المغرب يبدأ تصنيع اللقاح المضاد لكورونا يوليو المقبل

المغرب يبدأ تصنيع اللقاح المضاد لكورونا يوليو المقبل

27 يناير 2022
مساعٍ لتأمين السيادة اللقاحية للمملكة ولمجموع القارة الأفريقية (Getty)
+ الخط -

يتّجه المغرب لبدء تصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا الجديد، ابتداء من يوليو/ تموز المقبل، بعدما تمّ اليوم الخميس، إعطاء إشارة الانطلاق لإنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى باستثمار يناهز 575 مليون دولار أميركي.

وكشفت وكالة الأنباء الرسمية، أنّ مصنع تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى، الذي ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الخميس، بإقليم بنسليمان (جهة الدار البيضاء- سطات) حفل إطلاق أشغال إنجازه، سيساهم عند الانتهاء من إنجازه في تأمين السيادة اللقاحية للمملكة ولمجموع القارة الأفريقية.

وحسب الوكالة، تندرج هذه الوحدة الصناعية في إطار تنفيذ الرؤية الرامية إلى جعل المملكة قطباً بيوتكنولوجيا لا محيد عنه على صعيد أفريقيا والعالم، قادراً على تأمين الاحتياجات الصحية للقارة على المديين القصير والطويل، من خلال إدماج البحث الصيدلاني والتطوير السريري، وتصنيع وتسويق المنتوجات البيو-صيدلية ذات الضرورة الكبرى. ويتطلب إنجاز هذا المصنع تعبئة استثمار بحوالي 400 إلى 500 مليون أورو.

ويهمّ مشروع بنسليمان، إحداث مصنع لتصنيع وتعبئة اللقاح (المضاد لكوفيد 19 ولقاحات أخرى)، يحتوي على ثلاثة خطوط صناعية تبلغ قدرتها المشتركة للإنتاج 116 مليون وحدة في أفق سنة 2024. وستخصص هذه الخطوط لإنتاج محاقن معبأة مسبقا، وقارورات للسوائل وأخرى مجففة بالتجميد. ويبلغ الاستثمار المرتقب حوالي 200 مليون أورو، فيما يرتقب إطلاق إنتاج عبوات تجريبية في 30 يوليو/تموز 2022.

كما سيمكن المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، لا سيما بمواكبة من الشركة السويدية "ريسيفارم"، أحد الرواد العالميين في البيو-تكنولوجيا وصناعة التعبئة والتغليف، من ضمان الاكتفاء الذاتي للمملكة من اللقاحات وجعل المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على مستوى القارة الأفريقية والعالم في مجال صناعة "التعبئة والتغليف".

وستكون هذه الوحدة الصناعية التي تحمل اسم "سينسيو فارماتيك"، والتي ستعتبر أكبر منصة من حيث القدرة على التعبئة والتغليف للقاحات بأفريقيا، من بين المنصات الخمس الأولى من نوعها بالعالم عند الانتهاء من إنجازها.

من جهة أخرى، يسعى المشروع، على المدى المتوسط (2022-2025)، إلى نقل التعبئة المعقمة وتصنيع المواد النشطة لأكثر من 20 لقاحا ومنتوجا للعلاجات الحيوية، من ضمنها 3 لقاحات مضادة لكوفيد-19، في أقل من 3 سنوات بالمغرب، لتغطية أكثر من 70 بالمائة من احتياجات المملكة وأكثر من 60 بالمائة من احتياجات القارة الأفريقية.

ويُرتقب في هذا الإطار نقل منصات بيوتكنولوجية متطورة نحو المغرب، تشمل البحث السريري، وتطوير وإنتاج العلاجات الخلوية والجينية، والخلايا الجذعية وتقنيات التشخيص المخبرية المتطورة.

كما يطمح المشروع، على المدى الطويل (2023-2030)، إلى إحداث قطب أفريقي للابتكار البيوصيدلاني واللقاحي بالمغرب معترف به عالميا، وذلك في إطار شراكة بين الفاعلين الدوليين الأساسيين في مجالات البحث وتطوير التكنولوجيات المتطورة في اللقاحات والمنتوجات البيو-علاجية، وكافة المؤسسات المغربية المعنية، لاسيما وزارات التعليم العالي والصحة، والداخلية والصناعة والمالية.

وإلى حدود اليوم، تمكّنت المملكة، بفضل تسخير خطوط التعبئة المعقمة المتوفرة محليا بالمغرب، وكذا نقل التعبئة في قارورات داخل الغرف البيضاء بلقاح سينوفارم المضاد لكوفيد-19 نحو المغرب، من إنتاج أكثر من 3 ملايين جرعة محليا في الشهر. وسترتفع قدرة الإنتاج إلى حوالي 5 ملايين جرعة انطلاقا من شهر فبراير/ شباط المقبل وأكثر من 20 مليون جرعة في الشهر في نهاية 2022. وانطلاقا من 2025، سيكون المغرب قادرا على إنتاج أكثر من 2 مليار جرعة من اللقاح.

وكان المغرب قد أبرم، في يوليو/ تموز الماضي، اتفاقية مع الصين لتصنيع لقاح "سينوفارم"، وذلك باستثمار إجمالي يناهز 500 مليون دولار أميركي، بهدف تأمين الاكتفاء الذاتي للمملكة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وتصديره إلى الخارج، لاسيما إلى دول القارة الأفريقية.

 

المساهمون