استمع إلى الملخص
- أعربت وزارة الداخلية عن قلقها إزاء تكرار هذه الحوادث، داعية المواطنين للالتزام بالإرشادات الوقائية وتجنب السباحة في المناطق المحظورة، مع اتخاذ تدابير مشددة لمنع السباحة في الأودية والبرك.
- يربط مراقبون تكرار حوادث الغرق بغياب المسابح النظامية في المناطق الريفية، مشددين على أهمية تسييج الأحواض المائية ووضع لافتات تحذيرية لحماية الأطفال والمراهقين.
مع تصاعد موجة الحر في الجزائر، سجلت مصالح الدفاع المدني العديد من حوادث الغرق في الترع والمجمعات المائية والسدود، رغم الجهود المتواصلة التي تبذلها السلطات في مجال التوعية حول مخاطر السباحة في هذه الأماكن غير المهيأة للسباحة. وفي يومين فقط، انتشلت فرق الإنقاذ جثتي شابين غرقا في مجمع مائي مخصص لسقي المحاصيل الزراعية بمنطقة البليدة قرب العاصمة. كما لقي شاب مصرعه غرقاً في بركة وادٍ صغير بولاية غليزان غرب البلاد، إضافة إلى غرق شاب يبلغ من العمر 15 عاماً أثناء سباحته في بركة مائية بمنطقة ريفية بولاية عين الدفلى. وكان قبل ذلك قد سجل حادث غرق لشخص في حوض سقي بمزرعة في منطقة الحناية، أقصى غرب الجزائر.
وأعربت وزارة الداخلية، في بيان اليوم الثلاثاء، عن قلقها إزاء تكرار هذه الحوادث التي أودت بحياة العديد من المواطنين نتيجة السباحة في المناطق المحظورة والشواطئ غير المحروسة، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وبداية موسم الاصطياف، ودعت إلى التحلي بالحيطة والحذر، والالتزام بالإرشادات الوقائية، مع الامتناع عن السباحة في الأماكن غير المهيأة حفاظاً على سلامتهم وسلامة ذويهم.
وقبل ذلك، أطلقت السلطات حملات توعية واسعة النطاق، وأجرت مناورات تطبيقية لمحاكاة حالات الغرق في بعض المناطق، كما جابت قوافل القرى والمداشر لتوعية السكان. وطلبت من أئمة المساجد المشاركة عبر خطب الجمعة، في محاولة للحد من حوادث الغرق في البرك والمجمعات المائية والسدود.
وتزامناً مع هذه الحوادث، اتخذت السلطات في بعض المحافظات تدابير مشددة لمنع السباحة في الأودية والبرك والمسطحات المائية، في إجراء وقائي لحماية المواطنين من مخاطر الغرق. ففي ولاية المدية، قرب العاصمة، أصدر المحافظ قراراً بمنع السباحة في جميع الأودية والبرك والسدود غير المخصصة لذلك، وشدد على ضرورة تسييج الأحواض المائية ووضع لافتات تحذيرية واضحة عند كل موقع يشكل خطراً محتملاً، لمنع الاقتراب أو الاستخدام لأغراض السباحة والترفيه.
ويربط مراقبون تكرار حوادث الغرق في البرك المائية، خصوصاً في المناطق الريفية، بغياب المسابح النظامية في الولايات الداخلية البعيدة عن السواحل. كما تعود أسباب وقوع الضحايا في الترع والمجمعات المائية والسدود إلى عدم التقيد بالإجراءات التي تشدد على وجود سياج يقي الأطفال والمراهقين من المغامرة والسباحة في هذه الأماكن الخطرة، التي غالباً ما تكون خارج نطاق المراقبة، رغم التنبيهات المتكررة للمزارعين والقائمين على هذه المسطحات لوضع سياج وقائي ولافتات تحذيرية.
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أكد القائد في الكشافة الجزائرية، عادل فتح الله، أن حوادث الغرق التي تُسجل في البرك والمجمعات المائية، في مناطق خارج التجمعات السكانية، غالباً ما تكون لأطفال ومراهقين يغامرون بأنفسهم في غفلة عن أهاليهم. وأضاف: "قمنا أخيراً بحملات توعية للأطفال للامتناع عن السباحة في هذه الأماكن الخطرة، وشاركنا مع مصالح الدفاع المدني في هذه الجهود، ونأمل أن تثمر هذه الحملات في الحد من ظاهرة السباحة في الأماكن غير الآمنة وتقليل حوادث الغرق. في المقابل، يجب أن تتحمل الأسر مسؤولياتها، وعلى الجهات المسؤولة اتخاذ وتنفيذ التدابير الوقائية اللازمة".