ترامب يريد احتجاز قرابة 30 ألف مهاجر في غوانتنامو

30 يناير 2025
ناشطون يحتجون على سياسات الهجرة التي ينتهجها ترامب، 29 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن دونالد ترامب عن خطط لتجهيز قاعدة غوانتنامو لاستقبال 30 ألف مهاجر غير نظامي، مما أثار انتقادات من الحكومة الكوبية التي وصفت الخطوة بأنها "عمل وحشي".
- تراجع البيت الأبيض عن قرار تجميد برامج المساعدات الفيدرالية بعد ارتباك كبير، حيث ألغى المكتب التنفيذي للميزانية الإجراء الذي كان يهدف لمراجعة الامتثال للأولويات الرئاسية.
- أثار قرار تجميد المساعدات انتقادات واسعة من المعارضة الديمقراطية، التي اعتبرته "غير قانوني ومدمر"، رغم تأكيد البيت الأبيض أن برامج المساعدة للأفراد لم تتأثر.

أعلن دونالد ترامب، الأربعاء، أنه يعتزم تجهيز قاعدة غوانتنامو العسكرية المخصصة لاحتجاز المتهمين بالإرهاب، لاستقبال ما يصل إلى 30 ألف مهاجر غير نظامي، في حين لا يزال الارتباك يسود بشأن خطط الرئيس الأميركي لتجميد المساعدات الفيدرالية. وقال ترامب "سأوقع اليوم أمرا تنفيذيا يوجه وزارتي الدفاع والأمن الداخلي لإعداد مركز لاستقبال 30 ألف مهاجر في خليج غوانتنامو"، مضيفا أن المعتقلين سيكونون "مجرمين" في وضع غير نظامي.

وبعد ذلك، نشر البيت الأبيض النص وهو ليس "مرسوما" بل "مذكرة". كذلك، يسعى ترامب من خلال هذه المذكرة لزيادة القدرة الاستيعابية لمركز احتجاز مهاجرين موجود أصلا في القاعدة إلى "أقصى طاقتها" لاحتجاز "مجرمين أجانب موجودين بشكل غير نظامي" على الأراضي الأميركية.

ووصف الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل الأربعاء خطة نظيره الأميركي بأنها "عمل وحشي". وكتب في منشور على منصة إكس "في عمل وحشي، أعلنت الحكومة الأميركية الجديدة عزمها احتجاز اشخاص في قاعدة غوانتنامو البحرية، الواقعة في الأراضي الكوبية المحتلة خلافا للقانون".

وأشار دياز-كانيل إلى أن هؤلاء المهاجرين غير النظاميين سيُحتجزون بجوار منشآت استخدمتها الولايات المتحدة على حد قوله "للتعذيب والاحتجاز المخالف للقانون".

وافتتح معتقل غوانتنامو عام 2002، داخل قاعدة عسكرية أميركية في جزيرة كوبا، في إطار "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها الرئيس السابق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول2001. وأصبح بالنسبة إلى العديد من المنظمات الحقوقية رمزا للانتهاكات المرتكبة في سياق الحرب على الإرهاب، بسبب ظروف الاعتقال الشديدة القسوة وممارسة التعذيب.

ومركز احتجاز المهاجرين الذي تحدث عنه البيت الأبيض منفصل عن السجن الذي لا يزال يضم 15 سجينا. كما وقّع ترامب أول قانون منذ توليه منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني، وهو نص مناهض للهجرة يجيز الاحتجاز التلقائي للأشخاص في وضع غير نظامي إذا اتهموا أو حوكموا بارتكاب جرائم أو مخالفات معينة.

ويحمل هذا القانون اسم لايكن رايلي، وهي طالبة تبلغ 22 عاما قتلها مهاجر فنزويلي غير نظامي. وعلق الرئيس الأميركي الذي تعهد خلال حملته الانتخابية وضع حد للهجرة غير النظامية قائلا "اسمها... سيعيش إلى الأبد في قوانين بلادنا".

إرباك 

وأُطلق سراح معظم معتقلي غوانتنامو الذين بلغ عددهم 780 شخصا كانوا قد وضعوا بداية في أقفاص ثم نقلوا إلى زنزانات، فيما قبع بعضهم أكثر من عشر سنوات وراء القضبان دون توجيه اتهامات إليهم. وقال توم هومان، المستشار الخاص لدونالد ترامب لشؤون الهجرة خلال تبادل وجيز مع صحافيين "ما لا تعرفونه على الأرجح هو أن هناك أصلا مركز احتجاز للمهاجرين، وهو موجود منذ عقود. وبالتالي سنقوم بتوسيع هذا المركز".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حصلت صحيفة نيويورك تايمز على وثائق حكومية تظهر أن الولايات المتحدة تستخدم منذ عقود قاعدة غوانتنامو العسكرية لسجن مهاجرين يتم اعتراضهم في البحر. ووفق الصحيفة، فإن المهاجرين يحتجزون في مساحة منفصلة عن السجن حيث يعتقل المتهمون بالإرهاب.

وتندد جمعيات بالمعاملة التي يلقاها المهاجرون المحتجزون هناك، استنادا إلى شهادات تفيد بأن المهاجرين يخضعون للمراقبة عندما يتّصلون بمحاميهم، وبأنهم يجبَرون على وضع نظارات التعتيم الكامل خلال نقلهم، وبأن تردي النظافة في المكان يجذب الجرذان. ويأتي هذا الإعلان الصادم بشأن غوانتنامو في حين تتسبب حكومة ترامب بإرباك كبير حول مشروع يقضي بالتقشف في الميزانية.

تراجع البيت الأبيض، الأربعاء، عن قرار تجميد برامج المساعدات الفيدرالية الذي تسبب في ارتباك كبير، بحسب العديد من وسائل الإعلام الأميركية. وأرسل المكتب التنفيذي للميزانية في الولايات المتحدة إشعارا إلى جميع الإدارات والوكالات الفيدرالية يفيد بإلغاء الإجراء، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن" وصحيفة واشنطن بوست ووسائل إعلام أخرى.

كانت نقطة البداية مذكرة أصدرها البيت الأبيض في وقت متأخر من ليل الاثنين، يطلب فيها من الوزارات والوكالات الفيدرالية تجميد بعض "المساعدات"، خصوصا المنح والمخصصات، وإجراء مراجعة لها بشكل مشترك لضمان امتثالها لـ"الأولويات الرئاسية". ويطاول القرار تدفق مئات مليارات، إن لم يكن تريليونات، الدولارات عبر الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن هذا "إجراء مسؤول للغاية"، مؤكدة أن برامج المساعدة للأفراد لم تتأثر بقرار التجميد. ولكن التوضيحات التي قدمتها الإدارة الأميركية لم تهدئ المخاوف بشأن وقف برامج متنوعة للغاية، مثل برامج مساعدة كبار السن والأسر الفقيرة والمحاربين القدامى، على سبيل المثال. وكانت المعارضة الديمقراطية نددت على لسان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بـ"القرار غير القانوني والخطير والمدمر والقاسي".

(فرانس برس)

 

 

المساهمون