انتشال جثمان تونسية غرقت مع طفليها خلال محاولة هجرة سرية

انتشال جثمان تونسية غرقت مع طفليها خلال محاولة هجرة سرية

22 مارس 2022
التونسية رشيدة وطفلاها كانوا بين ضحايا مراكب الهجرة الغارقة (فيسبوك)
+ الخط -

تشيع منطقة قصور الساف بمحافظة المهدية، الثلاثاء، الأربعينية التونسية رشيدة، وطفلها البالغ من العمر 15 سنة، بعد أن لفظ البحر جثتيهما، أمس الأحد، إلى سواحل محافظة نابل، في حين لا يزال ابنها الثاني (17 سنة) مفقودا، حسب مقربين من العائلة.
تقول زينب، وهي زوجة عم الطفلين، لـ"العربي الجديد": "أخبرت رشيدة العائلة أنها ستلتحق مع طفليها بزوجها المقيم منذ 10سنوات في إيطاليا عبر مركب هجرة سرية بعد أن فشلت كل محاولاتها للهجرة القانونية. انطلق المركب في 4 مارس/آذار، وانتظرنا وصولهم إلى إيطاليا، لكن أيا منهم لم يصل".
وتضيف: "بعد علمنا بجثث المهاجرين التي لفظها البحر، توجهت مع زوجي وشقيقتها إلى مستشفى نابل، وهناك فحصنا الجثث، وتعرفنا على رشيدة، وعلى طفلها الأصغر، ولم يكن جثمان الابن الأكبر موجودا، عرفناها من ملابسها وقلادتها. الأسرة تعيش صدمة، فقد رحلوا بهذه الطريقة المؤلمة بينما كانوا يحلمون بلم شملهم مع رب الأسرة في إيطاليا".
وكشفت زينب أن العائلة علمت بأن "المركب لم يخرج من المياه الإقليمية التونسية، وأجرت عدة اتصالات للاستغاثة مع فرق النجدة في إيطاليا، والتي أكدت تلقي نداء إستغاثة من ربان المركب الذي أخبرهم أنه يحمل 60 مهاجرا، ثم فقد المركب لاحقا".


ويؤكد نائب دائرة إيطاليا في البرلمان التونسي المعطل، مجدي الكرباعي، لـ"العربي الجديد"، أن "أغلب محاولات الأسرة في الحصول على هجرة نظامية باءت بالفشل، وهذا ما دفع التونسية رشيدة وطفليها إلى الهجرة السرية. أقرباء رشيدة في إيطاليا اتصلوا بي ليعلموني بفقدان الأسرة، وتأكدت لاحقا من فقدان المركب الذي كان يقل 60 مهاجرا من جنسيات تونسية وأفريقية وسورية".

وأضاف الكرباعي: "بالإضافة إلى هذا المركب، يوجد مركب آخر تحرك في نفس اليوم، 4 مارس، من تونس، وعلى متنه 24 مهاجرا، وهؤلاء أيضا لا يزالون في عداد المفقودين، وحسب المعطيات المتوفرة، فإن عدد الجثث التي لفظها البحر بلغ 33 جثة، ويرجح ارتفاع العدد".

وقال رئيس جمعية الأرض للجميع، عماد السلطاني، إن "طريق البحر المتوسط أصبح مقبرة، فيما الأوربيون صدعوا رؤوسنا بشعارات كاذبة حول حقوق الإنسان، وحرية التنقل، واستقبال المهاجرين، ورغم تجاهل السلطات سنواصل نشر الحقيقة". 
وأوضح السلطاني لـ"العربي الجديد "، أنه زار مستشفى نابل، وأن "ما حصل كارثة إنسانية، فالعديد من الأسر تعاني وتتألم، وهناك من ينتظر أن يلفظ البحر جثة ابنه، وبعضهم لا ينام، وقلوبهم حزينة، وهناك من يجدون صعوبة في التعرف على ذويهم، وينتظرون نتائج التحليل الجيني، وللأسف الدولة غائبة".

المساهمون