بولندا: طحالب صغرى توفّر هواءً نقياً للأطفال

بولندا: طحالب صغرى توفّر هواءً نقياً للأطفال

31 يوليو 2021
لهو وسط أنابيب الطحالب (فويتك رادفانسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

في قلب وارسو، إحدى العواصم الأكثر تلوّثاً في أوروبا، يتيح موقع جديد مخصّص للأطفال استنشاق هواء نقيّ بمساعدة طحالب صغرى. وقد وُضعت تلك الطحالب في أنابيب من الزجاج وعُلّقت حول المنشأة الخشبية التي تضمّ ألعاباً، لتسحب ملوّثات الهواء وثاني أكسيد الكربون من الأجواء.

يقول ماركو بوليتو، الذي ساهم في تأسيس شركة "إيكولوجيك ستوديو" للتنمية الحضرية التي تتّخذ في لندن مقراً لها وصاحبة مشروع "إيربابل": "كثيرة هي الفرص التي لم تُستغلّ بعد للاستفادة من الذكاء الحيوي للنظم الطبيعية في المدن". ويدعو بوليتو إلى "تحويل المباني إلى آلات حيّة تنتج الطاقة وتخزّن ثاني أكسيد الكربون وتنقّي الهواء".

وقد وقع الخيار على العاصمة البولندية لاحتضان هذا المشروع الأول لأنها تفتقر بصورة خاصة إلى الهواء النقي. فبحسب المعطيات التي نشرتها الوكالة الأوروبية للبيئة في شهر يونيو/ حزيران الماضي، تحتلّ وارسو المرتبة 269 من بين 323 مدينة لجهة جودة الهواء. ويُعَدّ هذا التصنيف بالاستناد إلى المعدّل الوسطي في السنتَين الأخيرتَين للجزيئات الدقيقة (التي يقلّ قطرها عن 2.5 ميكرومتر) المضرّة بالصحة إلى حدّ بعيد. وتوضح الوكالة الأوروبية للبيئة أنّ تلوّث الهواء، الناجم بجزء كبير منه عن إحراق الفحم، يتسبّب في نحو 50 ألف وفاة سابقة لأوانها في السنة في بولندا، حيث يعيش 38 مليون نسمة.

وتأتي منشأة "إيربابل" مزوّدة بعشرات الأنابيب الزجاجية التي تحتوي على مياه فيها طحالب مهمّتها تنقية الهواء الذي يُسحب من قاعدة الأنبوب. وتستهلك هذه الكائنات الجزيئات الملوّثة قبل أن تصدر الأوكسجين النقي من الأعلى، مشكّلة مفاعلات حيوية فعلية. وتقع هذه المنشأة الخشبية على ضفاف نهر فيسوا وبمحاذاة مركز علوم كوبرنيك. وفي فترة بعد الظهر، يراقب موظف في المركز أطفالاً من أعمار مختلفة، وهم يمرحون في الموقع ويقفزون على فقاعات مطاطية ويتأرجحون على حبال.

وبينما تقفر آنيا ابنة الأعوام  الثمانية، تقول: "أمرح كثيراً". وتشيد والدتها مالغوجاتا فرونا بهذا المشروع، قائلة إنّه "فكرة سديدة، لا سيّما في مدينة كبيرة يشتدّ فيها التلوّث والضباب الدخاني". تضيف فرونا أنّ "الأطفال يحظون، على الأقل، بفرصة لاستنشاق هواء نقي". وتشير فرونا، وهي مدرّسة الإنكليزية البالغة من العمر 42 عاماً وتعيش في فروتسواف غربي البلاد، إلى أنّ كثيرين ما زالوا يستخدمون الفحم لتدفئة منازلهم وأنّ جودة الهواء "كارثية" بالفعل.

تجدر الإشارة إلى أنّ منشأة "إيربابل" سوف تبقى مفتوحة في وارسو حتى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وثمّة احتمال لبقائها في موقعها الحالي على المدى الطويل. كذلك، من المزمع إقامة منشآت من هذا النوع في مدن أخرى في البلاد وخارجها.

(فرانس برس)

المساهمون