المغرب وإسبانيا: لمسات أخيرة على أكبر عملية عبور للمغتربين في العالم

المغرب وإسبانيا: لمسات أخيرة على أكبر عملية عبور للمغتربين في العالم

05 مايو 2022
استئناف العبور من إسبانيا إلى المغرب بعد إنهاء الأزمة الدبلوماسية (فرانس برس)
+ الخط -

انتهى المغرب وإسبانيا، اليوم الخميس، من وضع اللمسات الأخيرة على عملية "مرحبا"، أكبر عملية عبور للمغتربين في العالم، وذلك بعد انقطاع دام لسنتَين بسبب القيود التي فرضها تفشي فيروس كورونا الجديد.

وكشف بيان مشترك صدر عقب اجتماع اللجنة المشتركة المغربية - الإسبانية المكلفة بعملية العبور أنّ المناقشات ركّزت على ترتيبات العمليات التي وضعها الطرفان، على غرار تلك التي كانت معتمدة في عام 2019، من أجل ضمان تنفيذ عملية العبور 2022 في أفضل الظروف.

وتتمحور الإجراءات المتّخذة حول عناصر عدّة تتعلّق بسلاسة التنقّل والأمن والسلامة وتدابير المساعدة والقرب والتواصل، فضلاً عن تدابير الوقاية في سياق الوضع الوبائي الذي ما زال قائماً، وإن تراجعت حدّته.

وبحسب البيان المشترك، اتّفق الطرفان في اجتماع اللجنة المشتركة على خطة مهمّة للإبحار تتيح عروضا بخصوص الطاقة الاستيعابية اليومية لحركة نقل المسافرين والعربات والتناوب والربط البحري. كذلك، يُصار إلى تعبئة وسائل لوجيستية مهمة وتعزيز الموارد البشرية على مستوى الموانئ والمطارات، من خلال تدابير للمساعدة الاجتماعية والمواكبة تحت إشراف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، في المغرب والخارج.

من جهة أخرى، اتّفق الجانبان على تعزيز التنسيق بين النقاط المركزية، حرصاً على التبادل الجيّد للمعلومات واستباق بعض الجوانب المرتبطة بتدبير أيام الذروة وإمكانية استبدال التذاكر ومكافحة المضاربة على مستوى أسعار رحلات العبور البحرية.

ومنذ أكثر من 30 عاماً، يطلق المغرب سنوياً عملية "مرحبا" لاستقبال المغتربين المغاربة في الدول الأوروبية، من خلال توفير الرعاية الضرورية للوافدين بحراً وجواً، وتسهيل إجراءات عبورهم وعودتهم. لكنّ أزمة كورونا ووضع إسبانيا في العامَين الماضيين حالا دون مرور المغاربة من موانئ الجزيرة الخضراء وألميريا وفالنسيا، وبالتالي خسارة إسبانيا عائدات جمركية وتجارية لآلاف المغاربة الذين كانوا يعبرونها، علماً أنّها بلغت ستة ملايين يورو (أكثر من سبعة ملايين دولار أميركي) بحسب بيانات غير رسمية.

وتنظم عملية الاستقبال "مرحبا" على مستوى 20 مطاراً مغربياً، بالإضافة إلى أربعة موانئ شمالي البلاد. وتقام كذلك مراكز استقبال وتوجيه تابعة للعملية في الموانئ الأوروبية المعتمدة لعبور المهاجرين؛ ميناء ألميريا والجزيرة الخضراء ومورتيل في إسبانيا، وميناء سيت الفرنسي، وميناء جنوة الإيطالي.

ويتخطّى تعداد المهاجرين المغاربة في أوروبا 4.5 ملايين نسمة، يعيشون بمعظمهم في دول أوروبا الغربية، خصوصاً فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا. وقد دأب هؤلاء المهاجرون على العودة في كلّ موسم صيف من أجل قضاء العطلة في بلدهم الأم، في أضخم عملية عبور في العالم.

ويأتي الاتفاق المغربي الإسباني الأخير في سياق تنفيذ خارطة الطريق التي وُضعت في خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب في إبريل/ نيسان الماضي، وأنهت الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد التي كانت قد اندلعت في العام الماضي بعد استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي بهوية جزائرية مزيفة للعلاج بعد إصابته بكوفيد-19. ويُذكر أنّ استئناف الرحلات البحرية تمّ بين البلدَين بعد تطبيع العلاقات بينهما في الفترة الأخيرة، وفتح صفحة جديدة في الشراكة الاستراتيجية.

المساهمون