تصاعد التضامن مع أبو هواش في الضفة الغربية.. وموقف للاتحاد الأوروبي

تصاعد التضامن مع أبو هواش في الضفة الغربية.. وموقف للاتحاد الأوروبي

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
03 يناير 2022
+ الخط -

تصاعدت رقعة التضامن مع الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام منذ 140 يوماً، هشام أبو هواش، ضد اعتقاله الإداري، والذي يواجه الموت، في ظل تردي حالته الصحية وتعنت الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء قضيته، حيث شهدت عدة مناطق بالضفة الغربية فعاليات ومسيرات تضامنية مع أبو هواش.

وهتف المشاركون بالمسيرات في رام الله ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورددوا "قول خبِّر شو سويت.. روحت بقنينة زيت"، في إشارة لهدية وزير حرب الاحتلال بيني غانتس للرئيس الفلسطيني محمود عباس حينما أهداه عبوة زيت، خلال زيارة عباس له في منزله بتل أبيب قبل نحو أسبوع، ورددوا "ضلك نسق يا هلفوت.. هاي هشام عم بموت"، و"تحيتنا عالية للأمعاء الخاوية".

في المقابل، هتفوا للمقاومة الفلسطينية، ورددوا: "حط السيف قبال السيف.. واحنا شعب محمد ضيف"، و"نخالة بلغ سنوار.. احنا نرد النار بنار"، وهتفوا ضد الاعتقال الإداري ونصرة للأسير هشام أبو هواش، ورفعوا صوره وصور الأسير المريض بالسرطان عبد الباسط معطان، ورددوا: "يا هشام أنت اللي تحديت الموت"، "بلا سلمية بلا بطيخ.. شعبي بده صواريخ"، "يا هنية ويا عباس.. الأسرى هم الأساس".

في هذه الأثناء، أعلن أسرى محررون ونشطاء فلسطينيون مساء الإثنين، البدء باعتصام داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، لمطالبة الصليب الأحمر بعدم الاكتفاء برصد الحالة الصحية للأسير أبو هواش.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة فعاليات في رام الله والبيرة ومناطق أخرى من الضفة الغربية إسناداً لأبو هواش، حيث انطلقت مسيرة من مسجد البيرة الكبير ظهر الإثنين، وأخرى من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله مساء اليوم، كانت وجهتهما مقر الصليب الأحمر.

واضطر المشاركون في المسيرتين إلى أخذ طرق بديلة عن الطريق الذي يمر من القرب من مقر المقاطعة في رام الله (الرئاسة الفلسطينية)، بعد اعتراض الأمن الفلسطيني لهم ونشر عدة حواجز بعدة مفارق، والطلب منهم بالتوجه إلى طرق بديلة، وسط هتافات من المشاركين ضد التنسيق الأمني ولقاء عباس غانتس الأخير.

القيادي بحركة "الجهاد الإسلامي" والأسير المحرر، خضر عدنان، قال لـ"العربي الجديد": "إن خطوة الاعتصام داخل مقر الصليب الأحمر تمت عدة مرات في إضرابات سابقة، وتهدف لإيصال رسالة شديدة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالغضب على مسلكه، فهو بجانب المؤسسات الدولية الأخرى مقصر في قضية أبو هواش، وبإمكان رئيس اللجنة زيارة أبو هواش، أو الاجتماع مع القناصل في تل أبيب ورام الله، وإصدار بيان دولي على مستوى العالم حول حالة هشام الصحية، لكن الموقف خجول".

وأكد عدنان أن المواقف الخجولة لم تقتصر على الصليب الأحمر، بل شملت الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية، معتبرًا ذلك الصمت قتل لأبو هواش، الذي يواجه خطرًا حقيقيًا على حياته، والذي هو "قاب قوسين أو أدنى من الاستشهاد".

وقال عدنان: "الاحتلال لن يكسر أبو هواش باستشهاده، بل سيقتل الشعب الفلسطيني بأكمله، اليوم نحن أمام تحدٍّ، والكل على المحك، إما أن ننتصر لأنفسنا وأسرانا وهشام أبو هواش، أو سيكون الخذلان لنا".

وبعد أن وصلت مسيرة الظهيرة إلى الصليب الأحمر، اعتصم عدد من النشطاء داخل المقر، وعقد عدنان عصراً مؤتمراً صحافياً حول تلك الخطوة، ليعلن بعد المسيرة المسائية من أمام مقر الصليب الأحمر استمرار الاعتصام هذه الليلة داخله، مطالباً من يستطيع بالبقاء فيه.

وقال عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف، لـ"العربي الجديد" على هامش المسيرة، إن "وضع أبو هواش لا يحتمل الانتظار، ويجب خروج الناس والحراكات إلى الشوارع ونحو نقاط المواجهة مع الاحتلال، وأن تتحمل القوى الفلسطينية مسؤولياتها بإعلان النفير العام دفاعاً عن الأسير أبو هواش، والسلطة يجب أن تتحرك على الصعيد الدولي والأممي".

وحول تعنت الاحتلال في قضية أبو هواش، قال عساف: "إن الاحتلال يسعى لاستشهاد هشام لترميم ما يسمى بحالة الردع، والاحتلال يريد ردع الأسرى بعدم العودة للإضراب عن الطعام".

بدوره، قال القيادي بحركة "حماس" حسين أبو كويك، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك قراراً لدى إدارة سجون الاحتلال بأن يصل أبو هواش لمرحلة الموت أو دفعه للتراجع عن إضرابه"، مطالباً السلطة الفلسطينية والفصائل والجماهير بالوقوف إلى جانبه.

وشهدت عدة مناطق بالضفة الغربية الإثنين، مسيرات وفعاليات تضامنية مع الأسير أبو هواش، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء الإثنين، بعدما قمعت قوات الاحتلال مسيرة دعم وإسناد للأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش، على مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية.

وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء الإثنين، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الفوار جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، عقب مسيرة دعم للأسير هشام أبو هواش.

في حين، شهدت بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، مساء اليوم، وقفة إسناد ودعم للأسير هشام أبو هواش، ونظم نشطاء، مساء، وقفة دعم وإسناد للأسير أبو هواش، في ساحة المهد بمدينة بيت لحم.

من جانب آخر، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، على المتضامنين مع الأسير أبو هواش، في مستشفى "أساف هروفيه" حيث يقبع، وفق ما أفاد به نادي الأسير الفلسطيني.

وقال النادي "إن هذا الاعتداء مؤشر يضع أمامنا مخاطر مضاعفة على حياة الأسير أبو هواش ومصيره، في الوقت الذي يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة، وتتضاعف الاحتمالية مع مرور مزيد من الوقت على إضرابه دون الاستجابة لمطلبه"، محذراً من "محاولة الاستفراد به، في الوقت الذي يمر إضرابه بفترة حاسمة وخطيرة".

وكان نادي الأسير الفلسطيني أكد، في بيان له، "استمرار رفض الاحتلال الاستجابة لمطلب هشام، رغم الجهود الحثيثة التي تبذل"، مشيرًا إلى تحولات في قضية أبو هواش، منها "مطلب نقله إلى المستشفى فأصبح يحتاج إلى جهد إضافي بعد أن كانت إدارة السجون تقوم بنقل المعتقل بعد فترة محددة من الإضراب إلى المستشفى، حيث تتعمد بإبقائه في السّجن، وجملة تضييقات حاول الاحتلال فرضها، بينها قرار "تعليق" الاعتقال الإداريّ، ويحاول الاحتلال فرض تضييق على الأسير المضرب عن الطعام بهدف إبقائه بعزل مضاعف وفرض إجراءات تنكيلية بحقّه والاستفراد به".

اتصال بين هنية والنخالة

ووسط الحديث عن إمكانية اندلاع جولة قتال جديدة مع غزة في حال استشهاد الأسير أبو هواش أو فرض التغذية القسرية عليه، أجرى رئيسا المكتب السياسي لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، إسماعيل هنية وزياد النخالة، اتصالًا هاتفيًّا بحثا خلاله "الأوضاع المستجدة، وخاصة المتعلقة بالحالة الصحية للأسير هشام أبو هواش (المضرب عن الطعام منذ 140 يوما)"، وفق بيان صدر عقب المحادثة.

وأضاف البيان: "يأتي هذا الاتصال امتدادا للقاءات التي عقدتها القيادتان السياسية والعسكرية للحركتين في قطاع غزة ومتابعة نتائجها".

وأردف: "أكد الطرفان على العمل المشترك من أجل إنهاء هذه المأساة الإنسانية، بل ووضع حد لملف الاعتقال الإداري الذي يشكل تعديا صارخا على حرية أبناء شعبنا خاصة في الضفة الغربية".

الاتحاد الأوروبي يبدي "قلقه"

إلى ذلك، أبدى الاتحاد الأوروبي، الإثنين، قلقه إزاء الحالة الصحية للأسير أبو هواش، مطالبا إسرائيل بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.

وأورد مكتب الاتحاد بفلسطين، في بيان: "قلقون للغاية إزاء الحالة الصحية الحرجة للفلسطيني هشام أبو هواش، والذي مضى على إضرابه عن الطعام 140 يوما، احتجاجا على اعتقاله الإداري في السجون الإسرائيلية".

وتابع: "لا يزال استخدام الاعتقال الإداري دون تهمة رسمية، مصدر قلق مستمر".

وأشار إلى "حق المحتجزين إبلاغهم بالتهم الكامنة وراء أي احتجاز، ووجوب أن يحاكموا محاكمة عادلة في غضون فترة زمنية معقولة أو أن يُطلق سراحهم".

رشيدة طليب: إسرائيل وحدها المسؤولة

من جانبها، حملت عضو مجلس النواب الأميركي الفلسطينية الأصل رشيدة طليب إسرائيل مسؤولية سلامة الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش

وقالت طليب، في تغريدة على "تويتر"، إن "هشام أبو هواش، وهو أب لخمس أفراد، اعتقل دون وجود أي دليل ودون محاكمة أو حتى جلسة استماع (في انتهاك للقانون الدولي) منذ أكتوبر 2020".

وتابعت أن أبو هواش "مضرب عن الطعام منذ 140 يومًا أو أكثر. حكومة إسرائيل وحدها هي المسؤولة عن هذا الوضع وعن صحته وسلامته".

ذات صلة

الصورة
فرحة الحصول على الخبز (محمد الحجار)

مجتمع

للمرة الأولى منذ أشهر، وفي ظل الحصار والإبادة والتجويع التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، تناول أهالي الشمال الخبز وشعر الأطفال بالشبع.
الصورة

سياسة

رغم مرور عشرة أيام على استشهاد الأسير وليد دقة (62 عاماً) تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمانه، متجاهلة مناشدات عائلته.
الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه

المساهمون