تدني درجات الحرارة في سورية يفاقم معاناة النازحين والطلاب

06 فبراير 2025
فيضانات وسيول دخلت مخيمات النازحين السوريين، 24 مايو 2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت سوريا انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى ما دون ثلاث درجات تحت الصفر في بعض المناطق، مما أثر بشكل خاص على مخيمات النازحين شمال غربي البلاد، وأدى إلى تعطيل المدارس في السويداء بسبب الثلوج.

- يعاني النازحون في الشمال السوري من نقص في وسائل التدفئة، حيث يعتمدون على مواد بدائية مثل قشر الفستق والكراتين، وسط تراجع الدعم في قطاع التدفئة، مما يزيد من صعوبة مواجهة البرد القارس.

- حذرت منظمة الدفاع المدني السوري من مخاطر البرد، مشددة على أهمية اختيار الملابس المناسبة وتجنب ترك وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم، بينما تواجه المدارس نقصًا في التدفئة، مما يدفع الأهالي لتغيب أبنائهم.

انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في عموم المناطق السورية منذ ليل أمس الأربعاء، حيث وصلت إلى ما دون ثلاث درجات تحت الصفر في بعض المناطق، وخاصة تلك التي تضم مخيمات للنازحين شمال غربي البلاد. إضافة إلى تساقط الثلوج في بعض المناطق، مما عرقل ذهاب الطلاب إلى المدارس في محافظة السويداء(جنوباً).

في مخيمات الشمال السوري، يبدو أن المعاناة جراء البرد لن تنتهي قريباً، كما يشير النازح سامي الشاويش المقيم في مخيم بالقرب من بلدة الدانا في ريف إدلب الشمالي الغربي. فقد كانت الأجواء قارسة البرودة الليلة الماضية، كما قال في حديثه لـ"العربي الجديد". وأضاف: "رافقت أولادي إلى المدرسة صباحًا، وكانت الرياح قوية. لدي ابنة في الصف الأول يصعب عليها الإمساك بالمظلة. كان البرد قاسيًا، وكدت لا أتمكن من إكمال الطريق بسبب الرياح الشديدة، رغم أنني كنت ممسكًا بالمظلة من دون قفازات. لدي 40 كيلوغراماً من قشر الفستق للتدفئة، ولكنها ستنفد سريعاً خلال الأيام المقبلة".

فيما يترقب العديد من النازحين في أكثر من 1900 مخيم بالشمال السوري حلول فصل الربيع لعل درجات الحرارة ترتفع ويبدأون بالعودة إلى مناطقهم. إلا أن تراجع الدعم، خاصة في قطاع التدفئة، يمثل مشكلة كبيرة لهم في الوقت الحالي.

من جهتها، حذرت منظمة الدفاع المدني السوري من انخفاض درجات الحرارة، ونصحت المواطنين بضرورة اختيار الملابس المناسبة للأطفال وكبار السن، وتجنب ترك وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم لتفادي حالات الاختناق. النازحة فاطمة السيد، التي تقيم في مخيم بدير حسان، قالت لـ"العربي الجديد": "البرد قاسٍ للغاية، ونحن نعتمد على الكراتين والأعواد للتدفئة، إلا أننا بحاجة لكمية كبيرة من هذه المواد ليلاً".

أما خولة العمري، المقيمة في مخيم شمال إدلب، فقد اشتكت من عدم تشغيل المدافئ في المدارس. وقالت في حديثها لـ"العربي الجديد" إن أحد أبنائها الثلاثة الذين يذهبون إلى المدرسة رفض الذهاب اليوم بسبب شدة البرد، وأضافت: "يأخذون منا رسوم التعاون والنشاط، ونطبع نصف الكتب على نفقتنا الخاصة، وفي المقابل لا يشعلون المدفأة في الصف بحجة أن الأطفال يلعبون بها! البرد لا يُحتمل، فكيف سيقضي الطالب ساعات الدوام دون تدفئة؟".

تغييب الطلاب في السويداء

وفي محافظة السويداء، قرر كثير من الأهالي عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس بسبب البرد وتساقط الثلوج. وقد أرسلت بعض المدارس توصيات للأهالي بشأن إمكانية التغيب الطوعي. كما أعلن فرع جامعة دمشق في السويداء تأجيل الامتحانات بسبب الظروف الجوية القاسية، حيث تعذر على العديد من الطلاب الوصول إلى كلياتهم بسبب انقطاع الطرق نتيجة الأمطار الغزيرة وتراكم الثلوج.

أسامة الشاهين، ولي أمر طالب في ريف السويداء الشرقي، تحدث لـ"العربي الجديد" قائلاً: "الكثير من المدارس لا تحتوي على وقود تدفئة، ولذلك أخبروا الأهالي بإمكانية تغيب الأطفال عن المدارس بسبب البرد". ولفت الشاهين إلى الوضع الصعب الذي يعيشه العديد من السكان، حيث أوضح أن تأمين مازوت التدفئة في الظروف الحالية أصبح أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للكثير من العائلات. وأشار إلى أن درجات الحرارة تنخفض خلال الليل إلى ما دون أربع درجات تحت الصفر، مما يزيد معاناة المواطنين.

المساهمون