تساؤلات حول الارتفاع المفاجئ لمعدلات الإصابة بكورونا في الجزائر

تساؤلات حول الارتفاع المفاجئ لمعدلات الإصابة بكورونا في الجزائر

24 يناير 2022
تتعين زيادة مستوى الصرامة في فرض التدابير الوقائية (Getty)
+ الخط -

يثير الارتفاع المفاجئ لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا في الجزائر، وانتقاله في ظرف يومين فقط إلى مستويات قياسية، قلقاً لدى الأوساط الصحية من جهة، وتساؤلات عن دقة الأرقام التي تعلنها السلطات في البلاد من جهة ثانية.

وقبل يومين، أقرّ عضو اللجنة العلمية لمتابعة الأزمة الوبائية في الجزائر إلياس أخاموك، في برنامج بثّته الإذاعة الحكومية، بأنّ الأرقام الحقيقية للإصابات أكبر بكثير من تلك المصرح بها، وأن المعدل سيواصل الارتفاع خلال الأيام القادمة بسبب الانتشار السريع لمتحور أوميكرون.

ويفيد هذا التصريح بأن الأرقام التي كانت تعلنها وزارة الصحة حتى يوم الثلاثاء الماضي، بحديثها عما بين 500 إلى 800 إصابة يوميا، هي أرقام غير دقيقة.
ولوحظ انتقال معدلات الإصابة من هذه الأرقام إلى أكثر من 1500 إصابة الخميس الماضي، فيما سجلت وزارة الصحة، في غضون الـ24 ساعة الماضية، 2134 إصابة جديدة بفيروس كورونا و14 وفاة، فيما يرقد أكثر من أربعة آلاف مصاب في المستشفى، بينهم 39 مريضا في أقسام العناية المركزة.

ويعتقد متابعون أن مشكلة دقة الأرقام تتعلق بنقص عدد التحاليل، التي تكون عادة أقل بكثير من عدد الإصابات الفعلية الموجودة في الواقع.

وقال رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين إلياس مرابط، لـ" العربي الجديد"، إنّ "أعداد الإصابات أكبر بكثير من تلك المصرح بها، وهذا ما يمكن أن تلاحظه الأطقم الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، والأرقام المصرح بها تعني فقط الإصابات التي وقع تحليلها، لكن هناك عدداً كبيراً من الإصابات لا يجرى تحليلها أو الإعلان عنها، وهذا بسبب مشكلات التحاليل وارتفاع أسعارها بالنسبة للمواطنين".

ويتوقع بعض خبراء الصحة أن تصل الموجة الرابعة لكورونا إلى ذروتها في غضون عشرة إلى 15 يوما المقبلة، إذ سيكون متحور أوميكرون هو السائد خلال فترة الشهر المقبل. وقال الطبيب المختص في الصحة العمومية محمد كواش، لـ"العربي الجديد"، إنه تتعين زيادة مستوى الصرامة في فرض التدابير الوقائية، وضرورة تقليص التجمعات مع بداية الموجة الرابعة، لافتا إلى أن قطع سلسلة الفيروس تحتاج إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، خصوصا في الفضاءات الكبرى"، مشيرا إلى أن "مشكلات الضغوط النفسية، كالقلق والتوتر والاكتئاب، تزيد من فرص الإصابة بكورونا، وللإجهاد المزمن علاقة بالإصابة بالأمراض التنفسية وإضعاف المناعة".

وإزاء هذا الوضع الصعب، أعلن  وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، أمس الأحد، عن بدء استعدادات السلطات تنظيم حملة وطنية جديدة للتلقيح ضد فيروس كورونا، بعد تسجيل ارتفاع متزايد في حالات الإصابة بمتحور أوميكرون، ستتقرر اليوم الاثنين تفاصيلها خلال اجتماع وزير الصحة مع مدراء الصحة في الولايات، لحثّ المواطنين على الإقبال على التلقيح الذي يعد الوسيلة الوحيدة للحد من انتشار الفيروس، ما يمكّن من اكتساب مناعة جماعية.

وكشف الوزير أن ما يقارب 13 مليوناً فقط من الجزائريين تلقوا لقاحهم ضد الفيروس، بينما ترغب السلطات في الوصول إلى تلقيح أكثر من 35 مليون شخص.  
 

المساهمون