استمع إلى الملخص
- تحديات إضافية للمزارعين: يواجه مزارعو الكاكاو في ساحل العاج وغانا تحديات مثل الأمطار الغزيرة والآفات الحشرية، مما يقوض الإنتاج ويرفع الأسعار، حيث زادت الأمطار بنسبة 40% في ساحل العاج في يوليو 2024.
- الآثار الاقتصادية والاجتماعية: ضعف المحاصيل أدى لارتفاع أسعار الشوكولاتة منذ نهاية 2023. دعت "كريستشن إيد" لتخفيض الانبعاثات وتوفير التمويل المناخي، محذرة من تهديد تغير المناخ لمصدر رزق الفقراء.
تسبّب تغير المناخ في تسجيل درجات حرارة تخطّت مرّات عدّة، في العام الماضي، العتبة الحرجة في حزام الكاكاو في غرب أفريقيا، الأمر الذي أثّر على محاصيل المنطقة التي تزوّد العالم بالشوكولاتة، بحسب ما جاء في تقرير علمي نُشر أمس الأربعاء. وفي عام 2024، تجاوزت الحرارة 32 درجة مئوية لأكثر من ستة أسابيع في 71% من المزارع التي شملتها الدراسة التي عرض التقرير نتائجها، وذلك بسبب ظاهرة الاحترار المناخي العالمي الناتجة من الأنشطة البشرية، وفقاً لما أكّده باحثون في مجموعة الأبحاث المستقلة "كلايمت سنترال".
🍫NEW BITTERSWEET REPORT:
— Climate Central (@ClimateCentral) February 12, 2025
Human-caused climate change is boosting excessive heat in West Africa, where ~70% of the world’s cacao is grown—the key ingredient in the chocolate we love.
📑Read the report ▶️ https://t.co/8urNqeWjaH
📊See the visuals ▶️ https://t.co/1WAvVxqR8u pic.twitter.com/1tslXQ1BnX
وفي حال تخطّت الحرارة الدرجة المثالية لنموّ شجرة الكاكاو، أي 32 درجة مئوية، فإنّ الحرّ يؤثّر في عملية التمثيل الضوئي ويزيد من الإجهاد المائي على النباتات، الأمر الذي يؤدّي إلى ذبول الزهور ونموّ نباتات أصغر حجماً، بحسب ما شرح الباحثون في تقريرهم الأخير الذي وُصف بأنّه "مرّ حلو". يُذكر أنّ "كالايمت سنترال" مجموعة مستقلة من العلماء والمعنيين بالاتصالات الذين يعملون في مجال الأبحاث الخاصة بحقائق تغير المناخ وكيفية تأثيره على حياة الناس.
ولاحظ الباحثون في مجموعة "كلايمت سنترال" أنّ الحرارة التي تزيد عن 32 درجة مئوية "صارت تُسجَّل بصورة أكبر" في هذه المنطقة التي تمثّل 70% من إنتاج الكاكاو العالمي، تحديداً في خلال موسم النموّ الرئيسي، أي في الفترة الممتدّة ما بين شهرَي أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/ آذار من كلّ عام.
وأشار الباحثون إلى أنّ تغير المناخ يؤدّي كذلك إلى تساقط كميات استثنائية من الأمطار وتفاقم الآفات الحشرية عاملان من بين العوامل العديدة التي تقوّض الإنتاج وتؤدّي إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار. وهذا الاتّجاه ملحوظ خصوصاً في ساحل العاج وغانا، الدولتين الكبريين المنتجتين للكاكاو، بحسب ما أفاد التقرير الذي استند إلى بيانات تعود إلى عشرة أعوام من 44 منطقة تقع في أربعة بلدان وإلى نماذج محاكاة.
أضاف الباحثون، في التقرير نفسه، أنّ أشجار الكاكاو في ساحل العاج، على سبيل المثال، كانت لتتعرّض فقط لنصف عدد الأيام التي شهدت درجات حرارة شديدة لولا الاحترار العالمي الناجم عن غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية. وشهدت ساحل العاج كذلك كميات أمطار أكثر من المعتاد بنسبة 40% في يوليو/ تموز 2024، الأمر الذي أغرق الحقول في حين كان ينبغي أن تجفّ الحبوب في هذه المرحلة. وبخلاف ذلك، "تساقطت كميات قليلة جداً من الأمطار أو لم تتساقط الأمطار في شهر ديسمبر/ كانون الأول" من العام الماضي نفسه، على الرغم من أنّها ضرورية في بداية موسم الزراعة.
Christian Aid report shows climate change threat to chocolate https://t.co/WCSUoBdrdH via @icn_uk
— ICN (@ICN_UK) February 13, 2025
وفي تقرير منفصل، نُشر أمس الأربعاء، أعربت منظمة "كريستشن إيد" البريطانية غير الحكومية عن قلقها إزاء الضرر المتزايد الذي يواجهه منتجو الكاكاو بسبب آثار تغير المناخ التي تتّضح أكثر فأكثر. وأوضحت مديرة السياسات والحملات العامة في المنظمة أوساي أوجيغو أنّ "الكاكاو يُعَدّ مصدر رزق حيويا لأشخاص كثيرين هم من الأفقر في العالم"، محذّرةً من أنّ "تغير المناخ الناجم عن أنشطة البشر يمثّل تهديداً خطراً" لمصدر الرزق هذا. ودعت إلى اتّخاذ إجراءات لتخفيض الانبعاثات وتوفير التمويل المناخي الموجَّه لمزارعي الكاكاو، لافتةً إلى أنّ "الشوكولاتة من بين منتجات عديدة تربط المستهلكين في شمال الكرة الأرضية بالمزارعين في جنوبها. وعلى نحو مماثل، يتسبّب تغير المناخ، الذي تحرّكه إلى حد كبير انبعاثات الغازات المسبّبة للانحباس الحراري العالمي في شمال الكرة الأرضية، في إحداث فوضى في كلّ أنحاء العالم، ويتحمّل مزارعو الكاكاو العبء الأكبر".
تجدر الإشارة إلى أنّ ضعف المحاصيل تسبّب في ارتفاع أسعار الشكولاتة بصورة كبيرة منذ نهاية عام 2023 في أسواق لندن ونيويورك. وقد بلغت أسعار الكاكاو الذروة، عند أكثر من 12 الفاً و500 دولار أميركي للطنّ الواحد في 18 ديسمبر الماضي في نيويورك، ومع اقتراب عيد الحب (غداً في 14 فبراير / شباط) كان لا يزال يُباع بأكثر من 10 آلاف دولار. وقبل أن تبدأ الأسعار بالارتفاع في عام 2023، كانت عند مستوى يتراوح ما بين ألفَين وثلاثة آلاف دولار لأكثر من عشرة أعوام.
(فرانس برس، العربي الجديد)