انتقاد حقوقي لتكريم السيسي ضابطاً متورطاً في إعدامات ميدانية بسيناء

12 مارس 2025
جنود مصريون في سيناء، نوفمبر 2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استنكرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان تكريم الرئيس السيسي لإبراهيم حماد، المتورط في إعدامات ميدانية بسيناء، معتبرةً ذلك إهانة للضحايا وأسرهم وتعزيزاً لسياسة الإفلات من العقاب.
- وثقت منظمات حقوقية انتهاكات جسيمة في سيناء، تشمل التهجير القسري والاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون، وسط تعتيم إعلامي وصعوبة في الحصول على معلومات موثوقة.
- تمنح القوانين المصرية الرئيس صلاحيات واسعة للحفاظ على الأمن، مما أدى إلى إجراءات أمنية مشددة في سيناء، مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الشفافية.

أعربت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان عن استنكارها الشديد لتكريم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ41 بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، لما وصفته بأنه "أحد المسلحين في مليشيا محلية موالية للجيش المصري خلال الحرب على الإرهاب"، والذي وثّقت المؤسسة الحقوقية ومنظمات دولية، من بينها "هيومن رايتس ووتش"، "تورطه في إعدامات ميدانية بدم بارد لمدنيين عُزَّل في سيناء عام 2017، ما يشكل إهانة بالغة للضحايا وأسرهم ويعزز من سياسة الإفلات من العقاب".

وفي مقطع الفيديو الذي نشرته مؤسسة سيناء، ظهر إبراهيم حماد إبراهيم وهو ينفذ إعدامات ميدانية لمعتقلين من مسافة صفر، في جريمة حرب تستوجب المحاسبة. ورغم وضوح الفيديو والتعرف إلى هويته، لم يخضع لأي تحقيق أو مساءلة، بل استمر في عمله مع الجيش حتى مقتله في مايو/أيار 2022 إثر انفجار عبوة ناسفة.

وقالت مؤسسة سيناء إن تكريم إبراهيم حماد بعد وفاته في مناسبة رسمية يمثل إهانة للضحايا وأسرهم، ويؤكد استمرار سياسة الإفلات من العقاب في مصر. فبدلاً من فتح تحقيقات شفافة في جرائم الحرب الموثقة ضد المدنيين في سيناء، تمنح الدولة التكريم الرسمي لمنتهكي القانون الدولي، وهو ما يشجع على استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، ومن بينها القتل خارج نطاق القانون.

ولطالما انتقدت منظمات حقوقية التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات المصرية على شمال سيناء ومنع المراقبين المستقلين والصحافيين والمراسلين من الوصول إليها، واشتكت من صعوبة توفير أي معلومات موثوقة حول الأوضاع هناك، أو فحص أداء الحكومة المصرية فيها. 

وتمنح المادة 53 من قانون مكافحة الإرهاب الرئيس الحق في اتخاذ تدابير للحفاظ على الأمن والنظام العام، بما في ذلك إخلاء أو عزل بعض المناطق وفرض حظر التجول، بخلاف القرار الجمهوري رقم 442/2021، الذي فرضت من خلاله السلطات إجراءات أمنية مشددة على سيناء. 

وعلى الرغم من ذلك، وثقت وسائل إعلام مستقلة ومنظمات حقوقية، على مدار السنوات الماضية، "مجموعة من الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في سيناء، سواء التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية أو المليشيات الموالية للجيش أو الجهاديين. وتتضمن هذه الجرائم: التهجير القسري وهدم المنازل والاعتقالات التعسفية الجماعية والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون. كما عانى سكان سيناء من قيود شديدة على التنقل، وتعليق متكرر لخدمات الإنترنت والاتصالات. ومع ذلك، لا يمكن الكشف عن الحجم الحقيقي لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سيناء في ضوء حملة السلطات القمعية على وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني، وغياب الشفافية"، حسب تقرير سابق لأربع منظمات حقوقية.

المساهمون