استمع إلى الملخص
- تزامن الحادث مع اليوم العالمي للمهاجر، حيث طالبت منظمات مدنية بتضامن دولي لتحسين ظروف المهاجرين، وأعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن قلقها إزاء سياسات الهجرة الحالية.
- يمثل عدد الضحايا والمفقودين من مراكب الهجرة غير النظامية على السواحل التونسية 41.4% من مجموع الضحايا في البحر الأبيض المتوسط، مع تسجيل 538 ضحية منذ بداية العام.
أعلن الحرس البحري التونسي، أمس الأربعاء، عن انتشال جثث 20 مهاجرا وإنقاذ خمسة آخرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل منطقة اللوزة في محافظة صفاقس. وقالت الصفحة الرسمية للإدارة العامة للحرس الوطني في بيان على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إن الوحدات البحرية التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط، انتشلت، مساء أمس الأربعاء، 20 جثة لمهاجرين من دول جنوب الصحراء الأفريقية، ولا تزال عمليات التمشيط والبحث عن مفقودين مستمرة.
وبين البيان أن "قارب المهاجرين المنكوب كان قد أبحر ليلة البارحة في الساعة الحادية عشرة من سواحل الشابة بمحافظة المهدية، قبل أن يتعرض للغرق على بعد حوالي 13 ميلا بحريا قبالة سواحل منطقة اللوزة في صفاقس".
وتزامن غرق مركب المهاجرين مع إحياء منظمات مدنية اليوم العالمي للمهاجر، حيث طالبت خلال وقفة احتجاجية بالعاصمة تونس بالتضامن الأفريقي والدولي لتوفير سبل عيش أفضل لمهاجري دول جنوب الصحراء.
وعبرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان لها صدر أمس الأربعاء، عن "تضامنها الكامل مع جميع المهاجرين، بغض النظر عن أوضاعهم القانونية أو خلفياتهم الثقافية والاجتماعية، والتزامها بالدفاع عن كرامتهم وحرياتهم الأساسية". وقالت الرابطة إن "المجموعات المهاجرة في تونس وفي مختلف أنحاء العالم تواجه تحديات جسيمة، منها التمييز، والعنصرية، والاستغلال الاقتصادي، والعنف، والاحتجاز غير الإنساني، والترحيل القسري".
وعبرت الرابطة عن قلقها إزاء سياسات الهجرة الحالية، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وقالت إنها "تفتقر غالباً إلى بُعد إنساني وتعزز ظاهرة تجريم الهجرة بدل معالجتها بشكل عادل ومنصف"، مطالبة باحترام الالتزامات الدولية في مجال حماية حقوق المهاجرين وضمان المعاملة الإنسانية لجميع الأفراد على أراضيها، كما دعت إلى تعزيز الإطار التشريعي الوطني لضمان حقوق المهاجرين، خاصة في ما يتعلق بالوصول إلى العدالة، والعمل، والتعليم، والخدمات الصحية ومحاربة كل أشكال العنصرية وخطاب الكراهية الموجه ضد المهاجرين من خلال حملات توعية مجتمعية.
ويعد حادث غرق مركب المهاجرين الثاني من نوعه في غضون أسبوع واحد، حيث أعلن في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن إنقاذ 27 مهاجرا وانتشال جثث تسعة آخرين، بعد غرق قارب هجرة غير نظامية، يُرجّح أن يكون قد انطلق من سواحل مدينة جبنيانة بمحافظة صفاقس، وسط شرق تونس، التي تعد نقطة استقطاب أساسية للمهاجرين ومنصة رئيسية لمغادرة قوارب الهجرة. وشهدت سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الأسبوع الماضي، غرق قارب يقلّ مهاجرين انطلق من سواحل ولاية صفاقس، ما أسفر عن فقدان كافة راكبيه، باستثناء طفلة وحيدة تمكنت من النجاة بينما فُقد 44 مهاجرا، وفق منظمة "كومباس كوليكتيف".
وبات عدد الضحايا والمفقودين من مراكب الهجرة غير النظامية على السواحل التونسية يمثل 41.4% من مجموع الضحايا والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط، بحسب أحدث بيانات نشرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وتظهر البيانات أن عدد الضحايا والمفقودين من المهاجرين على السواحل التونسية بلغ منذ بداية العام الجاري 538 شخصا.