تركيا: تمكين السوريين لتعزيز فرصهم المهنية

تركيا: تمكين السوريين لتعزيز فرصهم المهنية

05 نوفمبر 2020
التأهيل يوفر فرصاً أفضل للسوريين في تركيا (أوزان كوزي/ فرانس برس)
+ الخط -

لا يمرّ أسبوع من دون أن تعلن منظمة تركية أو دولية عن دورة تأهيلية للسوريين مجاناً، سواء ما يتعلق بتطوير المهارات الذاتية أو ما يسمى المهارات الناعمة، أو حتى التأهيل، بما يحتاج إليه سوق العمل التركي، إن على الصعيد الإنتاجي أو الخدمي.
آخر الدعوات وجهها مشروع التدريب والتطوير المهني "إيميجه" عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، بتأهيل السوريين في تركيا بريادة الأعمال، والذي أعدته جمعية "هابيتات" والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بهدف تحسين سبل العيش للاجئين (لا تصنّف تركيا السوريين لاجئين رسمياً بل ضيوف) والمجتمعات المضيفة في تركيا من خلال المساهمة في تمكينهم على مستوى تنظيم المشاريع وإمكانية التوظيف.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

بالتزامن مع مشروع "إيميجه" الذي استهدف السوريين في ست ولايات، هي إسطنبول، وأنقرة، وهاتاي، ومرسين، وغازي عنتاب، ودنيزلي، أعلنت منظمة "جسور" المتخصصة في برامج التعليم والتطوير الوظيفي وريادة الأعمال، عن تقديم دورات مجانية للسوريين بالشراكة مع موقع "كورسيرا" المختص بالتعليم عن بعد، بهدف تزويدهم بمهارات ومعارف إضافية، مع تمكينهم من الحصول على شهادة تغني سيرتهم الذاتية. وفي حين ترك "إيميجه" الباب مفتوحاً للسوريين، اشترطت "جسور" أن يكون المتقدم للدورة طالباً ينفذ حالياً تدريباً ما، أو عاطلاً عن العمل، أو يعمل في وظيفة بأجر منخفض. ووعدت منظمة "جسور" الأميركية بدورات لاحقة لمن يكمل دورة "ريادة الأعمال" ومنح المتدربين شهادات معتمدة. وكان مشروع "إيمبارك" للتدريب والتوجيه، قد أعلن عن مخيم تدريبي نهاية الأسبوع الجاري لمدة ثلاثة أيام، لتطوير مهارات السوريين الذين يجيدون اللغة الإنكليزية، وذلك بعد انتهاء "إيمبارك "من مبادرة المنحة المجانية للاجئين السوريين في مجال ريادة الأعمال، وتحديد الأهداف ضمن برامج تربط فئة الشباب بقادة الأعمال في شركات تركية، بهدف تبادل الأفكار وتطوير وزيادة فرص توظيفهم وبناء علاقات هادفة. 
وتقول مسؤولة التقييم والمتابعة بمشروع "إيمبارك" رابعة بيري إنّ الهدف إيجاد صيغ تفاهم مشتركة وطرائق اندماج تحقق صفة الديمومة ولا تنتهي بانتهاء العمل أو المصلحة، لأنّ التشبيك وتكامل الحاجات هما الطريقة المثلى البعيدة عن الخطاب العاطفي أو العلاقات النفعية المحددة بزمن. 
وحول المخيم التدريبي المزمع إقامته، تضيف بيري لـ"العربي الجديد": "سيكون التدريب عن بعد عبر الإنترنت، نظراً لعودة انتشار وباء كورونا. والهدف تطوير مهارات المتدربين الذين يجيدون اللغة الإنكليزية، لأنّ تركيزنا على اللغة العربية أو التركية قد يُشعر بعض الشباب السوريين والأتراك بالغبن، كما نتعاقد مع مدربين عالميين ذوي خبرات كبيرة، لا يجيد بعضهم التركية أو العربية. المخيمات التدريبية خلال الفترة الحالية ستركّز على التدريب على العمل كفريق وتطوير الشخصية من خلال المهارات الناعمة، وسنركز على حصص التأمل وتصفية الذهن نظراً لما لذلك من انعكاس على القدرات والإنتاجية". وتلفت بيري إلى أنّ مشروع "إيمبارك" لا يترك المتدربين بعد منحهم الشهادة، بل يؤثر في جمع رأس المال الفكري مع المالي، مشيرة إلى أنّ المشروع أقام بعد منحة ريادة الأعمال لقاءات بين متدربين وأرباب عمل "ليجد الطرفان، من دون تدخلنا، آلية عمل وتشارك وتكامل"، كاشفة لـ"العربي الجديد" أنّ المشروع بصدد برنامج "كيف ترتب أهدافك باعتبارك جزءاً من الكون" في محاولة من "إيمبارك" لمساعدة السوريين بالخروج من ذهنية وتفكير اللاجئ، والتعامل على أساس أنّهم جزء من العالم الرحب. وتختم بيري أنّ الأهداف العامة للمشاريع والدورات هي محاولة انتشال السوريين من واقع اللجوء ونقلهم إلى منتجين بسوق العمل، بعد تأهيلهم، لأنّ ذلك يبعد عنهم اتهامات كثيرة تحاول جهات وأحزاب تركية لصقها بالسوريين.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويقول استشاري التدريب والمدرب الدولي المعتمد الدكتور عبد الناصر الجاسم: "تأتي هذه المشاريع، التي تديرها منظمات تركية أو دولية أو مشتركة، لمساعدة رجل الأعمال والمتدرب في آنٍ واحد، فهي توفر الكادر المتدرب للأول بعد أن تؤهل الثاني، فهو اندماج من منظور اقتصادي". ويلفت الجاسم "العربي الجديد" إلى أنّ معظم الدعم والتدريب يركز على بناء قدرات مجتمعية لتحسين التواصل مع المجتمع المضيف وتبادل التأثير في ما بين اللاجئ وبلده الجديد، وذلك عبر تعليم اللغة أولاً ثم قوانين وعادات البلد المضيف، ليتم بعد ذلك الانتقال إلى المهارات الناعمة. وحول الجدوى وما إذا كانت المشاريع تلتزم بتأمين فرص عمل للمتدربين، يقول إنّ جزءاً من الأهداف يخدم المنظمات، لأنّ جميع البلدان التي تمر بحروب أو نزاعات تعتبر جبهات عمل مثيرة لشهية منظمات العمل الدولية، وذلك عبر بوابات الإغاثي والإنساني والتدريبي، لكنّ هذا لا ينفي أنّ الفائدة الكبرى يحصدها المتدرب، وثمة مشاريع ومنظمات، تعلن منذ بداية التدريب عن تكفلها بتشغيل نسبة معينة من المتدربين من جراء تنسيقها مع مؤسسات وأرباب عمل.

المساهمون