تصاعد الجرائم الطبيّة بحقّ الأسرى الفلسطينيين وسط تفشي الجرب والأوبئة

26 مارس 2025
يعاني الأسير المقدسي المحرر رضا عبيد من الجرب، 31 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتفاقم الأوضاع الصحية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعاني الأسرى من انتشار الجرب والأمراض المعدية، وسط تقاعس متعمد في توفير الرعاية الصحية الأساسية، مما يهدد حياتهم بشكل خطير.
- يواجه الأطفال المعتقلون ظروفاً قاسية، حيث استشهد بعضهم نتيجة الإهمال الطبي، ويعانون من نقص في الغذاء والملابس وأدوات النظافة، مما يزيد من تفشي الأمراض.
- نادي الأسير الفلسطيني يحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة، ويدعو المنظمات الدولية للتدخل العاجل لوقف الجرائم الطبية الممنهجة بحق الأسرى.

تتصاعد الجرائم الطبيّة بحقّ الأسرى الفلسطينيين وسط تفشي الجرب والأوبئة، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني. وأكدت المعطيات الواردة تباعاً من سجن مجدو، عبر أسرى مفرج عنهم وزيارات الطواقم القانونية، أن الوضع ينذر بكارثة صحيّة نتيجة استمرار انتشار مرض الجرب (السكايبوس)، إلى جانب معطيات أخرى تفيد بانتشار أمراض أخرى معدية. 

وأوضح نادي الأسير في بيان صحافي، أنّ الأوضاع الصحيّة الخطيرة، التي طاولت أسرى سجن مجدو، شملت الأطفال، وكان من بينهم الشهيد وليد أحمد الذي استشهد نتيجة تعرضه لجريمة طبيّة، وهو من بين مئات الأطفال المعتقلين والموزعين على ثلاثة سجون مركزية من بينها مجدو وعوفر والدامون، ويواجهون الظروف ذاتها. وأكدت إفادات أطفال جرى الإفراج عنهم، مؤخراً، من سجن مجدو أن غالبيتهم يعانون من مشاكل صحية، ويواجهون ظروفاً اعتقالية صعبة ومأساوية. 

وبحسب المصدر نفسه، فإن منظومة السّجون تتعمد حرمان الأسرى، بما فيهم الأطفال والنساء، من العوامل التي يمكن أن تساهم في الحد من انتشار الأمراض، مثل نوعية الطعام، ووقف جريمة التجويع، وتوفير الملابس، وأدوات النظافة الشخصية، والتعرض للضوء والتهوية بشكل كاف. ويؤدي انعدام هذه العوامل بشكل كلي إلى انتشار الأمراض، خصوصاً مرض الجرب، الذي يخيم على إفادات الأسرى في مختلف السجون، وخاصة في سجني "مجدو" و"النقب". وقد تحوّل المرض، إلى جانب الجرائم الطبية المتمثلة في الحرمان من العلاج، إلى الأداة الأبرز لقتل الأسرى، بالإضافة إلى جريمة التعذيب وعمليات التنكيل والإذلال التي تجري بحقهم بشكل مستمر.

ولفت نادي الأسير إلى أن استمرار انتشار الأمراض بين صفوف الأسرى وحرمانهم من العلاج سيؤدي حتماً إلى استشهاد المزيد منهم. كما أشار إلى جملة الجرائم والسياسات الممنهجة التي فرضتها منظومة السّجون على الأسرى، بشكل غير مسبوق منذ الإبادة الجماعية، مما يجعل السّجون تشكل وجهاً آخر من أوجه الإبادة.
 

 

وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير آلاف الأسرى، وجدد دعوته إلى المنظومة الحقوقية الدولية بضرورة إنهاء حالة العجز التي تسيطر على دورها أمام الإبادة الجماعية المستمرة، والجرائم المتواصلة بحق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي. كما طالب منظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل حيال الجرائم الطبية الممنهجة التي تمارس بحق الأسرى بشكل غير مسبوق.

وأوضح نادي الأسير أنه منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية، استشهد 63 معتقلاً في سجون الاحتلال، وهم فقط الذين حُددت هوياتهم، بينما لا يزال عشرات الشهداء رهن جريمة الإخفاء القسري.

المساهمون