تصاعد الانتهاكات في سجن "بدر 3" وأنباء عن محاولات انتحار إضافية

05 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 17:24 (توقيت القدس)
مجمّع سجون بدر في مصر، 16 يناير 2022 (إبراهيم الدسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشير تقرير "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" إلى تدهور الأوضاع في سجن "بدر 3" بمصر، مع تزايد محاولات الانتحار والإضراب عن الطعام بين السجناء السياسيين، مما يعكس اليأس وتدهور ظروف الاحتجاز.
- كشف التقرير عن انتهاكات مثل مصادرة المقتنيات الشخصية وتهديد السجناء، مع تدهور صحة بعض السجناء البارزين مثل محمد البلتاجي، وعيشهم في عزلة تامة.
- دعا المركز إلى تحقيق عاجل ومستقل حول الأوضاع في السجن، ووصفت المنظمات الحقوقية ما يحدث بأنه تهديد لحياة المحتجزين وانتهاك لحقوقهم.

تكثر الشكاوى في سجن "بدر 3" في مصر من انتهاكات خطرة وأوضاع إنسانية متدهورة. وأشار تقرير صادر عن "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" إلى تصاعد مقلق في محاولات الانتحار والإضراب عن الطعام، الأمر الذي يعكس حالة اليأس بين السجناء السياسيين وتدهوراً في ظروف الاحتجاز التي تثير قلقاً دولياً. وقد كشف تقرير سابق، صادر عن المركز نفسه، عن تصاعد خطر في الانتهاكات الممنهجة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة بمصر فخلال شهر أغسطس/ آب 2025.

وشهد القطاع 2 التابع لسجن "بدر 3"، في النصف الأول من شهر أغسطس الماضي، سلسلة من الأحداث تضمّنت محاولات انتحار وإضرابات عن الطعام، وفقاً لما جاء في التقرير الحقوقي الصادر أمس الخميس. وفي الثالث من الشهر الماضي، حاول الطبيب الجراح سيد هيكل الانتحار في زنزانته، لتسجَّل في اليوم التالي محاولات مماثلة من قبل أمين الصيرفي وخالد سعيد مرسي (ابن شقيق الرئيس الراحل محمد مرسي) وعبد الله شحاته.

وفي التقرير الحقوقي نفسه، كُشف عن ابتلاع السجين السياسي أسعد الشيخة كمية كبيرة من أقراص الأدوية بعد مشادة مع ضباط أمن وطني في السادس من أغسطس الماضي، الأمر الذي أدّى إلى تدهور حالته الصحية. وقد وصل عدد السجناء السياسيين الذين حاولوا الانتحار إلى 16 سجيناً بحلول العاشر من الشهر الماضي، علماً أنّ عدداً منهم كرّر محاولته، من بينهم خليل العقيد الذي أقدم على قطع شرايين يده، ما استدعى رتقها بـ36 غرزة. وبدلاً من توفير الرعاية الطبية له، نُقل إلى زنزانة التأديب، بحسب ما جاء في تقرير المركز نفسه.

ولفت "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، في تقريره، إلى أنّه في الثامن من أغسطس الماضي، سقط محمد البلتاجي مغشياً عليه، ليُنقَل لاحقاً إلى المستشفى، في حين رفض أحمد عارف وقف إضرابه عن الطعام إلا بعد زيارة لجنة حقوقية مستقلة للسجن.

وإلى جانب محاولات الانتحار، كشف التقرير عن جملة من الانتهاكات والإجراءات التعسفية في داخل سجن "بدر 3". ففي 11 أغسطس الماضي، عمدت لجنة من مصلحة السجون بحملة تفتيش شاملة، جرت خلالها مصادرة كلّ المقتنيات الشخصية للسجناء السياسيين. ووفقاً لـ"مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، صرّح ضابط في الأمن الوطني للسجناء بأنّ ثمّة "تعليمات من رئاسة الجمهورية بعدم نقل أيّ حالة حرجة إلى المركز الطبي منعاً لتسريب الأخبار للإعلام"، موضحاً أنّ الملفّ يُدار تحت إشراف رئاسة الجمهورية مباشرة. وقد أظهر المركز أنّ ضابطاً هدّد السجين محمد أبو هريرة بـ"التغريب" إلى سجن "الوادي الجديد"، قائلاً له إنّه من الممكن أن يموت هناك قضاءً وقدراً من دون أن يعرف بأمره أحد.

وشهدت الفترة الأخيرة تدهوراً في صحة عدد من السجناء البارزين، من بينهم باسم عودة وخالد الأزهري ومحمد سعد عليوة وأسامة ياسين وأسعد الشيخة وأمين الصيرفي، وفقاً للتقرير نفسه. وبالإضافة إلى تعرّض محمد البلتاجي لوعكة صحية، يعاني أمين الصيرفي من تدهور حاد في حالته الصحية، إلى جانب تعرّضه لتهديدات تطاول أسرته.

وشدّد "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، في تقريره الأخير، على أنّه منذ 12 أغسطس، يعيش السجناء السياسيون في القطاع 2 بسجن "بدر 3" في حالة من العزلة التامة، بعد تغيير كامل للضباط والحرّاس المسؤولين. وحتى الآن، يواصل 21 سجيناً إضرابهم عن الطعام، وسط تصاعد في الانتهاكات وحرمانهم من الرعاية الطبية اللازمة.

ودعا المركز إلى فتح تحقيق عاجل ومستقلّ حول الأوضاع في سجن "بدر 3"، وتمكين لجان دولية من زيارته للاطلاع على أوضاع السجناء السياسيين. وتصف المنظمات الحقوقية أنّ ما يحدث في هذا السجن يمثّل تهديداً مباشراً لحياة المحتجزين وانتهاكاً صارخاً لأبسط حقوقهم الإنسانية، مطالبةً بضغط دولي عاجل على السلطات المصرية لإنهاء هذه الانتهاكات.

المساهمون