النظام السوري يحرم أهالي قرية طرنجة بريف القنيطرة من المياه

النظام السوري يحرم أهالي قرية طرنجة بريف القنيطرة من المياه

28 ابريل 2022
محافظة القنيطرة جنوب سورية (فرانس برس)
+ الخط -

يعاقب النظام السوري أهالي قرية طرنجة بريف القنيطرة، جنوب سورية، بحرمانهم من مياه الشرب بعدما عجز عن حماية آبار الماء، التي يبدو أنها تتعرض لسرقة الكابلات والمولدات بشكل متكرر، حيث قرر التحرز على مولد الكهرباء الخاص بالبئر الوحيدة التي تروي القرية، لتعرضه لمحاولة سرقة، محملاً الأهالي مسؤولية ذلك.
وقال محمد علاء الدين (35 عاماً)، من أبناء قرية طرنجة في ريف القنيطرة، لـ"العربي الجديد": "ما حدث في القرية أمر مضحك جداً، فمؤسسة المياه قررت إيقاف البئر الوحيدة التي تشرب منها القرية ومناطق مجاورة لأن هناك من حاول سرقة المولد، وقبلها تمت سرقة كابل الكهرباء الخاص به، وهذه السرقات منتشرة في المنطقة بكاملها".
وأضاف "المؤسسة تطالب الأهالي بحماية البئر، لكن دون أن تخبرنا بأي صفة سيدافع شباب البلدة عن البئر، فإذا وقع إطلاق النار وقتل أحد اللصوص أو أحد شباب البلدة من سيكون المسؤول، فالشباب ليست معهم مهمة رسمية، وبالتالي إذا وقع قتلى بأي مواجهة فالمسألة ستتحول إلى مواجهة عشائرية أو مناطقية وبالتالي سيتحمل الأهالي تبعات الحادث".
وعن معاناة الأهالي مع نقص المياه، قال عبد الله حسن، من أبناء منطقة طرنجة، لـ"العربي الجديد": "نعاني بشكل كبير بسبب انقطاع المياه، حيث يعتمد الأهالي على الصهاريج الخاصة، بعد أن أصبحت تمر أيام طويلة حتى تصل المياه إلينا، إلا أنه حتى تأمين صهريج لنقل الماء من آبار قريبة أمر في غاية الصعوبة بسبب نقص الوقود الشديد، الأمر الذي رفع سعر الوقود بالسوق السوداء، وهو ما زاد من كلفة الصهريج أكثر من 50%".
لافتا إلى أن "الأهالي يعيشون حالة عوز شديد، بالرغم من اتباعهم سياسة تقنين شديدة"، معتبرا أن "سياسة العقاب الجماعي للأهالي ليست منطقية، وهي لا تهدف إلى دفع الأهالي لحماية الآبار بل إلى الانتقام من الأهالي لأنها إحدى المناطق التي خرجت خلال السنوات الماضية وطالبت بإسقاط النظام".
بدوره، قال مدير عام "مؤسسة مياه القنيطرة" التابعة للنظام وليد الدعاس، في تصريح لصحيفة محلية نشر الأربعاء، إن بلدة طرنجة فيها بئر وحيدة وغزارتها 25 م3/سا والضخ يتم يومياً، ولكن توقف ضخ المياه بعد قيام بعض العابثين بسرقة الكابل الذي يغذي البئر، ومحاولة سرقة المولد أكثر من مرة، عدا الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمحطة بعد تخريبها من قبل عابثين، مقدراً خسائر المؤسسة والتكاليف التي تكبدتها جراء الصيانة وإصلاح الأعطال بنحو 13 مليوناً (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 3800 ليرة سورية).
وأضاف أنه بالمرة الأولى تعرض المولد للسرقة والتخريب وتمت صيانته بنحو 8 ملايين ليرة بعد تعهد الأهالي بالمحافظة عليه وحمايته من السرقة، ولكن للأسف تمت محاولة سرقته ثانية، ما اضطر إدارة المؤسسة لنقله إلى مستودعات المؤسسة للحفاظ عليه وبعلم محافظ القنيطرة، علماً أن قيمته أكثر من 60 مليوناً.

ورغم قطعه المياه عن الأهالي، أعرب الدعاس في حديثه عن أسفه لتوقف ضخ المياه إلى الأهالي بسبب ما اعتبر أنهم قلة من العابثين، وعلى الرغم من سرقة الكابل ومحاولة سرقة المولد ثلاث مرات والأضرار التي لحقت به وبالمحطة فقد تمت إعادة تشغيل البئر عبر الكهرباء، مبيناً أنه يتم إرواء أبناء القرية بشكل يومي، آملاً من المجتمع المحلي التعاون في حماية الممتلكات العامة لكونها تخدمهم وتخدم أبناءهم وعائلاتهم.

المساهمون