تحذيرات أوروبية من عواقب احتراق مخيم "ليبا" للاجئين في البوسنة

تحذيرات أوروبية من عواقب احتراق مخيم "ليبا" للاجئين في البوسنة

28 ديسمبر 2020
شرّد حريق المخيم نحو 1400 من اللاجئين والمهاجرين (فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى التحذيرات الأوروبية من نتائج وخيمة لاحتراق معسكر لجوء "ليبا" في البوسنة، عشية الميلاد، مساء 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، والذي شرّد نحو 1400 من اللاجئين والمهاجرين الذين تقوم السلطات الأوروبية بدراسة طلباتهم. وفي السياق حذّر "مجلس اللاجئين الدنماركي" من تداعيات الحريق على هؤلاء وعلى 1500 آخرين يعيشون في خيم قريبة، مع انخفاض درجات الحرارة إلى السالب في جو من الصقيع يزيد من "مأساة هؤلاء الذين يعيشون في الأصل في ظروف غير لائقة". وتعرّضت جمهورية البوسنة والهرسك لانتقادات أممية متتالية بسبب "الظروف البائسة" للاجئين قبيل الحريق، الذي ذكّر أوروبا بحريق معسكر "موريا" اليوناني، وغياب سياسة هجرة فعّالة للاتحاد الأوروبي. 

كغيره من المؤسسات والمنظمات الأوروبية والدولية، حذّر المجلس الدنماركي من مخاطر حقيقية من تجمّد اللاجئين الذين باتوا في العراء، منضمّين إلى أكثر من 1500 مهاجر في الغابات القريبة حول المعسكر المحترق. 

وناشد الاتحاد الأوروبي حكومة البوسنة، "التصرّف حيال وضع اللاجئين بعد أن تبيّن أنّ منظمات الإغاثة غير قادرة على العمل بمفردها"، بحسب ما نقلت القناة الثانية الدنماركية صباح اليوم الاثنين. وذكر المتحدث باسم "المجلس الدنماركي" في البوسنة، نيوكولا باي، للقناة الثانية الدنماركية، أنّ الوضع "خطير في ظلّ تدني درجات الحرارة وبدون وسائل تدفئة، خصوصاً أنّ الكثيرين منهم لا يملكون ملابس شتوية". واحتمى نحو 500 من مشرّدي المخيم المحترق في قاعة طعام صمدت من الحريق، وسط ظروف صعبة. وبدأت خيم مقامة في محيط المعسكر تنهار على قاطنيها بفعل تراكم الثلوج. 

وكانت سياسة أوروبا المتشدّدة، خلال السنوات القليلة الماضية، بشأن السماح بعبور مهاجرين ولاجئين نحوها، أدّت إلى صدامات في مرات عديدة بين المئات من المهاجرين وقوات حرس الحدود الكرواتية، كما أدّت إلى تكدّسات للمهاجرين في بعض دول البلقان، من بينها صربيا  والبوسنة. ويحاول موظفون من مؤسسات أوروبية و"مفوضية شؤون اللاجئين" في الأمم المتحدة، إيجاد حلول لمئات مهاجري "ليبا"، ومعظمهم من باكستان وبنغلادش وأفغانستان، وفقاً للمجلس الدنماركي للاجئين، لإعادة توطينهم في دول الاتحاد الأوروبي، بناءً على قضايا فردية لطالبي اللجوء.  

واعتبر رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة، بيتر فان دير أوارايت، بحسب ما نقلت عنه صحف دنماركية ونرويجية، اليوم الاثنين، أنّ ما يجري في البوسنة، هو " كابوس بتشرّد هؤلاء في الصقيع، إذ يحقّ لهم أن ينعموا بالمأوى والدفء كبقية الأوروبيين في الميلاد ورأس السنة".  وبالرغم من توجيه اتهامات، كما حصل مع حريق موريا اليوناني، إلى المهاجرين بافتعال الحريق في مخيم ليبا البوسني، كما صرّح، فان دير أوارايت، لـ"يورو نيوز"، "على يد فئة قليلة للتعبير عن إحباطهم"، إلاّ أنّ ما يهمّ مجلس اللاجئين الدنماركي كما قال، نيكولا باي، هو "إيجاد حلول سريعة للموضوع، كنقلهم إلى معسكر فارغ يتّسع لألفي شخص في مدينة بيهاش البوسنية"، رغم معارضة السكّان المحليين توطين المهاجرين في المعسكر، وتكدّسهم في شمال غرب البوسنة، كرايينا. وأدّت تلك التكدّسات إلى توتر العلاقة بين المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى أوروبا والسكّان المحليين، بعد أن أصبحت البوسنة تسمى بـ"عنق زجاجة" المهاجرين، الذين تقطّعت بهم السبل بعد سنوات من توقف مسار البلقان للّجوء.

وكانت دول محيطة انتهجت سياسة حراسة حدود متشدّدة، اتخذ بعضها طابعا عنفيا بحق من يحاولون العبور، وأحياناً بمبادرات من مدنيين قاموا بتسليح أنفسهم لمنع المهاجرين من العبور. والجدير بالذكر أنّ الشرطة البوسنية تمنع اختلاط سكّان المعسكر المحترق بالسكّان المحليين في المدن والقرى القريبة، بحجّة "منع انتشار كورونا". 

المساهمون