تدفق المهاجرين إلى جزيرة مايوت الفرنسية مستمر رغم خطورة الرحلة

تدفق المهاجرين إلى جزيرة مايوت الفرنسية مستمر رغم خطورة الرحلة

03 يوليو 2022
يخاطر المئات سنوياً للوصول إلى الجزيرة الفرنسية في المحيط الهندي (علي الضاهر/ فرانس برس)
+ الخط -

من "أسبوع في البحر تحت شمس حارقة" ومؤن قليلة إلى موت شخص وإلقاء جثة في البحر، يجد الكونغولي دالاس (30 سنة) صعوبة في سرد رحلته السرية "المؤلمة" إلى جزيرة مايوت الفرنسية الواقعة في المحيط الهندي، والتي ما زالت تعد ملاذاً مفضلاً على الرغم من المخاطر.

وتسجل باستمرار حوادث انقلاب قوارب الصيد الصغيرة التي يستخدمها المهربون، وتسمى محلياً "كواسا كواسا"، وتسفر عن سقوط قتلى. وتم تعزيز الرقابة التي فرضتها سلطات الجزيرة الواقعة بين أرخبيل جزر القمر ومدغشقر، لمنع هذه المراكب من الرسو.

لكن لا شيء على ما يبدو يثني الكثير من الأفارقة، وخصوصاً القادمين من جزر القمر، عن الهجرة، وهم مستعدون دائماً لتحمل كل المخاطر للوصول إلى النقطة الفرنسية عن طريق البحر.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

بعد ثلاثة أشهر من وصوله إلى الأرض الفرنسية لطلب اللجوء، يجد المهاجر الذي اختار اسم دالاس، ولا يملك أي وثائق، صعوبة في الحديث عن رحلته. قال "بعد ما حدث على متن القارب لن أعود كما كنت مرة أخرى".

ينطلق العديد من المهاجرين السريين من جزيرة أنجوان في جزر القمر، على بعد 70 كيلومتراً من مايوت. لكن دالاس أبحر من تنزانيا على متن قارب أولاً، ثم نُقل مباشرة في البحر على متن "كواسا كواسا" إلى الجزيرة الفرنسية.

وأضاف: "أمضينا أسبوعاً في البحر تحت أشعة الشمس. نفدت المياه والغذاء بسرعة. ماتت امرأة وألقى المهربون جثمانها في البحر. ثم وصلت الكواسا لنقلنا إلى جزيرة مايوت".

منذ 2019، عززت فرنسا بشكل كبير وسائل مكافحة الهجرة السرية إلى جزيرة مايوت من خلال برنامج يسمى "عملية شيكاندرا". وقالت الإدارة إن وجود ثلاثة زوارق اعتراضية على الأقل في البحر، والمراقبة الجوية على مدار 24 ساعة، سمحا العام الماضي باعتقال 6355 مهاجراً، و324 مهرباً، وتدمير 459 زورق "كواسا كواسا".

والوتيرة لا تتباطأ حسب إحصاءات رسمية نشرت في إبريل/ نيسان. فقد أوقف 2269 مهاجراً على الأقل، ودمّر 163 قارباً خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي.

وترى بولين لو ليارد، المسؤولة المحلية في المنظمة الفرنسية غير الحكومية للدفاع عن المهاجرين "سيماد"، أن "هذا لا يثبط عزيمة المهاجرين المصممين على مغادرة بلدهم بأي ثمن، بل يجعل الرحلات أخطر لأن المهربين يقومون بمجازفات أكبر".

وقال مهرب سابق من أنجوان، طالباً عدم كشف اسمه: "أصبح الأمر خطيراً جداً. بما أننا نعرف أن الشرطة الفرنسية تدمرها، أصبح منتجو الكواسا يصنعونها بمواد رخيصة، ويمكن التخلص منها. نستخدم محركات أرخص وأقل قوة، وعدداً أكبر من الأشخاص على متن القوارب"، مؤكداً أنه لم يعد قادراً على "إحصاء كل من ماتوا في حوادث انقلاب" المراكب.

لم ينجح زيد علي في الوصول إلى الشاطئ، كان في السابعة عشرة من عمره عندما انقلب الزورق في 28 أغسطس/آب 2021، مع عشرين شخصا آخرين في جنوب مايوت، والتي كان يأمل في الوصول إليها للقاء عائلته.

وقالت شقيقته الكبرى شهرزاد (41 سنة): "اتصل بي ليقول لي: نحن نصعد على متن الزورق، فأجبته: نلتقي غداً إن شاء الله. لم أره بعدها"، وأوضحت أنه لم يعثر على جثته، مؤكدة أنها كانت "تأمل في العثور على جثمانه للتأكد من موته ودفنه".

في غياب إحصاءات موثوقة، ما زال من الصعب تقييم الكلفة البشرية لرحلات العبور السري بين أنجوان ومايوت، ومنذ 2020، سجلت عمليات الإنقاذ البحري رسمياً 14 حادث انقلاب زورق، و140 قتيلاً أو مفقوداً في مياه جزيرة مايوت وحدها.

(فرانس برس)

المساهمون