استمع إلى الملخص
- الضابطان أُدينوا في 2022 بتهمة القتل والتآمر لعرقلة العدالة، وقرار العفو عنهم قوبل بانتقادات واسعة، حيث اعتبرته لورين بوندز خطوة غير مسؤولة.
- بوندز تتوقع أن تكون إدارة ترامب أكثر تنظيماً في حال عودته، مع تركيز على التعاون بين قوات إنفاذ القانون، بينما لم ينجح الديمقراطيون في تحقيق الإصلاحات المطلوبة.
أعاد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعفو عن ضابطي شرطة بالعاصمة واشنطن دينا بقتل شاب أسود من أصول أفريقية عام 2020، ذكريات وتاريخ تعامل دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، مع الأقليات والأميركيين السود وانحيازه تجاه اليمين المتطرف ورفضه إدانتهم أكثر من مرة، وتهديد المتظاهرين ضد مقتل جورج فلويد على يد الشرطة بإطلاق النار عليهم.
كان القضاء في 2022 قد حكم على الضابط تيرينس ساتون جونيور بالسجن لمدة 66 شهرا بينما حُكم على أندرو زابافسكي بالسجن 48 شهرا، بسبب مطاردة غير مصرح بها للشاب الأسود هيلتون براون انتهت بتصادم أدى لوفاته، ودانتهما هيئة محلفين فيدرالية بالإجماع، بتهمة القتل من الدرجة الثانية، والتآمر لعرقلة العدالة وعرقلتها، وتآمرا لإخفاء ملابسات الحادث الذي أدى لوفاته.
ترامب يرفض إدانة "النازيون الجدد"
بدأ ترامب حملته الانتخابية 2015 بطرد شاب أسود في أحد تجمعاته الانتخابية، قال وقتها لأنصاره "أخرجوه، دعوه يتذكر الأيام الخوالي"، تعالت هتافاتهم، مما دفعه للتأكيد على رسالته "هل تتذكرون الأيام الخوالي". و في أغسطس/ آب 2021، تظاهر اليمين المتطرف والنازيون الجدد دعاة تفوق العرق الأبيض، رفعوا رموزا مثل الصليب المعقوف وأعلام الكونفدرالية في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا احتجاجا على مشروع لإزالة تمثال جنرال أميركي شارك في الحرب ضد القضاء على العبودية، ودهسوا متظاهرين ضد اليمين مما أدى لمقتل امرأة وإصابة 19 آخرين. وقتها رفض الرئيس إدانة المتطرفين وإدانة الحادث.
ترامب يدعو لإطلاق النار على المتظاهرين اعتراضاً على مقتل جورج فلويد
وفي مايو/ آيار 2020، اعتدى 4 رجال من الشرطة على جورج فلويد وهو غير مسلح، ووضع أحدهم ركبته على رقبته، لمدة 8 دقائق و46 ثانية بينما قيده آخران قبل أن يموت صارخا "لا أستطيع أن أتنفس". لم يدن ترامب مقتل جورج فلويد في البداية، وأشعل الدنيا بتغريدة هدد فيها بإطلاق النار على المتظاهرين، قائلا: "عندما يبدأ النهب سيبدأ إطلاق الرصاص"، وظهر أخيرا بعد نحو أسبوع من بدء الاحتجاجات في الثاني من يونيو/ حزيران، فى خطاب للأمة، قائلا إن حق جورج فلويد لن يذهب هباء، ثم هدد بنزول الجيش للشارع لمواجهة المحتجين، مؤكدا أنه حال عدم استجابة حكام الولايات سيستخدم قانون الانتفاضة "صادر فى 1807" بما يمكنه من السيطرة على أعمال الشغب فى الولايات.
تعامل الشرطة الأميركية مع العنف يختلف حسب العرق
من جانبها، شرحت المديرة التنفيذية لمنظمة المساءلة الوطنية للشرطة لورين بوندز، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أنه من الصعب أن يواجه ضباط الشرطة في معظم الولايات اتهامات جنائية عندنا يستخدمون القوة المميتة أو القوة المفرطة، وبالتالي يكون القانون في الغالب في صالح الشرطة، ولكن في حالة مقتل هيلتون براون كانت الأدلة واضحة ضد الشرطة بحيث لا يمكن إغفالها، وانتقدت قرار ترامب بالعفو عن ضباط الشرطة، وقالت: "جاء ترامب وعكس هذا" معتبرة أن هذا يمثل "عدم مسؤولية أمام المجتمع"، مضيفة: "أعتقد أنه سيكون هناك رد فعل عام سلبي حقيقي على ذلك من الأشخاص الذين رأوا أنه يتم تحقيق العدالة الاجتماعية، ثم فجأة وجدوا الرئيس يصدر عفوا عاما عن هؤلاء الأشخاص".
ووصفت بوندز الفترة الرئاسية الأولى لترامب من 2017 حتى 2021، بأنها شهدت تواطؤاً من إدارته مع العنف سواء ارتكبه الجمهور أو الشرطة، مستدلة بالعفو عن من اقتحموا مبنى الكونغرس الأميركي، رغم أنهم كانوا جزءا من التمرد على الدولة، وقالت إن إدارة ترامب تأرجح رأيها بشأن عنف الشرطة اعتمادا على من هم الضحايا، فإذا كنت أسود وفقيرا، فلا بأس من عنف الشرطة، وأيضا ستكون مشكلة بالنسبة لك إذا كنت أسود وفقيرا وفعلت شيئا ضد الأمن والشرطة. ولكن على الجانب الآخر، إذا كنت أبيض اللون وأذيت ضابط شرطة وكنت تدعم ترامب في هذه العملية، فلا بأس بذلك"
لورين بوندز: عنف الشرطة لم يتباطأ في ظل إدارة بايدن والحزب الديمقراطي من عام 2020 إلى عام 2024
وتتوقع بوندز، أن تكون الإدارة في فترة ترامب الرئاسية الحالية أكثر تنظيما وتخطيطا وأكثر معرفة، وقالت: كما تعلمون جاءت إدارته هذه المرة بخطة معينة، وأعتقد أن سلسلة الأوامر التنفيذية التي تم توقيعها في الأسبوع الأول أظهرت حقا أن هذا ليس مثل عام 2017 حيث كانت الأمور تتحرك ببطء من حيث مقترحات السياسة الفعلية التي تم تنفيذها". ورأت أنه "بالتأكيد يجب توقع المزيد من التعاون بين قوات إنفاذ القانون الفيدرالي والجيش وقوات إنفاذ القانون المحلي"، وقالت: "أعتقد أن هذا كان موضوع خطاب ترامب خلال حملته، عندما دعا إلى أن تضرب الشرطة الجميع" مشيرة إلى قوله: "هذا سيصلح الجريمة في بلدنا"، متوقعة أن يكون هذا الاتجاه خطته في التعامل مع ما يراه "جريمة من وجهة نظره طوال الأربع سنوات المقبلة".
ولفتت إلى أن عنف الشرطة لم يتباطأ في ظل إدارة بايدن والحزب الديمقراطي من عام 2020 إلى عام 2024 على مدار السنوات الأربع الماضية، قائلة: "عندما كانوا يسيطرون على الهيئات التشريعية للولايات المختلفة، وعندما كان لديهم سيطرة على الحكومة الفيدرالية، لم يكن هناك الكثير من الإصلاحات أو التغييرات السياسية، ورأينا في الواقع عددا أكبر من الأشخاص الذين قُتلوا في عام 2021 على يد الشرطة مقارنة بعام 2020"، واعتبرت أن هذا أحد الأسباب التي دفعت للتصويت لصالح ترامب لأن الحزب الديمقراطي الذي صوتت له الأقليات لم يتمكن من التوصل لحلول للمشكلات التي تهمها.
وقالت إن منظمة مساءلة الشرطة، لديها 550 محاميا يمارسون قانون الحماية المدنية، ويمثلون ضحايا عنف الشرطة أو الأشخاص الذين تعرضوا للأذى داخل السجون، مضيفة أن أولويات المنظمة خلال الأربع السنوات المقبلة ستركز على الدعاوى التشريعية والدعاوى القضائية ضد مسؤولي إنفاذ القانون، في ظل خطط ترامب للترحيل الجماعي المهاجرين بما قد يؤثر على الحقوق المدنية للأشخاص.