برنامج الأغذية العالمي: جوع في جنوب السودان

برنامج الأغذية العالمي: جوع في جنوب السودان

15 يونيو 2022
جنوب السودان يواجه عامه الأسوأ في ما يتعلّق بالجوع منذ استقلاله (طوني كارومبا/ فرانس برس)
+ الخط -

 

سوف يفقد ما لا يقلّ عن 1.7 مليون شخص يعانون من الجوع في جنوب السودان المساعدات الغذائية، وذلك "في أسوأ وقت ممكن"، بعد أن علّق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الإغاثة الإنسانية معيداً الأمر إلى النقص الحاد في التمويل. وحذّرت المسؤولة في البرنامج بجنوب السودان أديينكا باديجو من أنّ الأمم المتحدة تحتاج بشكل طارئ إلى 426 مليون دولار أميركي في الأشهر الستة المقبلة، لتجنّب مجاعة تطاول قسماً كبيراً من شعب هذا البلد. وأوضحت: "نحن أساساً في أزمة، لكنّنا في حاجة إلى استئناف توزيع المساعدات في المناطق حيث اضطررنا إلى تعليقها لتجنّب أن يغرق الناس في مجاعة".

وأفادت باديجو من العاصمة جوبا بأنّ جنوب السودان يواجه عامه الأسوأ في ما يتعلّق بالجوع منذ استقلاله (2011). وقالت إنّ الأسباب تراكمية وهي "استمرار الصراع الداخلي، وأزمة المناخ التي تسبّبت في فيضانات على مدى ثلاثة أعوام متتالية، وصدمات اقتصادية شديدة تفاقمت بسبب أزمة كورونا، والآن الحرب في أوكرانيا"، مشدّدة على أنّه في حال استمرّ الأمر على حاله فـ"سوف نواجه مشكلات أكبر وأكثر فداحة في المستقبل، منها زيادة معدّلات الوفيات وسوء التغذية والتقزّم والأمراض".

وأشارت باديجو إلى أنّ "أكثر من ثلثَي السكان يعيشون أزمة إنسانية وأمنية خطيرة ويحتاجون إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة". وتابعت "نقدّر أنّ من بين هؤلاء، ثمّة 8.3 ملايين شخص، بمن فيهم نازحون في الداخل ولاجئون، سوف يعانون من الجوع الحاد في موسم الجفاف. وهذا العدد يشمل مليونَي امرأة وطفل معرّضين لخطر سوء التغذية الحاد في عام 2022".

وهذا العام، قرّر برنامج الأغذية العالمي تقديم مساعدات غذائية لـ6.2 ملايين شخص، لكنّ زيادة الطلب وعدم كفاية الأموال دفعا الوكالة الأممية في إبريل/ نيسان الماضي إلى تعليق مساعدتها لـ1.7 مليون شخص، وهؤلاء من فئات تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

يُذكر أنّ جنوب السودان يشهد انعدام استقرار مزمناً منذ استقلاله عن السودان في عام 2011، وقد أسفرت حرب أهلية بين عامَي 2013 و2018 عن مقتل نحو 400 ألف شخص ونزوح ملايين. ويواجه أكثر من 60 في المائة من السكان، بواقع أكثر من 11 مليون نسمة، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً لبرنامج الأغذية الذي أشار إلى أنّه اضطر إلى تقليل حصص الغذاء في العام الماضي إلى النصف. ومن بين الذين فقدوا المساعدات الغذائية 178 ألف طفل لم يعودوا يتلقون الوجبات المدرسية. وقد حذّر خبراء في مجال الغذاء من أنّ 1.4 مليون طفل سوف يعانون من سوء التغذية الحاد في الموسم الممتد ما بين يونيو/ حزيران الجاري وأغسطس/ آب المقبل.

وقالت أدينكا باديجو، القائمة بأعمال مدير برنامج الأغذية العالمي في بيان إن ”الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير التمويل الذي تلقيناه هذا العام. وإذا استمر هذا، فسنواجه مشكلات أكبر وأفدح في المستقبل، منها زيادة معدلات الوفيات وسوء التغذية والتقزم والمرض".
(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون