تركيا تقيد سفر التونسيين إلى صربيا ووفاة غامضة لمهاجر في إيطاليا

تركيا تقيد سفر التونسيين عبر أراضيها إلى صربيا ووفاة غامضة لمهاجر في إيطاليا

11 ابريل 2022
محاولات الهجرة السرية تتزايد في تونس (فتحي نصري/فرانس برس)
+ الخط -

فرضت تركيا قيودا على سفر التونسيين باتجاه صربيا عبر أراضيها، معلنة أنها لن تبيع مستقبلا تذاكر سفر من دون وجود رخصة سفر رسمية تصدرها السلطات التونسية ضمن مساعي غلق منافذ الهجرة السرية، في حين تزايدت المطالبات بالكشف عن أسباب وفاة غامضة لمهاجر تونسي في إيطاليا.
وكان السفر إلى صربيا مرورا بتركيا خيارا لشباب تونسيين يتطلعون إلى الوصول إلى أوروبا في رحلات أكثر أمنا من قوارب الموت عبر البحر المتوسط، إذ كانوا يعبرون من تركيا إلى صربيا عبر مسالك برية مقابل دفع مبالغ مالية لشبكات منظمة.
وقال النائب التونسي مجدي الكرباعي إن "الخطوط التركية وجهت مراسلة إلى وكالات السفر التونسية بعدم بيع تذاكر سفر إلى تركيا إلا بترخيص من السلطات المحلية، وذلك بعد اكتشاف السلطات الصربية أن تونسيين بصدد السفر بغاية الهجرة مرورا من إسطنبول إلى بلغراد، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "السفر من تونس إلى تركيا سيحتاج مستقبلا إلى تراخيص مسبقة، وهو ما يمس بحرية التنقل والسفر".
وأضاف الكرباعي أنه "جرى مؤخرا منع العديد من الشباب التونسيين من السفر إلى صربيا عبر تركيا"، مؤكدا قبول تونس "فرض قيود سفر على مواطنيها إلى البلدان التي لا تحتاج إلى تأشيرات مسبقة. تونس تحولت إلى نقطة حدود متقدمة لبلدان الاتحاد الأوروبي، وجرى مؤخرا ترحيل تونسيين من صربيا. التضييق شمل وفودا سياحية تونسية، ومنع وفد سياحي مؤخرا من السفر في مطار تونس قرطاج الدولي، ما يجعل تونسيين يعيشون في سجن كبير" حسب تعبيره.


وينشر شباب تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركات لتجارب من تمكنوا من الوصول إلى صربيا عبر تركيا بمساعدة شبكات الهجرة عبر منافذ برية.
وكشفت نتائج دراسة حديثة مشتركة بين منظمة "محامون بلا حدود" و"المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" و"جمعية الدراسات القانونية حول الهجرة بإيطاليا"، أن مئات من المهاجرين التونسيين يتعرضون للترحيل القسري، ولمعاملات تمييزية، وظروف احتجاز سيئة.

في سياق ذي صلة، تنتظر عائلة الشاب التونسي، أنيس غنية (18سنة) كشف لغز وفاته في مركز إيواء بإيطاليا، وتسعى العائلة إلى إتمام إجراءات التشريح للعودة بجثمانه إلى تونس لدفنه.
وقضى أنيس، الذي هاجر بطريقة سرية، 8 أشهر في مركز الإيواء، قبل سقوطه من مكان مرتفع، ليتم نقله إلى مركز الإنعاش بمستشفى بمدينة ميسينا الإيطالية، حيث توفي بعد 15 يوما.

يقول خاله فوزي بن الحاج مسعود، والمقيم في إيطاليا منذ 30 سنة، إن "خبر وفاة أنيس شكل صدمة للعائلة ولكل من عرفه"، مبينا لـ"العربي الجديد "، أن "أنيس كان في مركز إيواء للقاصرين بعد هجرة سرية لاستكمال السن القانونية، قبل السماح له بالمغادرة. كان  سعيدا، ويعد الأيام والليالي للمغادرة، وحصل على أوراق أولية، وفي 31 مارس/آذار، كان سينهي إجراءات المغادرة والحصول على الإقامة".
وأضاف مسعود: "أنيس كان يعمل حلاقا، وكان محبوبا من الجميع في مركز الإيواء، ويحلق شعر الأطفال من دون مقابل، وكان دائم الاتصال بوالدته في تونس، ويتواصل معي، وجهزت له مكان إقامة. شاب في مثل إقباله على الحياة يستحيل أن يفكر في الانتحار، وسأتقدم بشكاية تقصير وإهمال ضد مركز الإيواء، والمحامي سيطلب تشريح الجثة لتحديد أسباب الوفاة".

 وقال النائب السابق عن دائرة إيطاليا، مجدي الكرباعي لـ"العربي الجديد"، إن "أنيس قدم إلى إيطاليا في سن 17 سنة عن طريق الهجرة السرية نظرا لظروف أسرته الصعبة، وكان بصدد استكمال ملفه، وإجراءات الإقامة للاستقرار مع خاله المقيم بإيطاليا بعد قضاء عدة أشهر في المركز، وهو معروف بحسن سلوكه، ومحبوب من قبل الجميع، وهناك تساؤلات حول وفاته الغامضة. التشريح سيكشف أسباب الوفاة، إذ لا تعرف حقيقة ما حصل، ونستبعد فرضية الانتحار لأن الشاب لم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية تدفعه لوضع حد لحياته".
وقال رئيس جمعية الأرض للجميع، عماد السلطاني، إن "مراكز إيواء المهاجرين الإيطالية بحاجة إلى مراقبة، وسبق أن توفي مهاجر تونسي هناك في ظروف غامضة"، محملا المسؤولية للبعثة الدبلوماسية التونسية في باليرمو التي تتقاعس عن تفقد أحوال المهاجرين، وخاصة القصر.

المساهمون