استمع إلى الملخص
- تناولت القمة موضوع "شبكة المدن الجافة" وخطط إنشاء تحالف لتبادل المعرفة لمواجهة تحديات المناخ، مع التركيز على التعاون لإيجاد حلول واقعية، وشملت اجتماعات حول التحديات التي يواجهها السكان المهجّرون والحلول المستلهمة من العمارة التقليدية.
- يُعد "إرثنا" مركزاً غير ربحي يركز على بحوث السياسات والمناصرة لتحقيق الاستدامة، ويهدف لتعزيز التعاون بين الخبراء لتطوير حلول مبتكرة، مع دمج المعرفة التقليدية والتفكير العصري لاختبار التقنيات المستدامة.
اختُتِمت اليوم الأربعاء في الدوحة فعاليات قمة إرثنا 2025، التي نظمها "إرثنا: مركز لمستقبل مستدام"، عضو مؤسسة قطر، تحت شعار "بناء إرثنا: الاستدامة، والابتكار، والمعرفة التقليدية". وناقشت القمة في يومها الثاني والأخير "دور المرأة في القيادة: الشراكات من أجل التنمية المستدامة"، والتي سلّطت الضوء على الدور المحوري الذي تؤدّيه المرأة في تطبيق الهدف 17 بالشراكات والتنمية المستدامة، ومدى إسهام القيادة الشاملة بتشكيل شراكات فعّالة، ونماذج تمويل جديدة، وسياسات تدفع عجلة الجهود العالمية في مجال الاستدامة.
ولفتت الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، السفيرة باتريسيا إسبينوزا كانتيلانو، إلى أن الوقت قد حان لتعزيز الدور القيادي للنساء وتمكينهنّ من خلال تزويدهنّ بالأدوات اللازمة والوقوف إلى جانبهنّ في مساعيهنّ لتشكيل مستقبل مبنيّ على التعاون والإنصاف، وقالت: "هذه اللحظة تستدعي منّا التحرّك والعمل معاً، فالتغيير لا يتحقق بانعزالنا عن الآخرين، بل عندما نعمل معاً على الاستثمار والابتكار وتحقيق أثر مستدام". من جهتها، قالت نائبة رئيس مجلس الشورى القطري حمدة بنت حسن السليطي إن "أصوات النساء ورؤاهنّ ترسم مسارات أكثر مرونةً وقدرة على إحداث تغيير جذري يأخذنا نحو عالم أكثر استدامة".
وشكّلت الجلسة العامة التي ناقشت "شبكة المدن الجافة" إحدى أبرز محطات القمة، إذ عرض المتحدثون خطط إنشاء تحالف رائد يعزّز تبادل المعرفة والخبرات بشأن حلول تتعلق بتحدّيات المناخ التي تشهدها المراكز الحضرية في المناطق الجافة. وفي هذا السياق، قال عمدة العاصمة البيروفية ليما رفائيل لوبيز ألياغا: "ما شهدته ليس مجرّد قمة؛ بل حركية، فعلى مدار اليومين الماضيين تشرفت بالتواصل مع العديد من الزملاء والتحدث مع أفراد ملهمين من مختلف القطاعات ومن كل أنحاء العالم، وجميع المشاركين أبدوا حماسة للمضي في التواصل من أجل التوصل إلى حلول واقعية".
وتناولت اجتماعات الطاولة المستديرة قضايا، من بينها التحديات التي يواجهها السكان المهجّرون، والحلول التي يمكن استلهامها من أساليب العمارة التقليدية، إضافة إلى ضرورة توفر تنسيق إقليمي للجهود في سبيل تحسين جودة الهواء. فيما سلطت جلسات الأغورا التفاعلية وقرية "إرثنا" الضوء على الحلول المجتمعية، والمشاريع الاجتماعية، والابتكار القائم على المبادرات الشعبية، وأهمية العمارة التقليدية والحفاظ على الموروث الثقافي، ودورهما في إعادة بناء المدن بعد النزاعات، وتعزيز المرونة، واستعادة الهوية المجتمعية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"مشيرب العقارية" علي الكواري: "لقد تشرّفنا باستضافة قمة إرثنا في مشيرب، التي تُعدّ نموذجاً حيّاً للتأثير الذي يمكن للابتكارات الحضرية المستدامة أن تحققه في البيئات الجافة. لا شكّ في أنّ مدينتنا والمدن المماثلة لها تواجه تحديات هائلة، إلّا أنه بإمكاننا بناء مدن أكثر صموداً للأجيال القادمة، من خلال التعاون، وتبادل المعرفة، والتفكير الطموح".
يذكر أن "إرثنا" مركز غير ربحي ينصب تركيزه على بحوث السياسات والمناصرة، أنشئ تحت مظلة مؤسسة قطر، بهدف وضع نهج واضح لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز الازدهار. ويعمل المركز على تعزيز الاستدامة في قطر والدول ذات المناخ الحار والجاف، مع تركيزه على مجالات متنوعة مثل الاستدامة والاقتصاد الدائري وانتقال الطاقة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والمدن المستدامة والتخطيط العمراني والتعليم والأخلاق والعقيدة.
يسعى المركز أيضاً إلى تعزيز التعاون بين الخبراء والباحثين والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والشركات والمجتمع المدني وصناع السياسات والقرارات، بهدف تطوير حلول مبتكرة تساهم في إحداث تغييرات إيجابية، ويقوم بتطوير وتجربة حلول مستدامة وسياسات مدعومة بالبيانات لقطر والمناطق الحارة والجافة، مع الاستفادة من إمكانيات المدينة التعليمية كقاعدة اختبار للتقنيات والممارسات المستدامة. ويلتزم المركز بدمج التفكير العصري مع المعرفة التقليدية، مساهماً في رفاهية المجتمع من خلال خلق إرث مستدام ضمن بيئة طبيعية مزدهرة.