ترامب عطّل برامج مرضى الإيدز في جنوب أفريقيا

08 فبراير 2025
تظاهرة سابقة في جوهانسبرغ للمطالبة بزيادة تمويل أميركا برامج الإيدز (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعليق الرئيس ترامب لبرامج المساعدات الخارجية أدى إلى إغلاق مراكز صحية في جنوب أفريقيا، مما أثر سلباً على مرضى الإيدز وأدى إلى حالة من الذعر في الدول الفقيرة، حيث تعتمد جنوب أفريقيا بشكل كبير على المساعدات الأميركية لمكافحة الفيروس.

- برنامج "بيبفار" الأميركي، الذي يمثل 17% من ميزانية جنوب أفريقيا لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، ساعد في إنقاذ حياة ملايين الأشخاص، لكن تعليقه يهدد بتراجع الجهود الوقائية والعلاجية.

- انسحاب الولايات المتحدة من تقديم المساعدات يفتح المجال لدول أخرى مثل الصين لملء الفراغ، مما يضعف النفوذ الأميركي ويزيد من معاناة المرضى والخدمات الصحية.

أُغلقت الأبواب في وجه مرضى "الإيدز" في جنوب أفريقيا منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق برامج المساعدات الخارجية. ووضع مركز منظمة "أوت إنغايدج" الصحي للرجال في جوهانسبرغ، الذي يشخّص يومياً خمس إصابات على الأقل بفيروس نقص المناعة البشرية، لافتة تشير إلى أنه مغلق مؤقتاً. وفي الأيام الأخيرة، كانت غرفة الانتظار في معهد مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في جامعة ويتواترسراند بجوهانسبرغ فارغة، والأضواء مُطفأة.

وكان ترامب أمر بتعليق معظم برامج المساعدات الخارجية ثلاثة أشهر كي يتسنّى تقييمها، ما أحدث موجة ذعر في البلدان الأكثر فقراً، وأضعف الهالة الأميركية لصالح الصين خصوصاً.

وفي جنوب أفريقيا حيث أودى مرض "الإيدز" بجيل كامل في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أدى إلى أعداد هائلة من الأيتام، تعتبر المساعدات الأميركية مهمة جداً، خصوصاً أنها تضم نسبة 14% من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهي إحدى الأعلى في العالم. وهي استفادت تحديداً من برنامج "بيبفار" الأميركي لمكافحة "الإيدز" الذي جرى تعليقه، في حين أصدرت مساعدات الإنسانية تتعلّق بالعلاجات المنقذة للحياة، لكنّ عدداً كبيراً من المنظمات لا يزال غير أكيد من أنه معني بهذه الإعفاءات. ويقول نيل: "الوضع فوضوي جداً. كانت منظمتنا تنتظر نحو مليوني دولار من أموال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كي تستمر حتى سبتمبر/ أيلول المقبل في توفير خدمات تزويد الفَي مريض بالإيدز، وأربعة آلاف آخرين بعقار بريب الوقائي". تابع: "لا يمكن الوثوق مطلقاً بالشراكة مع الولايات المتحدة في البرامج".

وتلقّت جنوب أفريقيا 480.9 مليون دولار عام 2023 من الأموال الأميركية للقطاع الصحي، بحسب واشنطن. ويمثل برنامج "بيبفار" 17% من ميزانية جنوب أفريقيا المخصصة لفيروس نقص المناعة البشرية، ويتيح لـ5.5 ملايين شخص تلقي العلاجات المضادة للفيروسات. وقد ساعد البرنامج الذي أطلقه الرئيس جورج دبليو بوش عام 2003 في إنقاذ حياة نحو 26 مليون شخص في أنحاء العالم، وتقول رئيسة حملة "تريتمنت أكشن" أنيلي ياوا إنّ "القرار الأميركي سيُسبب تراجعاً في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب أفريقيا والعالم، وسيُهمل الناس إجراءات الوقاية والعلاج والرعاية".

ويقول كريغ لاشر من مجموعة "بوبوليشن أكشن إنترناشونال" التي تنشط في مجال الصحة: "باعتبار أن الولايات المتحدة أكبر مانحة للمساعدات الخارجية في العالم، يترك انسحابها فراغاً ويمنح فرصاً لدول أخرى مثل الصين لتولي المهمة".

ويأتي القرار الأميركي في وقت ترأس جنوب أفريقيا مجموعة العشرين هذا العام "ما يمثل فرصة كبيرة لجمع الموارد وقيادة أفريقيا في نقاشات جماعية مع الدول الغربية"، بحسب ما تقول مونيا ساروتشيرا، خبيرة الصحة في جامعة ستيلينبوش، لكن لاشر يعتبر أن "التأخير الطويل في سدّ الثغرة في التمويل ستسبب في معاناة لا لزوم لها للخدمات الصحية وللمرضى".

(فرانس برس)

المساهمون