انهيار المنظومة الصحية في جنوب السودان وسط استمرار القتال

16 مايو 2025
في إحدى مستشفيات أطباء بلا حدود بجنوب السودان قبل استهدافه في وقت سابق من مايو 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتزايد الهجمات على المرافق الطبية في جنوب السودان، مما يفاقم أزمة النزوح الجماعي ويضع ضغوطًا هائلة على نظام صحي يعاني بالفعل من نقص الموارد، حيث نزح 60 ألف شخص في ولاية أعالي النيل و50 ألفًا في جونقلي.

- تشهد البلاد صراعًا واسع النطاق على جبهات متعددة، مع تزايد الهجمات على المدنيين والكوادر الطبية، بما في ذلك هجمات على زوارق نهر النيل الأبيض ونهب مخازن الإمدادات.

- تعتمد 80% من منظومة الرعاية الصحية في جنوب السودان على التمويل الدولي، بينما تساهم الحكومة بنسبة ضئيلة، مما يفاقم من انهيار النظام الصحي في ظل النزاع المستمر.

أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ الهجمات على المرافق الطبية في جنوب السودان تتزايد، إذ إنّ "صراعاً واسع النطاق" تسبّب في نزوح جماعي، الأمر الذي يضع المراكز الصحية التي تعاني أساساً من نقص في الموارد في مواجهة ضغوط كبرى. ومنذ سنوات، يعاني هذا البلد الفقير من انعدام في الأمن والاستقرار السياسي، لكنّ المعارك الأخيرة في ولاية أعالي النيل (شمال) بين القوات المتحالفة مع الرئيس سلفا كير وقوات خصمه ونائبه السابق رياك مشار تثيرت قلق المراقبين.

وفي حين يتركّز الاهتمام الدولي على القتال الدائر في ولاية أعالي النيل، أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى اشتباكات في ولايات جونقلي والوحدة وغرب الاستوائية ووسط الاستوائية، وقال مدير العمليات في المنظمة بكري أبو بكر: "نحن نتحدّث عن صراع كبير يدور على جبهات متعدّدة وفي مواقع متعدّدة".

ووصف أبو بكر النزوح الحاصل في جنوب السودان بأنّه "أزمة كبرى"، شارحاً أنّ نحو 60 ألف شخص نزحوا في ولاية أعالي النيل و50 ألفاً في ولاية جونقلي، أضاف أنّ فرق منظمة "أطباء بلا حدود" شهدت نزوح قرى بأكملها، مشيراً إلى أنّ "المستشفيات والمرافق الصحية والمرافق المجتمعية أُخليت كذلك من موظفيها"، وأكد: "نشهد انهياراً في المنظومة الصحية بالبلاد"، موضحاً أنّ نصف المرافق الطبية في جنوب السودان كانت تعمل حتى قبل اندلاع القتال الأخير.

وبيّنت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ نحو 80% من منظومة الرعاية الصحية في جنوب السودان يُموَّل من هيئات دولية، في حين تساهم جوبا بنسبة 1.3% من ميزانية المنظومة.

في سياق متصل، قال عبد الله حسين من منظمة "أطباء بلا حدود" إنّهم يشهدون "تصاعداً في الهجمات على مرافق الرعاية الصحية والكوادر الطبية والسكان المدنيين"، بما في ذلك هجمات على زوارق نهر النيل الأبيض التي تحمل إمدادات حيوية ونهب مخازن في مواقع نائية.

وبينما تفيد الأمم المتحدة بأنّ ثمانية مرافق طبية تعرّضت للقصف هذا العام، تشير تقديرات منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أنّ الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك.

من جهة أخرى، تحدّث رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في جنوب السودان زكريا مواتيا عن تزايد أعداد الجرحى الواصلين إلى مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل، بعد أسابيع من النوم في العراء والتنقّل بين الأدغال في ظلّ عجز الطواقم الطبية عن إنقاذهم. وتابع: "لم نشهد الأسوأ بعد".

(فرانس برس)

المساهمون