الوقاية من أشعة الشمس أسلوب حياة ضروري

الوقاية من أشعة الشمس أسلوب حياة ضروري

15 اغسطس 2022
بات أذى الشمس أكبر لبشرة الإنسان (Getty)
+ الخط -

في وقت تحذر الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية من أنّ شهر أغسطس/ آب الجاري سيكون الأكثر سخونة في التاريخ، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في مناطق كثيرة حول العالم، وتتوقع أن تتجاوز الحرارة 35 درجة مئوية في دول أوروبية باردة نسبياً مثل بريطانيا، و40 درجة مئوية في بلدان الشرق الأوسط، ينتاب القلق أشخاصا كثيرين من مقدار تأثر بشرتهم بأشعة الشمس الضارّة، وما يمكن أن تحدثه الحرارة المرتفعة في أجسامهم.

يفيد تقرير نشرته مجلة نيوساينس البريطانية بأن "موجات الحرّ أصبحت أكثر شدة، وقد تستمر فترة أطول من أي وقت مضى، مع عدم استبعاد حصول عواقب مميتة". وتكشف أنّ نحو 356 ألف وفاة ارتبطت بالحرارة الشديدة عام 2019، علماً أن الموجة الحارّة تُعرف بأنها فترة من الطقس الحار غير العادي التي قد تستمر أكثر من يومين، وتتأثر فيها الأوعية الدموية لجلد الانسان أو الجلد مباشرة، ما يتسبب بأمراض عدة.

وتشرح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية، أنه "رغم أن أشعة الشمس مفيدة جداً لحصول الجسم على فيتامينات بينها فئة دي، لكنها قد تكون ضارّة جداً أيضاً. والتأثير المباشر لأشعة الشمس يتمثل في إمكان حدوث حروق تطاول الجلد، ما يتسبب في أمراض خطيرة. والحروق لا تبقى فقط ظاهرة على الجلد، بل قد تؤذي أيضاً الخلايا والأوعية الدموية، لذا ننصح بضرورة تجنب أشعة الشمس والخروج الدائم، واتخاذ الاحتياطات اللازمة".

الصورة
تجنب الشمس وسيلة الحماية البشرة (Getty)
تجنب الشمس وسيلة لحماية البشرة (Getty)

يقول اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل الدكتور جورج مسعد لـ"العربي الجديد": "يعرّض ارتفاع درجات الحرارة، البشرة إلى العديد من الأمراض، أبرزها احتمال الإصابة بالشيخوخة المبكرة نتيجة تهالك خلايا البشرة وجفافها وتغيّر لونها، وإمكان حصول حروق بدرجات مختلفة قد تؤدي إلى الوفاة أيضاً، كما يمكن أن يحصل طفح جلدي قد يتطور في بعض الحالات إلى الإصابة بسرطان الجلد". يضيف: "يضر التعرض لأشعة الشمس بحاجز ترطيب البشرة الذي يفقد المرونة ويصاب بجفاف كبير، لذا تعتبر الوقاية من الشمس أمراً مهماً خلال فصل الصيف". ويشدد مسعد على ضرورة التفريق بين التعرض مباشرة أو غير مباشرة لأشعة الشمس، علماً أن التأثيرات ليست سهلة أبداً في الحالتين. ويقول: "يتأثر بعض الأشخاص مباشرة بأشعة الشمس من خلال التعرض لها من دون اتخاذ تدابير للوقاية، أو التواجد مباشرة تحت أشعة الشمس العمودية خلال ساعات الذروة أي بين الساعة العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر، وهو ما يواجه العمال أو الأطفال الذين يلهون أمام منازلهم، أو بعض الأشخاص الذين يقضون يومهم في الهواء الطلق. وهذه الفئات تتأثر سلباً في شكل أكثر عمقاً لأنّ أشعة الشمس فوق البنفسجية تستهدفهم مباشرة، وهي لا تتعرض فقط لتأثيرات الشمس التي تطاول الجلد، بل إلى مخاطر الإصابة بحمى. أما الفئة الثانية فتتعرض لأشعة الشمس غير المباشرة من خلال الجلوس في المكاتب أو المطاعم ذات الواجهات الزجاجية، أو أثناء القيادة. وهنا تكون التأثيرات أكثر حدة على البشرة، وأخف على الصحة الجسدية". وينصح مسعد بالتالي بـ"ضرورة أن يبتعد الأشخاص عن التعرض للشمس خلال ساعات الذروة، وإذا اضطروا إلى فعل ذلك لا بدّ من أن يضعوا أدوية على أجسامهم، مثل مراهم للترطيب والحماية".
وتشير دراسات إلى أن الأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر ارتفاع درجات الحرارة هم كبار السن، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، وتحديداً أمراض القلب، وكذلك الأطفال، علماً أن مستويات إصابة هذه الفئات تختلف بحسب الوضع الصحي ومناعة الأجسام. ويكتب موقع كانسير دوت نت، الأميركي أنّ "الحماية من أشعة الشمس أمر أساسي لكلّ فئات البشر، خصوصاً أنّ الإصابة بسرطان الجلد باتت أكثر شيوعاً في السنوات الماضية". يضيف: "ليست الوقاية من أشعة الشمس عملية آنية تحصل فقط لدى ارتفاع درجات الحرارة، بل أسلوب حياة يجب أن يتبع". 

وينصح خبراء وأطباء السرطان بوضع واقي الشمس لمدة تتراوح بين 15 و30 دقيقة على الأقل قبل الخروج، حتى إذا كان الطقس غائماً، لأنه يساعد في الحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية، ويسمح بتفادي حروق الشمس. ويصرّون على أنه في حال كانت أشعة الشمس مرتفعة، لا بدّ من تكرار وضع واقي الشمس كلّ ساعتين إلى ثلاث ساعات. كما يوصي هؤلاء بارتداء ملابس فضفاضة بيضاء ذات أكمام طويلة، باعتبار أنّ هذا الأمر يساعد في منع دخول أشعة الشمس إلى جسم الإنسان. أما بالنسبة إلى الأطفال الصغار، فيقسمهم تقرير موقع كانسير دوت نت إلى فئتين، الأولى من هم تحت سن العامين الذين يؤكد ضرورة حمايتهم من أشعة الشمس خلال فترات الذروة عبر منع خروجهم من المنازل، أو وضع أغطية في حال اضطروا إلى الخروج، والفئة الثانية الأشخاص الأكبر سناً الذين يطلب منهم التقرير أن يضعوا قبعات في حال اضطروا إلى التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.

المساهمون