تركيا: احتفاء أممي بـ"صفر نفايات"

تركيا: احتفاء أممي بـ"صفر نفايات"

31 مارس 2021
المشروع امتد إلى البحار أيضاً (سيبنيم جوسكون/ الأناضول)
+ الخط -

حاز مشروع "صفر نفايات" في تركيا، الجائزة الأولى لـ"أهداف التنمية المستدامة" التي يقدمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" بسبب مساهماته المهمة في رفع الوعي نحو الإنتاج والاستهلاك، والمساهمة بحسب بيان البرنامج، في تقليص ملياري طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل حجم النفايات غير القابلة لإعادة التدوير. كذلك، حقق المشروع للاقتصاد التركي أكثر من 3 مليارات دولار، بين 2017 ونهاية 2020. ويطمح المشروع إلى إعادة تدوير 35 في المائة من نفايات البلاد، بحلول عام 2023.

بيئة
التحديثات الحية

ترى الباحثة التركية، شالا أوزتورك، أنّ المحافظة على البيئة ومعالجة المخلفات والنفايات "لا تقل أهمية عن هدف التنمية وحلم تركيا الاقتصادي" لأنّ البيئة السليمة مؤشر على التطور أكثر من تزايد السائحين أو نمو الناتج الإجمالي "فالتنمية المستدامة أمانة بأعناقنا لنورثها للأجيال المقبلة". تضيف أوزتورك لـ"العربي الجديد" أن بلادها تسير بالتوازي، للوصول إلى مصاف العشرة الكبار في هذا المجال بعد عامين (خلال مئوية تأسيس الجمهورية) فالبرلمان التركي أقرّ تأسيس وكالة البيئة التركية التي ستعنى بقرارات وملاحقة التنفيذ، للوصول إلى صفر نفايات، مشيرة إلى أنّ عقوبات إضافية رادعة في طريقها إلى التطبيق، سواء حول استخدام البلاستيك أو المخالفات البيئية والتلوث.
ومنح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جائزة، كذلك، لعقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، لرعايتها مشروع "صفر نفايات" وجهودها في حماية البيئة. وهي "جائزة العمل لأهداف عالمية". قالت أردوغان بعدما تسلمتها من الممثل الدائم للأمم المتحدة لدى تركيا، كلاوديو توماسي، الخميس الماضي في أنقرة: "الحقائق العلمية تشير إلى مستقبل مظلم، خصوصاً ما يتعلق بالأزمة المناخية"، مشددة على ضرورة بذل الجهود لتوريث عالم أفضل للمستقبل. وأوضحت أردوغان أنّ جميع الموارد الطبيعية هي إرث مشترك للبشرية بأجيالها الراهنة والمستقبلية، ومن غير المقبول استهلاكها بلا مبالاة، معتبرة مكانة البيئة أمانة وفق الثقافة التركية: "العلاقة التي أنشأناها مع الطبيعة عميقة جداً إلى حدّ أن تاريخ حضارتنا مليء بالعديد من الأوقاف التي أنشئت خدمة للطبيعة". وحول مشروع "صفر نفايات" قالت أردوغان إنّها خطوة صغيرة في مسؤولية توريث الأجيال المقبلة عالماً صالحاً للعيش، وسنتشارك القيم العالمية للمنظمات التي تقدم حلولاً للعالم مثل الأمم المتحدة، ونريد أن نسهم من خلال خبراتنا الثقافية فيها.
يقوم مشروع "صفر نفايات" على تغيير العادات الاستهلاكية للمواطنين، وفرز المخلفات من المصدر، ثم إعادة تدويرها، بهدف الوصول إلى نسبة إعادة تدوير، تصل إلى 60 في المائة بحلول 2030. وقد سمح المشروع منذ انطلاقته قبل أربعة أعوام، بتوفير، أي عدم استهلاك، نحو 397 مليون طن من المواد الخام، و315 مليون كيلووات / ساعة من الطاقة، و345 مليون متر مكعب من المياه، و50 مليون برميل من النفط. كذلك، ساهم في جمع 17 مليون طن من النفايات الصالحة للاستخدام، وفي تقليص ملياري طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإنقاذ 209 ملايين شجرة في الفترة بين 2017 - 2020 ويطمح المشروع إلى إعادة تدوير 35 بالمئة من نفايات البلاد، بحلول العام 2023.

وبات تدوير النفايات وتقليص التلوث "هاجس الأتراك" خلال السنوات الأخيرة، بحسب الباحث أوزجان أويصال. يقول لـ"العربي الجديد"، في إشارة إلى برنامج "صفر نفايات زرقاء" الذي أطلق بعد مشروع "صفر نفايات"، وذلك بهدف حماية البحار وتطهير المياه التركية من النفايات: "لم يعد العمل على تحسين شروط البيئة مقتصراً على البرّ والهواء، بل دخلنا البحر منذ يونيو/ حزيران 2019". وكانت تركيا قد أعلنت ضمن مشروعها الاقتصادي أخيراً، أنّها تهدف إلى التحول إلى مركز جذب صناعي عالمي "وتحتاج إلى مواكبة ذلك بالتوعية والحرص على سلامة البيئة من مخلفات الصناعة والتلوث". كذلك، أعلنت وزارة البيئة والتطوير العمراني، أخيراً، عن جمع النفايات ضمن نطاق مشروع "صفر نفايات زرقاء" من سواحل 28 ولاية تركية. وجرى انتشال ما يقرب من 20 ألف طن من النفايات من البحار، عام 2020، فتبين أنّ من ضمنها 11 طناً من الكمامات والقفازات، بتأثير من جائحة كورونا.

تصليح ألعاب
تطوع نحو 200 شخص، معظمهم من المتقاعدين، في مدينة يالوفا، شمال غربي تركيا، في "حملة جمع الألعاب المستعملة" لتصليح الألعاب، التي أطلقتها بلدية المدينة، بهدف جمع ألعاب مستعملة من الأطفال، ثم إعادة توزيعها على أطفال آخرين فقراء. ووزعت الحملة أكثر من ألفي لعبة، بالتعاون مع مؤسسات خيرية.

المساهمون