انتحار مدرس تونسي حرقاً بسبب التنمر.. والقضاء يفتح تحقيقاً

29 نوفمبر 2024
القضاء التونسي يحقق في أسباب انتحار مدرس بمدينة الشابة، 16 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أذن القضاء التونسي بفتح تحقيق في انتحار مدرس إعدادي حرقاً بعد تعرضه لحملة تنمر واتهامه بالعنف ضد تلاميذ، حيث أظهرت الأبحاث الأولية تعرضه لضغوط نفسية نتيجة نشر مقاطع فيديو له.

- أدانت النقابة العامة للتعليم الثانوي التنمر الذي تعرض له المدرس، مشيرة إلى غياب الحماية القانونية للمربين، وطالبت بإصدار قانون يجرّم الاعتداء على المدرسين ومراجعة المنظومة التربوية.

- نفذ المدرسون وقفة احتجاجية في جميع محافظات تونس تعبيراً عن غضبهم من تردي الأوضاع داخل المؤسسات التعليمية والملاحقات القضائية للمدرسين.

أذن القضاء التونسي، اليوم الجمعة، بفتح بحث تحقيقي في انتحار مدرس بالمرحلة الإعدادية حرقاً بسبب شبهة تعرّضه لحملة تنمر من قبل تلاميذ واتهامه بالاعتداء بالعنف على تلاميذ، حيث أُعلنت، أمس الخميس، وفاة المدرس بمدينة "الشابة" من محافظة المهدية، وسط شرق تونس، بعد إصابته بحروق جراء إشعال النار في جسده. 

وأعلن المتحدث باسم النيابة العامة بمحاكم المنستير والمهدية، فريد بن جحا مباشرة النيابة العامة بحثاً تحقيقياً للوقوف على أسباب الوفاة، مضيفاً لـ "العربي الجديد" إن الأبحاث الأولية أظهرت أن الأستاذ المتوفى (50 عاماً) تعرّض لحملة تنمر من قبل تلاميذ يدرسون في المؤسسة التعليمية التي يعمل بها، كما نشرت مقاطع فيديو له توثق اعتداءه بالعنف على أحد التلاميذ".

وأكد بن جحا أن "المدرس المتوفى مَثَل قبل نحو أسبوعين أمام فرقة أبحاث أمنية مختصة في قضايا العنف ضد المرأة والطفل بعد أن تقدمت ولية تلميذ بشكوى ضده في الاعتداء على ابنها، ليتم لاحقاً تبليغه ببرقية استدعاء للمثول أمام هيئة القضاء في شهر ديسمبر كانون الأول القادم". ورجّح المتحدث باسم النيابة العامة أن" تكون مقاطع الفيديو التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر اعتداء الأستاذ على تلميذ داخل وخارج القسم وتصوّر شجاره مع تلاميذ وملاحقتهم، وحملات التنمر التي تعرض لها، قد سببت له ضغوطاً نفسية أدت إلى إضرام النار في جسده والانتحار حرقاً".

انتحار مدرس يثير الغضب في تونس

وأدانت النقابة العامة للتعليم الثانوي في بيان، أمس الخميس، ما تعرّض له مدرس التربية الإسلامية من تنمر أدت إلى قرار إنهاء حياته وذلك في ظل ما وصفته بالغياب الكلي للمذنبين في حقه، وقالت النقابة في بيانها "إن ما تعرّض له المدرس المتوفى هو نتيجة طبيعية وحتمية للصمت المطبق والمريب لوزارة التربية إزاء ما لحق المربين من تشويه ممنهج على وسائل التواصل الاجتماعي وتدخل القضاء في الشأن التربوي، ما تسبب في تفشي ظاهرة العنف المادي واللفظي ضد المدرسين وضرب قيمهم الاعتبارية وترذيل المدرسة الحكومية". كذلك انتقدت النقابة "التباطؤ في إصدار قانون يجرّم الاعتداء على المدرسين مطالبة بفتح بحث تحقيقي للكشف عن ملابسات الحادثة التي تسببت في وفاة الأستاذ"، كما طالبت النقابة بضرورة الإسراع بمراجعة جذرية للمنظومة التربوية وسن قانون يجرّم الاعتداء على المربين.

وقال عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي، إقبال العزابي، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" إنّ "الملاحقات القضائية للمدرسين تحولت إلى خبر يومي، كما أن استدعاءهم للتحقيق لدى المراكز الأمنية أو القضاء يتم أحياناً بناء على تهم كيدية توجه ضدهم من دون أي إثبات أو حماية. 

نفذ المدرسون في مرحلتي الاعدادي والثانوي، اليوم، وقفة احتجاجية في كامل محافظات البلاد استجابة لدعوة النقابة التي عبرت عن غضبها من واقعة انتحار مدرس نتيجة ما آلت إليه الأوضاع داخل المؤسسات التعليمية وتردي الوضع المهني للمدرسين.

المساهمون