استمع إلى الملخص
- أكد عمدة نيويورك أن الشرطة تحقق في الحادثة، مع اعتقال شخص واحد على الأقل، وسط مطالبات حقوقية بمحاسبة المسؤولين وتصاعد جرائم الكراهية.
- أدانت حركة حباد لوبافيتش العنف واللغة البذيئة، مشيرة إلى تعارضها مع قيم التوراة، في ظل تجدد الاحتجاجات ضد إسرائيل بسبب التوترات في غزة.
تُحقّق شرطة نيويورك في حادثة تعرّضت فيها امرأة من بروكلين للمضايقة، الأسبوع الماضي، من قبل مجموعة من المؤيدين لإسرائيل، في واقعة موثقة عبر مقاطع فيديو عدة أثارت احتجاجات وإدانات من تصاعد جرائم الكراهية. وقعت الحادثة يوم الخميس الماضي بعد أن تجمّع نشطاء مؤيدون لفلسطين للاحتجاج على زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مقر حركة "حباد لوبافيتش العالمية" في كراون هايتس ببروكلين، وهو كنيس يهودي كان من المقرر أن يلقي فيه كلمة.
في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت، تظهر امرأة تغطي جزءاً من وجهها بوشاح أزرق وأبيض، وهي تسير مبتعدة عن حشد من المتظاهرين يوجهون إليها هتافات وشتائم عنصرية ويقذفون شيئاً نحوها.
A mob of кiкеs in Brooklyn basically take over a whole street while harassing a lone woman being protected by a cop. pic.twitter.com/SR4j0mosfr
— TheAltRightChad (@TheAltRightChad) April 29, 2025
قال عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، يوم الأحد، إن شرطة المدينة تحقق في سلسلة من الحوادث خلال تلك الاحتجاجات، مشيراً إلى تقارير أولية تفيد بأن "امرأة جرى تطويقها وتعرضت لتهديدات بذيئة من قبل المتظاهرين المضادين"، وفقاً لما نقلت شبكة "سي أن أن" أمس الثلاثاء.
وأضاف آدامز على وسائل التواصل الاجتماعي "تحقق شرطة نيويورك في سلسلة من الوقائع الناجمة عن الاحتجاجات المتصادمة يوم الخميس والتي بدأت عندما حاصرت مجموعة من المحتجين المناهضين لإسرائيل المقر العالمي لحباد لوبافيتش. وأضاف "تشير التقارير الأولية إلى أن إحدى المحتجات تعرضت للعزل عن مجموعتها والتحرش من قبل محتجين مناهضين وتعرضت لإصابات. وفي واقعة أخرى، حوصرت امرأة ثانية وتعرضت لتهديدات دنيئة من قبل محتجين مناهضين". وقال آدمز إن الشرطة تعمل على تحديد هوية الأشخاص الذين لهم علاقة بهذا الاعتداء وجرى اعتقال شخص واحد. وأضاف أن "الكراهية لا مكان لها" في مدينة نيويورك.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه جرى ترديد هتافات "الموت للعرب" وأنه في إحدى تلك الوقائع، أحاط مئات الرجال والصبية بامرأة وهم يصرخون بألفاظ عنصرية وجنسية نابية. من جهته، أكد مسؤول أمني لـ"سي أن أن"، يوم الاثنين، أن شرطة نيويورك تحقق في الحادثة التي تعرضت لها المرأة. وكانت الشرطة قد ذكرت سابقاً أنه جرى احتجاز عدد من الأشخاص، واعتُقل شخص واحد خلال الاحتجاجات، دون أن توضح ما إذا كان ذلك مرتبطاً بالحادث الذي تعرضت له المرأة.
المرأة، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، قالت لشبكة "سي أن أن" إنها كانت مترددة في البداية في تقديم بلاغ رسمي، لكنها أصدرت لاحقاً بياناً تطالب فيه بـ"فتح تحقيق فوري في جريمة كراهية واتخاذ الإجراءات المناسبة".
ويأتي الاحتجاج على زيارة وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، ضمن تظاهرات عدة جرت خلال جولته في الولايات المتحدة، في ظل تجدد الاحتجاجات داخل الجامعات ضد إسرائيل والإدارة الأميركية، على خلفية استمرار الحرب على قطاع غزة.
ووفقاً لتصريحات المرأة التي ظهرت في الفيديوهات، فإنها تلقت تهديدات، "قالوا إنهم سيغتصبونني، ووجهوا لي إهانات بذيئة ومقززة". وأفادت أيضاً بأن عناصر من الشرطة كانوا يقفون بجانبها لكنهم لم يتدخلوا: "الشرطة لم تفعل شيئاً. كانوا فقط يحدقون أمامهم وكأن شيئاً لم يحدث، متجاهلين الجريمة التي كانت تحدث أمامهم". لاحقاً، قالت المرأة إن ضابطاً واحداً جاء من جهة أخرى وحاول مرافقتها إلى منزلها، لكن حشداً تبعها، وتُظهر الفيديوهات أنها غادرت المنطقة وهي ملاحقة بمجموعة كبيرة.
وقالت الشرطة في بيان لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الضابط الذي تدخل "شاهدها محاطة ودفع بين الجموع ليأخذها إلى مكان آمن". وصرح مسؤول أمني لـ"سي أن أن"، أن أحد أفراد الشرطة وجّهها بعيداً عن الحشد الفوضوي، مشيراً إلى أن أحدهم رماها بمخروط مرور، لكنه لم يصبها حسب قوله. لكن المرأة أكدت أنها أُصيبت بالمخروط، وهو ما يظهر في فيديو شاركته مع الشبكة. قال المسؤول إن الضابط حاول مرافقتها إلى منزلها، لكنه في النهاية قام بنقلها بالسيارة.
من جهتها، أدانت منظمات عدة الحادثة، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها. وقال إدوارد أحمد ميتشل، نائب المدير الوطني لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير): "ندين بشدة هذا الحشد العنيف من العنصريين المؤيدين لإسرائيل، الذين طاردوا وهاجموا امرأة في شوارع نيويورك وهم يصرخون "الموت للعرب"... لمجرد أنهم ظنوا أنها عربية أميركية". وأضاف: "نطالب المسؤولين المنتخبين في نيويورك بإدانة هذه الأفعال العنصرية، ونطالب الشرطة بتحديد هوية مرتكبي الجرائم ومحاسبتهم". بحسب شبكة "سي أن أن".
بدورها، أدانت حركة حباد لوبافيتش ما وقع بحسب وكالة "أسوشييتد برس". وقال المتحدث باسمها، موتي سيليغسون، في بيان: "ندين بشدة اللغة البذيئة والعنف من قبل مجموعة صغيرة منشقة من الشباب". وأضاف: "مثل هذه التصرفات غير مقبولة تماماً وتتعارض كلياً مع قيم التوراة". ولم تتوقف أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن تصاعد كراهية الإسلام والتحيز ضد العرب ومعاداة السامية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
(العربي الجديد، وكالات)