تأخر مساعدات أونروا للاجئين الفلسطينيين في سورية يفاقم معاناتهم

24 مارس 2025
مساعدات أونروا تخفف من قسوة حياة اللاجئين الفلسطينين في سورية، 17 يوليو 2014 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد المساعدات المقدمة من أونروا للاجئين الفلسطينيين في سورية تراجعًا ملحوظًا، مع حرمان العديد من المساعدات المالية والغذائية وتقليص الخدمات الطبية، مما يزيد من معاناة اللاجئين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
- أكد فايز أبو عيد أن تأخر أونروا في تقديم المساعدات يفاقم معاناة اللاجئين ويزيد من انتشار الفقر، مطالبًا بصرف المساعدات بالدولار ووضع خطة طوارئ عاجلة.
- رغم عدم صدور بيان رسمي، أكدت مجموعة العمل وجود تخفيضات غير معلنة، داعية للضغط على أونروا لإصدار بيان يوضح عجزها عن تقديم الخدمات.

تشهد المساعدات المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في سورية تراجعًا ملحوظًا، رغم عدم صدور أي بيان رسمي من الوكالة. وأشار نشطاء فلسطينيون إلى هذا التراجع في المساعدات الممنوحة مؤكدين حرمان العديد من اللاجئين من المساعدات المالية والغذائية خلال العام الماضي، مع استمرار غياب الدعم الإغاثي منذ بداية العام الحالي، إضافة إلى تقليص الخدمات الطبية، الأمر الذي زاد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية.

ويوضح مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية فايز أبو عيد، لـ"العربي الجديد"، أن تأخر وكالة أونروا في تقديم المساعدات المالية الدورية للاجئين الفلسطينيين في سورية يفاقم معاناتهم، ويزيد من انتشار الفقر المدقع بين صفوفهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهونها نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وفقدان العديد منهم مصادر دخلهم، إلى جانب عدم الاستقرار الذي تشهده سورية في الوقت الحاضر.

وقال أبو عيد: "بسبب تأخر وكالة الغوث في توزيع مساعداتها المالية، باتت العديد من العائلات الفلسطينية في سورية تواجه خطر الإخلاء من منازلها بسبب عدم قدرتها على سداد الإيجارات. فوفقًا لإحصائيات الوكالة الدولية، فإن 60% من اللاجئين الفلسطينيين نازحون عن بيوتهم، وهذا الأمر يثقل كاهلهم ويزيد من الأعباء المالية عليهم"، مضيفًا: "بدورها، تطالب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية وكالة أونروا بصرف مساعداتها النقدية بالدولار الأميركي وبشكل شهري، ووضع خطة طوارئ إغاثية عاجلة لتلبية احتياجات اللاجئين وتوفير المقومات الأساسية للحياة، بما يضمن مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية المتردية".

وحتى تاريخ 23 مارس/آذار 2025، لم يصدر عن الوكالة الأممية أي بيان رسمي بشأن تخفيض المساعدات الإنسانية في سورية، إلا أن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أكدت وجود تخفيضات غير معلنة، وذلك من خلال نداءات وجهها نشطاء فلسطينيون للوكالة في هذا الخصوص.

ووفقًا للتقرير الصادر عن المجموعة أمس الأحد، طالب النشطاء كلا من مدير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين طه فرحات وسفير دولة فلسطين في سورية سمير الرفاعي بالضغط على أونروا لإصدار بيان رسمي يوضح عجزها عن تقديم الخدمات الإغاثية بسبب ضعف التمويل. كما دعوا الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود لمحاسبة الوكالة قانونيًا وأخلاقيًا على تقصيرها، والعمل على إيجاد جهات داعمة لرفع المعاناة عن اللاجئين الفلسطينيين في ظل تدهور الأوضاع في سورية.

ويرى محمد نابلسي، المقيم في مخيم العائدين في حمص، أن الأوضاع تزداد سوءًا بالنسبة للفلسطينيين في سورية، وقال لـ"العربي الجديد": "كنا نأمل أن يحصل تحسن ملموس بعد سقوط نظام الأسد، نظرًا إلى أن إيصال المساعدات الإنسانية أصبح أكثر سهولة ولا يحتاج إلى الكثير من التعقيدات، لكن حتى الآن، لم يتغير أي شيء، بل على العكس تمامًا، لم نحصل على أي نوع من المساعدات منذ أشهر".

وكانت نائبة المفوض العام لشؤون البرامج والشراكات في الوكالة ناتالي بوكلي قالت في بيان لأونروا إن التغيرات التي حدثت في سورية توفر فرصة مناسبة لطمأنة لاجئي فلسطين، سواء الذين نزحوا داخليًا أو إلى لبنان والأردن، بأن الوكالة لا تزال موجودة لأجلهم، وبالقوة نفسها التي كانت عليها دائمًا. وأضافت أن "دور أونروا الحاسم في تحقيق الاستقرار يجب أن يستمر بعد سنوات من النزاع الذي أثر بشكل كبير على الناس في سورية، بمن في ذلك لاجئو فلسطين". ولفتت إلى أن تدخلات الوكالة ستكون حيوية في تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الحماية، لضمان أن 600 ألف لاجئ فلسطيني في هذه البلدان الثلاثة يمكنهم العيش بكرامة.

المساهمون