تحذيرات من تصاعد الجرائم الطبية بحق الأسرى في سجون الاحتلال

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 18:45 (توقيت القدس)
تحرك أمام سجن مجدو الإسرائيلي، 22 أغسطس 2021 (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر نادي الأسير الفلسطيني من تزايد الجرائم الطبية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تؤدي سياسات الإهمال الطبي إلى استشهاد الأسرى وتركهم في أوضاع صحية حرجة، مما يشكل "قتلاً بطيئاً" للأسرى.
- أشار النادي إلى تزايد الأمراض والمشاكل الصحية والنفسية بين الأسرى، مثل الجرب، مما يعكس الكارثة الصحية في السجون، حيث يُفرج عن بعض الأسرى ليكتشفوا معاناتهم من مشكلات صحية مزمنة.
- دعا النادي الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم الممنهجة بحق الأسرى وتحمل مسؤولياتها تجاه العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني.

حذّر نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، من تصاعد الجرائم الطبية المُمنهجة في سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى، مؤكدا أن سياسات الإهمال الطبي أدت إلى استشهاد عشرات منهم خلال السنوات الماضية، فيما يواجه آخرون أوضاعاً صحية حرجة جراء انتشار الأمراض والأوبئة وحرمانهم من العلاج. وأشار النادي إلى أن هذه السياسات باتت تشكل مساراً رئيسياً في عمليات "القتل البطيء"، مؤكداً أن منظومة السجون الإسرائيلية تواصل سياساتها وجرائمها الطبيّة بحقّ الأسرى والأسيرات، بهدف تدميرهم جسديا ونفسياً.

وقال نادي الأسير: "إنه ومن خلال الزيارات القانونية التي تتم للأسرى، وكذلك من خلال متابعة قضايا الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم بعد انتهاء مدة محكومياتهم، فإن حجم من يعانون من أمراض ومشاكل صحية ونفسية مزمنة يتصاعد بشكل غير مسبوق، كما أنّ الغالبية العظمى ممن تتم زيارتهم يعانون على الأقل من مشكلة صحية واحدة، وهذا الأمر ينطبق على الأسرى المفرج عنهم".

وأضاف: "إنّ استمرار انتشار الأمراض والأوبئة بين صفوف الأسرى، يعكس مستوى الكارثة الصحيّة التي عملت منظومة السجون على هندستها وتشكيلها بطريقة تؤدي إلى قتل المزيد من الأسرى، فعدا عن استمرار كارثة انتشار مرض الجرب (السكابيوس) الذي أصيب فيه الآلاف من الأسرى، فإن هناك العديد من الأمراض تظهر لدى الأسرى، دون تشخيص واضح لها، وجزء من هؤلاء الأسرى جرى نقلهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم، ليتبين لاحقاً أنهم يعانون من مشكلات صحية مزمنة".

وأشار النادي إلى قضية الأسير محمود توفيق عبد الله من جنين المعتقل منذ شهر فبراير/ شباط 2025، والموقوف حتى اليوم، حيث يواجه تدهوراً خطيراً بوضعه الصحيّ. وبحسب إفادة أحد الأسرى القابعين في عيادة سجن الرملة، أكّد أن إدارة السجون نقلت مؤخراً الأسير محمود عبد الله إلى سجن الرملة وهو في وضع صحي بالغ الخطورة، موضحاً أنّ المعطيات الأولية تشير إلى إصابته بالسرطان.

والمعتقل عبد الله هو أسير سابق تعرض للاعتقال في انتفاضة الأقصى عام 2002، وأمضى في حينه عامين، وكان يعاني قبل اعتقاله الحالي من مشاكل صحية ويخضع للعلاج، ثم تعرض مجدداً للاعتقال هذا العام، ومكث مدة في سجن "مجدو"، ثم جرى نقله إلى سجن "جلبوع" وأخيراً إلى سجن "الرملة"، ومن المتوقع أن تعقد له جلسة محكمة جديدة في 29 سبتمبر/أيلول 2025، علما أن المعتقل عبد الله متزوج وأب لستة من الأبناء.

وأكد نادي الأسير أنّه يتابع قضية المعتقل عبد الله، وقد تم تقديم طلب من أجل زيارته في "الرملة" للوقوف على تفاصيل ما جرى ويجري معه، إلى جانب محاولة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمتابعة علاجه.

أما على صعيد من يتم الإفراج عنهم، فهناك مئات الحالات التي جرت متابعتها على مدار الشهور الماضية، والتي كانت بحاجة إلى رعاية صحية حثيثة. وقد خرج بعضهم بوضع صحي حرج وخطير، نتيجة لجرائم التعذيب والحرمان من العلاج، إضافة إلى سياسة التجويع.

وأشار نادي الأسير إلى قضية المعتقل السابق محمود الورديان من بيت لحم، الذي تبين بعد الإفراج عنه أنه يعاني من تلف دماغي، وما زال حتى اليوم في غيبوبة داخل المستشفى.

وبحسب المصدر نفسه، فإنه جرى مؤخراً الإفراج عن المعتقل مراد عبيد (30 عاماً) من طوباس، بوضع صحي خطير من سجن "مجدو" بعد أن أمضى 16 شهراً رهن الاعتقال الإداري، حيث تبين بعد ساعات من الإفراج أنه يعاني من التهاب رئوي حاد ومزمن، تسبب له بهبوط في نسبة الأكسجين، ونقل على إثرها إلى العناية المكثفة، حيث لا يزال يخضع للعلاج.

وأكد نادي الأسير أنّ الجرائم الطبيّة الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال شكّلت وما تزال أبرز الجرائم الممنهجة إلى جانب جملة من الجرائم، التي نفّذها بحقّ الأسرى على مدار عقود طويلة، وعمل بكل ما يملك من أدوات لاستحداث طرق وأساليب، في محاولة لقتل المزيد من الأسرى، إلا أنّ هذه الجرائم تصاعدت منذ بدء الإبادة وما تلاها من تحولات هائلة على واقع الظروف الاعتقالية داخل السجون.

ودعا النادي، الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي مستقل في الجرائم الممنهجة التي ترتكب بحقّ المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، "واستعادة دورها اللازم والمطلوب لإنقاذ ما تبقى من جوهر عملها، وتحمل مسؤولياتها اللازمة تجاه ما يجري في ضوء استمرار الإبادة بحقّ شعبنا في غزة، والعدوان الشامل على مختلف الجغرافيات الفلسطينية".

المساهمون