ترامب لن يتحدّى أمراً قضائياً يمنع ترحيل فنزويليين

23 مارس 2025
تنديد بترحيل إدارة ترامب مهاجرين فنزويليين إلى السلفادور، فنزويلا، 18 مارس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قامت إدارة ترامب بترحيل 137 مهاجراً فنزويلياً إلى السلفادور، متهمة إياهم بالانتماء إلى عصابة، مما أثار انتقادات قانونية وتصعيداً في مواجهة القضاء الأميركي.
- أعلنت فنزويلا عن اتفاق مع الولايات المتحدة لاستئناف ترحيل المهاجرين الفنزويليين جواً، مؤكدة أن المهاجرين لم يرتكبوا جرائم، مع استمرار جهود إعادتهم إلى فنزويلا.
- أثار قرار الترحيل احتجاجات من قبل عائلات المهاجرين، ووصفوا احتجازهم بأنه "عملية اختطاف"، مما أدى إلى تعيين شركة محاماة لإدارة عودتهم وزيادة الجدل القانوني في واشنطن.

قال مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الحدود، توم هومان، اليوم الأحد، إنّ إدارة ترامب لن تتحدّى أمراً قضائياً يمنع استخدام صلاحيات من زمن الحرب لترحيل أفراد يُشتبه في أنّهم أعضاء في عصابة فنزويلية من الولايات المتحدة الأميركية. أضاف هومان، في مقابلة مع قناة "إيه. بي. سي نيوز"، أنّ الإجراءات القانونية الواجبة اتُّبعت، وفقاً للقوانين السارية مع الفنزويليين الذين رُحّلوا إلى السلفادور في الآونة الأخيرة، وذلك في ردّ على خبراء قانون انتقدوا هذه الإجراءات، بوصفها تحدياً لقرارات قضائية.

ونظر عدد من خبراء القانون الأكاديميين إلى قرار إدارة ترامب بترحيل 137 مهاجراً فنزويلياً مطلع الأسبوع، على الرغم من أمر قضائي يمنع هذه الخطوة، بوصفه تصعيداً في مواجهة الرئيس الأميركي مع القضاء. وتدّعي الإدارة أنّ المرحّلين كانوا من أفراد عصابة "ترين دي أراغوا الفنزويلية"، لكنّ أقارب لهم ومدافعين عن حقوق المهاجرين نفوا ذلك.

وكان قاضي المحكمة الجزئية الأميركية، جيمس بواسبيرغ، قد أشار، أوّل من أمس الجمعة، إلى أنّه سيواصل التحقيق في ما إذا كانت إدارة ترامب قد خالفت أمره الذي يحظر مؤقتاً استخدام قانون "الأعداء الأجانب" لعام 1798 في عمليات الترحيل، وذلك في أعقاب عدم إعادتها طائرتين تقلان المواطنين الفنزويليين المرحّلين.

وأفاد هومان بأنّه لن يتحدّى قرار بواسبيرغ، لكنّه شدّد مجدداً على أنّ إدارة ترامب ستواصل وقف ما تعدّه تهديدات للولايات المتحدة الأميركية. وأكد: "سنواصل إلقاء القبض على الذين يهدّدون السلامة العامة والأمن القومي"، مضيفاً "سنواصل استهداف (الذين يعدّونهم) الأسوأ".

فنزويلا تعلن استئناف إعادة مهاجريها من الولايات المتحدة الأميركية

وكانت كراكاس قد أعلنت، أمس السبت، أنّها اتفقت مع واشنطن على استئناف ترحيل مهاجرين من رعاياها جوّاً من الولايات المتحدة الأميركية، بعد أسبوع من ترحيل فنزويليين متّهمين بالانتماء إلى عصابة إجرامية إلى سجن في السلفادور. وجاء في بيان وقّعه رئيس البرلمان الفنزويلي ورئيس المفاوضين مع واشنطن خورخيه رودريغز أنّ "من أجل ضمان عودة مواطنينا وحماية حقوقهم الإنسانية، اتّفقنا مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية على استئناف إعادة المهاجرين الفنزويليين برحلة أولى غداً الأحد 23 مارس/ آذار".

وشدّد رودريغيز على أنّ "الهجرة ليست جريمة ولن نكفّ (عن التحرّك) حتى إعادة جميع الراغبين (في ذلك) وإنقاذ إخوتنا المختطفين في السلفادور". من جهته، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس السبت، إنّ هؤلاء الرجال "الذين لم يرتكبوا جرائم في الولايات المتحدة الأميركية، لا في السلفادور" سوف يُعادون إلى فنزويلا في النهاية.

وأفاد أقارب لهؤلاء المهاجرين الفنزويليين، الذين رُحّلوا من الولايات المتحدة الأميركية إلى السلفادور، وكالة فرانس برس بأنّهم أُبلغوا بنقل أفراد عائلاتهم إلى فنزويلا. والطائرة المنتظرة، اليوم الأحد، ستكون الخامسة التي تقلّ مهاجرين إلى فنزويلا منذ تولّي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته الثانية في البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي. يُذكر أنّ طائرة هبطت في كراكاس، يوم الخميس الماضي، تقلّ 300 مهاجر أرادوا الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية غير أنّهم علقوا في المكسيك.

وقال مادورو، الذي اتّفقت حكومته اليسارية مع إدارة ترامب على استعادة الفنزويليين الذين هاجروا بطريقة غير نظامية إلى الولايات المتحدة الأميركية، إنّ "بفضل مثابرة وإصرار حكومتنا، سنستأنف الرحلات الجوية لمواصلة إنقاذ وإطلاق سراح مهاجرين من السجون الأميركية"، الأحد. وأضاف مادورو: "سنقوم بإنقاذ مجموعة من الشبّان غداً (اليوم) والأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه".

تجدر الإشارة إلى أنّ الرحلات الجوية بين فنزويلا والولايات المتحدة الأميركية كانت قد توقّفت منذ إلغاء ترامب في أواخر فبراير/ شباط الماضي الترخيص الذي منحه سلفه جو بايدن لشركة النفط الأميركية "شيفرون" للعمل في فنزويلا، رغم العقوبات المفروضة على كراكاس. وفي 16 مارس/آذار الجاري، قبل أسبوع، أرسلت الولايات المتحدة الأميركية 238 فنزويلياً إلى السلفادور لإيداعهم في سجن شديد الحراسة، وقد اتّهمتهم واشنطن بأنّهم أعضاء في عصابة "ترين دي أراغوا" الفنزويلية التي صنّفتها الإدارة الأميركية "منظمة إرهابية". وتطالب كراكاس بالإفراج عنهم.

ويوم الخميس الماضي، بالتزامن مع هبوط الطائرة الآتية من المكسيك في كراكاس وعلى متنها مهاجرون فنزويليون، أشارت واشنطن إلى أنّ رحلات إعادة المهاجرين الفنزويليين من الولايات المتحدة الأميركية إلى كراكاس لم تُستأنف "وفقاً للمخطط له"، مضيفة أنّ "نيكولاس مادورو يواصل مع حلفائه الكذب (...) وعلى مادورو الكفّ عن الكذب وجدولة رحلات إعادة توطين أسبوعياً".

يُذكر أنّ واشنطن لم تعترف بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا في عامَي 2018 و2024 وفرضت عقوبات لإطاحته. وكانت المعارضة، التي قاطعت اقتراع عام 2018، قد أعلنت فوزها في الانتخابات الرئاسية في يوليو/ تموز 2024، واتّهمت السلطة بتزوير النتائج. وقد فرّ نحو 7.5 ملايين مواطن من فنزويلا بسبب الأزمتَين الاقتصادية والسياسية الخانقتَين اللتَين تمرّ بهما البلاد منذ عام 2014، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. وتعزو حكومة مادورو، التي تشكّك في الأرقام الأممية، الأزمة والنزوح الجماعي إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن.

عائلات مهاجرين فنزويليين تحتج على ترحيل إدارة ترامب أبناءها إلى السلفادور

في سياق متصل، نظّم أقارب مهاجرين فنزويليين، رحّلتهم الولايات المتحدة الأميركية إلى السلفادور، وقفة احتجاجية، أمس السبت، طالبوا فيها بإطلاق سراح هؤلاء. وكانت الحكومة الفنزويلية قد وصفت احتجاز المهاجرين الفنزويليين في السلفادور بأنّه "عملية اختطاف" وأعلنت تعيين شركة محاماة لإدارة عودتهم إلى البلاد. والاحتجاج أتى في أحد شوارع مدينة باركيسيمتو، على مسافة 365 كيلومتراً إلى غرب العاصمة الفنزويلية كراكاس.

وقد استخدم ترامب صلاحيات "زمن الحرب" لطرد أشخاص على الأراضي الأميركية يُتّهَمون بالانتماء إلى عصابات. لكنّ القرار أثار مواجهة قانونية في واشنطن، بعدما حاول قاضٍ منع رحلات الترحيل، في حين أثار القرار في فنزويلا غضباً بين أفراد عائلات المرحّلين.

وفي حين تدّعي إدارة ترامب أنّ المرحّلين كانوا أعضاء في عصابة "ترين دي أراغوا"، أو على أقلّ تقدير مهاجرين غير نظامين في الولايات المتحدة الأميركية، يشدّد أقارب هؤلاء على أنّ كثيرين من الذين أرسلوا إلى السلفادور من دون محاكمة لم يكونوا مجرمين، وفي بعض الحالات خُدعوا لتسليم أنفسهم.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون