استمع إلى الملخص
- تستمر المساعدات القطرية عبر الجسر الجوي بتمويل من صندوق قطر للتنمية، حيث تم توزيع 13 طائرة محملة بـ364 طناً من المساعدات، بما في ذلك 7,378 سلة غذائية ومواد طبية، مما يعكس التزام قطر بدعم سورية.
- يواجه الهلال الأحمر القطري تحديات بسبب الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول، لكنه يعمل على التغلب عليها بالتنسيق مع الشركاء المحليين، مع خطط لتحسين البنية التحتية ودعم التعليم لتعزيز التعافي والتنمية المستدامة.
يؤدي الهلال الأحمر القطري دوراً محورياً في تقديم المساعدات الشاملة إلى سورية سواء كانت إغاثية أو طبية وغيرها، وينوي توسيع عمله ليشمل ترميم البيوت والبنى التحتية
لا تزال المساعدات القطرية التي تقدم عبر الجسر الجوي القطري، بتمويل من صندوق قطر للتنمية وبتنسيق مع الهلال الأحمر القطري، مستمرة بالتدفق إلى سورية لتوزع على المتضررين. وحتى الآن، تضمنت المساعدات 13 طائرة أميرية بحمولة 33 شاحنة محملة بـ 364 طناً، وخمس طائرات كانت عبر الحدود (واحدة في الأردن وواحدة في لبنان وثلاث طائرات في تركيا)، وثماني طائرات وصلت عبر مطار دمشق الدولي، كما يوضح مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في تركيا وسورية، مازن عبد الله، لـ "العربي الجديد".
ويقول عبد الله إن هذه المساعدات تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة والمتنوعة، وشملت مواد غذائية، من خلال توزيع 7.378 سلة غذائية تحتوي على المكونات اللازمة لدعم الأمن الغذائي، بالإضافة إلى توفير الطحين لإنتاج الخبز محلياً في المناطق المستهدفة. كما تضمنت مواد طبية، من معدات أساسية مثل سيارات الإسعاف، وأجهزة طبية، وحزم ومستلزمات غسل الكلى، وفرش ووسائد طبية، وحقائب الإسعافات الأولية.
ويوضح لـ "العربي الجديد"، أن "هذه المساعدات المقدمة تتميز بالتنوع وتستهدف أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين". يضيف أن "الهلال الأحمر القطري قدم مساعدات إنسانية غذائية وطبية بحمولة 36 شاحنة تضمنت 850 طناً من المساعدات، بما فيها 834 طن طحين، و1000 سلة غذائية، و298 حزمة طبية لغسل الكلى وتجهيزات ومستلزمات طبية أخرى".
وفي ما يتعلق بالنطاق الجغرافي لتوزيع هذه المساعدات في سورية، يقول عبد الله إن "المساعدات القطرية تغطي ثماني محافظات رئيسية في سورية، وهي: حلب، إدلب، حماة، حمص، دمشق، درعا، السويداء، والقنيطرة مع أريافها". يضيف: "تنفذ عمليات الإغاثة والتوزيع بالتنسيق الكامل مع الهلال الأحمر العربي السوري والجهات الرسمية التابعة للحكومة السورية الجديدة لضمان الانسيابية في إيصال الدعم، مع الأخذ في الاعتبار المناطق صعبة الوصول والفئات الأشد ضعفاً".
ويشير إلى العمل على "خطة استراتيجية لتوسيع نطاق التوزيع لتشمل مناطق إضافية بناءً على الأولويات الإنسانية الملحة والاحتياجات التي يتم رصدها على الأرض، بالتعاون مع الشركاء المحليين، لضمان الاستجابة الفعالة في كافة المناطق التي تحتاج للدعم".
يتابع عبد لله أنه "بالإضافة إلى المساعدات القطرية الواردة من صندوق قطر للتنمية عبر الجسر الجوي، تعد المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر القطري جزءاً من التزام إنساني طويل الأمد لدولة قطر، يهدف إلى دعم المجتمعات المتضررة في سورية. وتمثل هذه الجهود استجابة منظمة ومستدامة تصمم لتتماشى مع الاحتياجات الميدانية المتجددة".
يتابع: "رغم ارتباط بعض التدخلات بظروف طارئة مثل الكوارث أو الأزمات، فإن الهلال الأحمر القطري يحرص على تطوير آليات دعم طويلة الأمد تشمل المساعدات المستمرة والمشاريع التنموية التي تساهم في بناء القدرة الذاتية للمجتمعات المحلية".
ويوضح عبد الله أن "المكتب الموجود منذ عام 2012 في ولاية غازي عنتاب التركية والشمال السوري نفذ عدة مشاريع تنموية وإغاثية، وسيستمر في تقديم هذه المساعدات للسوريين".
وعن أرقام المستفيدين ووجود آليات لضمان وصول المساعدات للشريحة المحتاجة، يقول عبد الله: "منذ 4 ديسمبر/ كانون الأول 2024 وحتى الآن، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات المقدمة قرابة 3.6 ملايين شخص، (150 ألف مستفيد من المواد التي أرسلت عبر الجسر الجوي، و15 ألف مستفيد من المساعدات الغذائية والطبية المقدمة من الهلال الأحمر القطري، بالإضافة إلى توزيع الأخير 834 طناً من الطحين على الأفران لإنتاج 1.4 مليون ربطة خبز استفاد منها حتى الآن 3.45 ملايين شخص في حلب وإدلب وحمص وحماة)، ما يعكس التأثير الواسع لهذه الجهود الإنسانية".
يضيف: "لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجاً، يتم التنسيق الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري والحكومة الجديدة، مع الاعتماد على فرق ميدانية متخصصة تجري تحليلاً دقيقاً لتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحاً وتوجيه الموارد نحوها بشكل فعال".
وحول وجود خطط للهلال الأحمر القطري أو المؤسسات التنموية القطرية للمشاركة في إعادة الإعمار في سورية أو تأهيل البنى التحتية المتضررة، يقول عبد الله: "إلى جانب تقديم المساعدات القطرية الغذائية والطبية الواردة من صندوق قطر للتنمية، يعمل الهلال الأحمر القطري على وضع خطط استراتيجية تهدف إلى دعم القطاعات الحيوية الأخرى، بما في ذلك ترميم المنازل، وترميم وتأهيل المرافق العامة والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى دعم العملية التعليمية عبر توفير مستلزمات المدارس وبناء أو ترميم المرافق التعليمية. كما يتم تطوير برامج تدريبية مخصصة لدعم الطلاب الذين فقدوا فرص التعليم بسبب الأزمة".
يضيف: "لدينا خطط لتحسين البنية التحتية تتضمن تعزيز شبكات المياه والصرف الصحي، وتحسين خدمات الصحة العامة، ما يسهم في استعادة الحياة الطبيعية للمجتمعات المتضررة. وتشكل هذه الخطط جزءاً من رؤية طويلة المدى لتعزيز التعافي والتنمية المستدامة في سورية".
وعن التحديات التي تواجههم في توزيع المساعدات، يشير عبد الله إلى أن "هناك عدة تحديات تواجه عمليات إيصال المساعدات إلى المناطق السورية المتضررة، من بينها الأوضاع الأمنية المعقدة، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق نتيجة البنية التحتية المتضررة". يتابع: "للتغلب على هذه التحديات، يتم التنسيق الكامل مع شركائنا المحليين من بينهم الهلال الأحمر السوري والجهات الحكومية السورية لضمان تسهيل دخول المساعدات ووصولها إلى المستفيدين، كما يجري العمل على تعزيز الشراكات مع الهيئات المحلية لتأمين انسيابية عمليات الإغاثة واستدامتها، مع الالتزام بالمعايير الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية".