تشجير الغابات المحترقة في تونس

تشجير الغابات المحترقة في تونس

29 نوفمبر 2021
حصد الشتل لإطلاق حملات التشجير (العربي الجديد)
+ الخط -

تحدد وزارة الزراعة في تونس إجمالي المساحات الخضراء بنحو 5.7 ملايين هكتار، بينها 1.25 مليون هكتار من الغابات التي تملك الدولة نسبة 90 في المائة منها، و4 ملايين هكتار من المراعي. وتشير الوزارة إلى أن الغابات التي تتواجد خصوصاً شمال البلاد وشمال غربها، تتميز بثروات متنوعة وتساهم بنسبة 1.33 في المائة من الناتج المحلي للاقتصاد، و14 في المائة من الناتج الزراعي. 

لكن تونس تفقد آلاف الأشجار سنوياً بسبب حرائق الغابات التي تشهدها خلال الفترة الممتدة بين يونيو/ حزيران ونهاية أغسطس/ آب. وقد اندلع هذا العام أكثر من 500 حريق في مناطق مختلفة التهمت مساحات كبيرة من الغابات والمحاصيل والزراعات. 

وأحصت إدارة الحماية المدنية أكثر من 400 حريق في الفترة بين الأول من يونيو/ حزيران و8 أغسطس/ آب الماضيين ألحقت خسائر بمساحات بلغت 4313 هكتاراً من الغابات في مقابل 680 هكتاراً عام 2020، وقضت على آلاف الأشجار التي يفوق عمر بعضها 400 سنة، لا سيما في مناطق شمال الغرب. أما سبب هذه الحرائق فارتفاع درجات الحرارة، لكن بعضها ارتبط بأفعال إجرامية.

وفيما تحيي تونس سنوياً عيد الشجرة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، من خلال زرع عشرات الأنواع من الأشجار في مناطق عدة لا سيما في المناطق التي تشهد حالات تصحّر، أطلقت وزارة الزراعة حملة لغرس أكثر من مليوني شجرة بمشاركة المجتمع المدني وسكان مناطق الغابات. وتتواصل الحملة حتى مارس/ آذار 2022 وتهدف إلى زرع أكثر من 2500 هكتار بأنواع مختلفة من الأشجار في غابات محترقة بمحافظات سليانة وبنزرت وزغوان وباجة وغيرها. كما ستتواصل عملية التشجير الاعتيادية سنوياً التي تنفذها الوزارة في مناطق التصحّر. 

الصورة
سكان الغابات نبض "إعادة الحياة" (العربي الجديد)
سكان الغابات نبض "إعادة الحياة" (العربي الجديد)

وأبدت منظمات بيئية عدة استعدادها للمشاركة في حملة العام الحالي، خصوصاً أن عدد معاوني الغابات قليل، ما يمنع تشجير المساحات المستهدفة  خلال فترة وجيزة. وينقل رئيس جمعية "بيئتي الخضراء" عبد الكريم العابدي لـ"العربي الجديد" تفاؤل الجمعية بنجاح مبادرة إعادة تشجير مساحات كبيرة من الأراضي المحترقة، خصوصاً أنها تلحظ تعاون جمعيات عدة في تنفيذها مع مساهمة إدارة الغابات في نشر أهدافها لتكثيف مشاركة المتطوعين فيها، لا سيما من سكان مناطق الغابات. ويعتبر أن فترة الشتاء التي حددتها إدارة الغابات لإنجاز أعمال الحملة هي الأنسب لنجاح مهمات الغرس". يضيف: "توفر إدارة الغابات عادة مشاتل لأنواع مختلفة من الأشجار، وتوزعها على المناطق لغرسها بإشراف معاوني الغابات المتخصصين في الزرع من أجل ضمان نجاح نمو أنواع عدة، خصوصاً تلك التي تعمّر سنوات". 

ويكشف فطين العش من الإدارة العامة للغابات لـ"العربي الجديد" أن الإدارة تعتزم غرس مليوني شجرة توزع بالدرجة الأولى على المناطق المحترقة، والحدائق العامة الجديدة والمتنزهات والمؤسسات التربوية في أنحاء البلاد، وذلك بالتعاون مع عدد كبير من الجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال البيئة". ويشير إلى أن "وزارة الزراعة ستوفر أنواع الشتل التي ستغرس بعد توزيعها مجاناً على المؤسسات والأشخاص المشاركين في الحملة".

الصورة
آلاف الأشجار احترقت هذا العام (العربي الجديد)
آلاف الأشجار احترقت هذا العام (العربي الجديد)

ويشير العش إلى أنّ "جميع الراغبين في الحصول على شتلات للمشاركة في عملية التشجير يجب أن يقدموا طلبات إلى وزارة الزراعة ومكاتب المناطق. وسيحصل كل مشارك على نحو عشرين شتلة مع منح أولوية للأراضي التي احترقت، وتخصيص شتل من أشجار الزان والصنوبر والكلتوس وغيرها في سبيل تعويض تلك التي احترقت". لكنه يستدرك بانه "لا يمكن تشجير كل المساحات في الفترة المحددة حتى مارس/ آذار المقبل، ما يحتم استمرار الحملة سنتين أو أكثر، والعمل لتفادي اندلاع حرائق جديدة".

من جهتها، دعت وزارة الشباب كل من تجاوز الـ15 من العمر إلى الانخراط في حملة التشجير، علماً أنها أطلقت حملة خاصة بها بالتعاون مع جمعيات بيئية بهدف غرس شتل أشجار عدة لا سيما في المناطق المحترقة. وأكدت أنها ستعمل لتوفير الشتل وتأمين نقل جميع المتطوعين الشباب إلى مناطق شمال غربي البلاد للمشاركة في الحملة. 

أما وزارة الثقافة فأعلنت أنها ستنفذ حملة تشجير تشمل المؤسسات الثقافية في مناطق عدة، خصوصاً شمال غربي البلاد. كما أطلق شبان على مواقع التواصل الاجتماعي حملات لإعادة الحياة إلى الغابات التي تضررت من الحرائق في السنوات الأخيرة. وقد توجهت الحملات في الأساس إلى محبي السياحة الجبلية لغرس أكثر من 20 ألف شجرة.

المساهمون