المغرب: الكشف المبكر واللقاحات لمواجهة سرطانَي الثدي وعنق الرحم

08 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 20:18 (توقيت القدس)
نشاط خاص بشهر التوعية بسرطان الثدي أو "أكتوبر الوردي" في المغرب، أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت وزارة الصحة المغربية حملة وطنية للتوعية والوقاية والكشف المبكر عن سرطانَي الثدي وعنق الرحم في أكتوبر 2025، لتعزيز الوعي بأهمية الوقاية والكشف المبكر من خلال اللقاحات والكشف المبكر.

- تم إنشاء بنية تحتية متكاملة تشمل 57 مركزاً للصحة الإنجابية و12 مركزاً للأورام، مع وحدات متنقلة للتصوير الإشعاعي، لتعزيز الوصول إلى خدمات الفحص والعلاج في المناطق النائية.

- السرطانات هي ثاني أكثر الأمراض المسببة للوفاة في المغرب، مع تسجيل 50 ألف إصابة جديدة سنوياً، وتتطلب الحملة دعماً أوسع وخفض أسعار الأدوية لمواجهة الارتفاع المتوقع في الإصابات بحلول 2030.

تعوّل السلطات الصحية في المغرب على الكشف المبكر لمواجهة سرطان الثدي كما سرطان عنق الرحم، اللذَين يطاولان ما نسبته 45.6% من مجموع إصابات السرطان المسجّلة بين النساء المغربيات. وفي هذا الإطار، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب "الحملة الوطنية للتحسيس والوقاية والكشف المبكر عن سرطانَي الثدي وعنق الرحم" التي تمتدّ من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2025 حتى 31 منه، وذلك تحت شعار "صحتك رأس مالك والوقاية والكشف المبكر ضمانك".

يأتي ذلك بمناسبة الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي الذي يحلّ سنوياً في شهر أكتوبر، ويُطلَق عليه اسم "أكتوبر الوردي"، علماً أنّ سرطان الثدي يحتلّ المرتبة الأولى بين الأمراض السرطانية التي تطاول النساء في المغرب بنسبة 39.1%، فيما يمثّل سرطان عنق الرحم المرتبة الرابعة بنسبة 6.5%، وفقاً لبيانات آخر تقرير للسجلّ الوطني للسرطان في جهة الدار البيضاء سطات للفترة 2018-2021.

وأوضحت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب أنّ الهدف من الحملة هو تعزيز الوعي بأهمية الوقاية من هذَين النوعَين من الأمراض السرطانية لدى عموم السكان، وذلك من خلال تحصين الفتيات البالغات من العمر 11 باللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري الذي يتسبّب في سرطان عنق الرحم، وكذلك من خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي بين النساء من الفئات العمرية المستهدفة. وكشفت الوزارة عن وضع وتعزيز منظومة مهيكلة ومتكاملة للكشف المبكر عن سرطانَي الثدي وعنق الرحم، في إطار المخطّط الوطني الأول للوقاية من السرطان ومراقبته 2010-2019، ثمّ المخطّط الثاني 2020-2029، الأمر الذي مكّن من تحسين العرض الصحي في مجال الفحص والتشخيص والعلاج.

من جهة أخرى، أشارت الوزارة إلى إنشاء 57 مركزاً مرجعياً للصحة الإنجابية، و12 مركزاً جهوياً للأورام، إلى جانب إرساء قطبَين للتميّز في طبّ الأورام النسائية والثدي على مستوى كلّ من المركز الاستشفائي الجامعي في الرباط والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء. كذلك جرت تعبئة 27 وحدة متنقّلة للتصوير الإشعاعي للثدي، بهدف تقريب خدمات الفحص والكشف المبكر من المغربيات في المناطق النائية.

أضافت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المغرب أنّ تدابير تنظيمية اعتُمدت بهدف تحسين الوصول إلى خدمات التحصين ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري، وكذلك الفحص والتشخيص والعلاج، بدعم وتعبئة مختلف المتدخّلين المؤسساتيين والجمعويين ومكوّنات المجتمع المدني.

وبحسب الشبكة المغربية من أجل الدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة (غير حكومية)، تُعَدّ السرطانات ثاني أكثر الأمراض المسبّبة للوفاة في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين، وذلك بنسبة 13.4%، فيما تسجّل البلاد نحو 50 ألف إصابة جديدة بالسرطان سنوياً. ويصف رئيس الشبكة علي لطفي الوضع الوبائي في المغرب بـ"المقلق" و"المخيف"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "عدد الإصابات الجديدة بالسرطان المسجّلة سنوياً مهول، علماً أنّ نسبة كبيرة من تلك الإصابات تكون متأخّرة ويصعب علاجها". يضيف أنّ "عدد الإصابات يرتفع من عام إلى آخر، من جرّاء عوامل ومسبّبات عدة، خصوصاً أنماط التغذية واستهلاك عدد من المواد المسرطنة".

ويرى لطفي أنّ "نتائج الحملة الوطنية للتحسيس والوقاية والكشف المبكر عن سرطانَي الثدي وعنق الرحم غالباً ما تأتي إيجابية، إذ يجرى الكشف سنوياً عن إصابات تتراوح ما بين ثمانية آلاف إصابة و10 آلاف"، شارحاً أنّه "كلّما كان الكشف مبكراً تكون نسبة نجاح تلك الحملات مهمّة جداً وكذلك نسبة العلاج". ويتابع أنّ "الحملة هي مبادرة محمودة، لكن يتعيّن ألا تحظى فقط بدعم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومؤسسة للا سلمى من أجل الوقاية وعلاج مرض السرطان، إنّما كذلك بدعم ومساهمة كلّ المكوّنات الحكومية والإعلام"، مشدّداً على "وجوب قيام حملات للتشخيص المبكر لباقي أمراض السرطان ومجاناً، خصوصاً أنّ التقارير الدولية، من بينها تلك الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أنّ الأمراض السرطانية سوف ترتفع بنسبة 77% في عام 2030".

ويبيّن رئيس الشبكة المغربية من أجل الدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة أنّ "في ظلّ تسجيل 50 ألف إصابة جديدة بالسرطان عموماً في المغرب سنوياً، ينبغي أن تُخفَّض أسعار الأدوية التي تتجاوز بعشرات المرّات أسعار الأدوية في عدد كبير من الدول الأوروبية أو الهند أو الصين أو مصر". ويؤكد أنّ "أسعار أدوية أمراض السرطان في المغرب غير مقبولة، لذا يتعيّن على وزارة الصحة، في ظلّ هذا الارتفاع، إعادة النظر في تعرفتها إلى جانب جعل العلاج مجانياً".

المساهمون