي هذا الغدة مالتنا اليوم".

فيما غرّدت ناشطة أخرى قائلة: "#رجعونا_لبيوتنا، رحل تنظيم "داعش" الإرهابي عن المدن والقرى العراقية، وما زال ضحاياه من النازحين يعيشون في العراء بلا رعاية صحية أو تعليم أو أمل في العودة إلى ديارهم، بعد أن تشابكت موانع العودة بين الأمنية والسياسية والحزبية".

وعبّر ناشطون آخرون في تغريدات متفرقة عن رغبتهم في العودة وطي هذا الملف الذي طال أمده، مع ما يكابده النازحون من معاناة متجددة.

 

المساهمون