انطلاق فعاليات يوم الأسير في الضفة: تحذيرات من الجرائم الطبية

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
16 ابريل 2025
تحذيرات من الجرائم الطبية كسياسة اغتيال صامتة بحق الأسرى
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحيى الفلسطينيون يوم الأسير بمسيرات واعتصامات في رام الله، بمشاركة طلبة وفرق كشفية، حيث رفعت صور الأسرى والأعلام الفلسطينية، وهتف المشاركون لقضية الأسرى والشهداء وضد الإبادة في غزة.
- تعبر أمهات الأسرى عن مخاوفهن على مصير أبنائهن بسبب الأمراض الجلدية مثل الجرب، الناتجة عن سوء النظافة والعلاج في السجون، مما أدى لاستشهاد 63 أسيراً.
- يشير المسؤولون إلى تدهور الأوضاع في السجون، خاصة في معسكرات أسرى غزة، حيث تتزايد جرائم الاحتلال، لكن الحركة الأسيرة تظل صامدة رغم التحديات.

بدأ الفلسطينيون اليوم الأربعاء إحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف السابع عشر من إبريل/ نيسان من كل عام، بمسيرات واعتصامات في الميادين العامة، تمتد ليومين. وقد انطلقت في رام الله وسط الضفة الغربية الفعالية المركزية، بوقفة تخللتها خطابات لمسؤولين في مؤسسات الأسرى والفصائل الفلسطينية، تبعتها مسيرة جابت شوارع المدينة، وقد رُفعت خلالها صور الأسرى والأعلام الفلسطينية، وشعارات مساندة لغزة، وهتفوا لقضية الأسرى وللشهداء وضد الإبادة في غزة، فيما شارك طلبة من مدارس وفرق كشفية في الفعاليات.

وشاركت أمهات الأسرى بصور أبنائهن، معبّرات بكلمات مؤثرة عن مخاوفهن الحقيقية على مصيرهم. وكانت ميسون شوامرة، والدة الأسير منصور شوامرة، من بين المشاركات في الفعالية التي التقاها "العربي الجديد". وقد زاد من قلقها أن أبناءها الثلاثة الآخرين، الذين تحرروا خلال الحرب، خرجوا جميعهم مصابين بمرض الجرب الجلدي (سكابيوس)، وقد بلغها أخيراً أن ابنها الرابع منصور أُصيب هو الآخر بالمرض نفسه في أثناء اعتقاله.

إحياء يوم الأسير الفلسطيني، إبريل 2025 (العربي الجديد)
فعالية يوم الأسير في الضفة الغربية، 16 إبريل 2025 (العربي الجديد)

وتؤكد شوامرة لـ"العربي الجديد" أن ابنها معتقل منذ ثلاثة أعوام، وحتى اللحظة لم يُحكَم عليه في المحاكم العسكرية الإسرائيلية، وجلسات المحكمة هي الفرصة الوحيدة لتراها، ولكن فقط عبر الشاشة، حيث يمثل الأسير أمام المحكمة بتقنية الاتصال عبر الفيديو، ولا تحصل ميسون على معلومات سوى ما يقدمه المحامي من زيارات متباعدة، فزيارات الأهالي لأبنائهم الأسرى توقفت تماماً بعد شنّ الاحتلال حربه على غزة.

تقول شوامرة إنها لا تنام الليل، وتبدأ بالبكاء كلما وضعت الطعام، حسرة على ابنها، الذي أصابه أخيراً مرض سكابيوس، مشيرة إلى أن حالة أشقائه الثلاثة تزيد قلقها؛ فرغم مرور أشهر على الإفراج عنهم، يعانون من حكة في جسدهم كلما ارتفعت درجة الحرارة، ولا تزال آثار المرض، مثل البقع، على أجسادهم موجودة، فضلاً عن حالتهم حين خرجوا، فهم كانوا يعانون من انتفاخات في أقدامهم.

إحياء يوم الأسير الفلسطيني، إبريل 2025 (العربي الجديد)
دقوا ناقوس الخطر حول الجرائم الطبية في السجون، إبريل 2025 (العربي الجديد)

ويزيد قلق أهالي الأسرى من هذا المرض الجلدي بسبب انتشاره كثيراً في السجون نتيجة حرمان الأسرى سبل النظافة وموادها، فضلاً عن آثار تتعدى عند بعض الأسرى الآثار الجلدية إلى التأثير بأعضاء الجسم في حال حرمانهم العلاج.

وحرمان العلاج أو الجريمة الطبية، كما تسميها مؤسسات الأسرى، ازداد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد أدت عمليات التعذيب إلى استشهاد 63 أسيراً، أو على الأقل هذا الرقم المفصح عنه من الاحتلال، بينهم 40 أسيراً من قطاع غزة.

وفي هذا السياق، يقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، رائد أبو الحمص، إن "الوضع في السجون سيئ، وأكثر ما تحذر منه مؤسسات الأسرى الاغتيالات، والجرائم الطبية"، مشيراً إلى أن "المؤسسات كانت تسمي سابقاً إجراءات الاحتلال التعسفية بحق المرضى إهمالاً طبياً، لأن السياسة المتبعة كانت المماطلة في نقل الأسرى إلى العيادات أو المستشفيات، لكن الوضع تحول إلى جرائم طبية واغتيالات صامتة وسرية".

ويؤكد أبو الحمص لـ"العربي الجديد" أن "الأوضاع تزداد سوءاً في السجون، وبشكل خاص المعسكرات التي يعتقل فيها أسرى غزة، ولا تتراجع حدة جرائم الاحتلال، وقد وصلت إلى الهيئة معلومات عن مداهمة قوات القمع سجن مجدو في ساعات متأخرة من الليل"، مؤكداً أن سياسة الاقتحامات ممنهجة من الوزير المتطرف ايتمار بن غفير وعصابته.

وأكدت مؤسسات الأسرى أن قضية الأسرى بعد الحرب على غزة "شكّلت وجهاً آخر من أوجه الإبادة، نتيجة لمستوى الجرائم غير المسبوقة التي رصدتها، ووثقتها، وقد شكلت جرائم التعذيب والتجويع، والجرائم الطبية، وحتى الاعتداءات الجنسية، ومنها الاغتصاب، الأسباب الأساسية التي أدت إلى استشهاد أسرى ومعتقلين بوتيرة أعلى مقارنة بفترات ماضية".

ويعتبر مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، حلمي الأعرج، في حديث مع "العربي الجديد"، على هامش المسيرة، أن "الاحتلال يحاول بعد الحرب على غزة تحقيق ما عجز عنه على مدى عقود، بالنيل من إرادة الحركة الأسيرة وإخضاعها لإرادة الاحتلال وتحييدها عن دورها النضالي والكفاحي كطليعة في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية". 

ويقول الأعرج: "يحاول الاحتلال المسّ بوجود الحركة الأسيرة المادي والمعنوي والنضالي، وأن يكسر هذه الإرادة الصلبة باعتبار الحركة طليعة النضال الوطني الفلسطيني، وهي النواة الصلبة". ويستدرك: "مهما فعل الاحتلال في الحركة الأسيرة من جرائم تعذيب ممنهجة وتجويع يصل إلى حد الإبادة وجرائم طبية وعزل شامل ومصادرة الحقوق كافة، بما في ذلك التمثيل الاعتقالي، فإنه لم ينجح بتحقيق أهدافه، ورغم أن الأسرى والأسيرات خرجوا في صفقات التبادل المتتالية وأجسادهم نحيلة، إلا أن إرادتهم صلبة، وشارات النصر مرفوعة".

المساهمون