تبعات العدوان الإسرائيلي تفاقم تكدس النفايات في شوارع لبنان

08 نوفمبر 2024
حاويات ممتلئة بالنفايات في شوارع بيروت (إبراهيم عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه بيروت أزمة نفايات متفاقمة بسبب زيادة أعداد النازحين وارتفاع إنتاج النفايات بنسبة تصل إلى 20%، مع عوائق أمنية تعرقل عمليات النقل مثل الغارات الإسرائيلية.
- تؤكد النائبة نجاة صليبا على أهمية التوعية بفرز النفايات من المصدر وتقليل الاعتماد على الأوعية البلاستيكية، وتشجع المبادرات الخيرية لاستخدام أدوات قابلة لإعادة الاستخدام.
- تعاني مناطق بيروت من تكدس النفايات وانتشار الروائح الكريهة، مما يؤثر على صحة السكان، وتطالب المجتمعات المحلية بالاستجابة السريعة لحل الأزمة.

تحذّر النائبة وأستاذة الكيمياء التحليلية في الجامعة الأميركية في بيروت، نجاة صليبا، من تداعيات تراكم النفايات في الشوارع، نظراً للأعباء البيئية والصحية الناتجة عن ذلك. وتؤكد أن الأزمة تعود إلى تدفق أعداد كبيرة من النازحين، وما رافقه من إنتاج النفايات بكميات أكبر، من جراء ما تتضمنه الحصص الغذائية والوجبات الساخنة التي يتم توزيعها من كراتين ومعلبات وصحون وملاعق وأكواب بلاستيكية وغيرها.
وتضيف صليبا، في اتصال مع "العربي الجديد": "الشركات المعنية برفع النفايات لا تستطيع القيام بكل عمليات الإزالة في ظل وجود عوائق أمنية تعرقل نقل النفايات، فبعض الطرق غير آمنة بسبب الغارات الإسرائيلية، كما هو حال نقل النفايات إلى مطمر (الكوستا برافا) الذي يقع في منطقة الأوزاعي المحاذية للضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تشتد حدة القصف. لذا تتكدس النفايات ريثما يستقر الوضع الأمني على هذه الطرق، كما أن مركز فرز النفايات في منطقة العمروسية الشويفات (جبل لبنان) قد أقفل من جراء الاستهدافات الإسرائيلية".
وتشير إلى أنها تواصلت مع عدد من شركات رفع النفايات، وعلمت أن كمية النفايات زادت بنحو 20% في بيروت، ويمكن اعتبار هذه النسبة عبارة عن كمية إنتاج نفايات انتقلت من الضاحية الجنوبية والمناطق المتضررة في العاصمة إلى المناطق الآمنة في بيروت التي أصبحت مكتظة بالنازحين، تُضاف إليها النفايات الناتجة عن الحصص والمساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية للنازحين. أما في قضاء الشوف (جبل لبنان) فقد زادت نسبة النفايات 50%، خاصة في منطقة إقليم الخروب، حيث الأعداد الكبيرة من النازحين، وفي قضاء عاليه (جبل لبنان) زادت النسبة 20%، وكذلك الحال في كسروان وجبيل (جبل لبنان)، في حين انخفضت النسبة في قضاء بعبدا (جبل لبنان)، كون العديد من المواطنين نزحوا نحو مناطق أكثر أمناً، لا سيما بعد اشتداد حدة الغارات الإسرائيلية".

تعاني شركات إزالة النفايات من نقص الأفراد (إبراهيم عمرو/فرانس برس)
تعاني شركات إزالة النفايات من نقص الأفراد (إبراهيم عمرو/فرانس برس)

وتشدد صليبا على "أهمية التوعية بشأن فرز النفايات من المصدر قبل وصولها إلى المستوعبات، كي لا تصبح مسألة فرزها معقدة بسبب تحولها إلى سوائل، وعلى الأفراد والجمعيات البيئية والخيرية تخفيف إنتاج النفايات من خلال تقليص الاعتماد على الأوعية المخصصة للاستخدام الواحد. نسعى لتوعية العديد من الجمعيات حول خطورة مواصلة العمل بهذه الطريقة تجنّباً لزيادة الضغط على النظام البيئي الإيكولوجي، وهناك مبادرة خيرية تخص إقامة مطبخ في مدرسة رسمية بمنطقة الدامور (جبل لبنان)، وتمّ تزويده بالصحون والأكواب والطناجر القابلة لإعادة الاستخدام لتحفيف إنتاج النفايات، كما نعمل بالتعاون مع الجيش اللبناني على وضع خزانات وفلاتر لتنقية المياه من أجل الحد من قناني المياه البلاستيكية، وتعميم هذه التجربة على مراكز الإيواء، إضافة إلى تشجيع النازحين على فرز النفايات".
من جانبه، يفيد مصدر في وزارة البيئة اللبنانية بأن تكدس النفايات يعود إلى تسجيل عدد من المناطق زيادة في أعداد النازحين، وبالتالي إنتاج كميات نفايات أكبر، إلى جانب نقص اليد العاملة لدى شركات رفع النفايات. ويوضح: "عاد عدد من العمال الأجانب إلى بلادهم، وعدد آخر من العمال نزحوا باتجاه مناطق وقرى الشمال. لكن رغم تكدس النفايات لأيام، يتم لاحقاً رفعها".
وتكشف اللبنانية جمال أبوعمّو، المقيمة في طريق الجديدة، لـ"العربي الجديد"، أن "أحد شوارع المنطقة تتجمع فيه النفايات، وأن آليات نقل النفايات تتأخر في عمليات الإزالة، ما يؤثر على صحة وسلامة السكان، كما تنتشر الروائح الكريهة وتتكاثر الحشرات. تسبّبت النفايات في إقفال الشارع أمام السيارات والمارّة، ويشكو أهالي أكثر من منطقة في العاصمة من هذه المشكلة. لذا نأمل الاستجابة السريعة، إذ تكفينا الروائح الناجمة عن القصف والغارات الإسرائيلية".

ويقول سامي موسى، من منطقة برج أبي حيدر: "كميات النفايات تتخطى حجم المستوعب في أحد شوارع المنطقة، ربما بسبب وجود مركز إيواء للنازحين، وقد تسببت لفترة في روائح كريهة وانتشار الحشرات، لكنها حالياً أقل. لكن النفايات تنتشر بشكل واضح في أماكن أخرى من العاصمة. على سبيل المثال، أدت النفايات في منطقة سليم سلام إلى إغلاق الشارع مرتين، قبل أن يتم لاحقاً رفعها".
بدورها، تشير لوزان الغول، المقيمة في منطقة البسطة، إلى أن "النفايات تكدست في الشارع لأكثر من أسبوع، حتى لم يعد بإمكان السيارات المرور، وانتشرت روائح كريهة، وكان الوضع مزرياً، قبل أن تُرفع أخيراً". 
ومن منطقة بدارو، يوضح زهير قصير، أن "كمية النفايات المتراكمة في شوارع المنطقة مقبولة مقارنة مع مناطق أخرى في بيروت، إذ في منطقة الحمراء التي أقصدها كثيراً، تتكدس النفايات بشكل كبير في الحاويات، وتتأخر عمليات إزالتها".