بحث إعلان "طوارئ صحية عالمية" بسبب جدري القرود.. ما معنى ذلك؟

بحث إعلان "طوارئ صحية عالمية" بسبب جدري القرود.. ما معنى ذلك؟

23 يونيو 2022
هل يُعَدّ تفشّي جدري القرود "حدثاً غير عادي"؟ (نيكوس بيكياريديس/ Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي تعقد فيه منظمة الصحة العالمية اجتماعاً للجنة الطوارئ، اليوم الخميس، للنظر في ما إذا كان التفشّي المتصاعد لمرض جدري القرود قد يبرّر إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، يقول خبراء إنّ قرار المنظمة بالتصرّف فقط بعد انتشار المرض في الغرب قد يرسّخ التفاوتات البشعة التي نشأت بين الدول الغنية والدول الفقيرة في خلال جائحة كورونا.

وإعلان جدري القرود حالة طوارئ عالمية قد يعني أنّ المنظمة التابعة للأمم المتحدة تُعدّ تفشّي المرض "حدثاً غير عادي" وأنّه عرضة للانتشار في مزيد من الدول. كذلك فإنّه سوف يمنح جدري القرود الوضع نفسه كما كوفيد-19 بالإضافة إلى شلل الأطفال الذي تستمر الجهود للقضاء عليه. لكنّ علماء كثيرين يشككون في أنّ إعلاناً مماثلاً سوف يساعد في الحدّ من المرض، لأنّ الدول المتطوّرة التي تسجّل أحدث الحالات تتحرّك بالفعل بسرعة للقضاء عليه.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد وصف، الأسبوع الماضي، جدري القرود الذي رُصد أخيراً في أكثر من 40 دولة، معظمها في أوروبا، بأنّه "غير عادي ومثير للقلق". أتى ذلك في حين لم يُعلَن عن أيّ وفيات بسببه في خارج أفريقيا. يُذكر أنّ جدري القرود أصاب في خلال عقود أشخاصاً في وسط وغرب أفريقيا، وأحدث وفيات.

في سياق متصل، قال أويويل توموري، عالم الفيروسات النيجيري العضو في مجموعات استشارية عدّة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إنّه في حال كانت المنظمة "قلقة حقاً بشأن انتشار جدري القرود، لكان بإمكانها عقد اجتماع لجنة الطوارئ الخاصة بها منذ سنوات عندما عاود المرض الظهور في نيجيريا في عام 2017 ولم يعرف أحد سبب ظهور مئات الحالات فجأة (حينها)... ومن المثير للفضول بعض الشيء أنّ منظمة الصحة العالمية اتّصلت بخبرائها فقط عندما ظهر المرض في البلدان البيضاء".

وحتى شهر مايو/ أيار الماضي، لم يتسبّب فيروس جدري القرود في فاشيات واسعة في خارج أفريقيا. ولم يكتشف العلماء أيّ تغيّرات جينية كبيرة في الفيروس، وقال أحد كبار مستشاري منظمة الصحة العالمية إنّه من المحتمل أن تكون زيادة الحالات في أوروبا مرتبطة بالنشاط الجنسي بين رجال مثليّين وثنائيّي الجنس في خلال حدثَين في إسبانيا وبلجيكا.

حتى اليوم الخميس، أكّد المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) أنّ ثمّة أكثر من 3300 إصابة بجدري القرود في 42 دولة لا يظهر فيها الفيروس عادة. يُذكر أنّ أكثر من 80 في المائة من الحالات هي في أوروبا. وفي الوقت نفسه، سُجّلت في أفريقيا هذا العام أكثر من 1400 إصابة، نتج عنها 62 وفاة.

(أسوشييتد برس)

المساهمون