المغرب: التماس إلى الملك لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً

المغرب: التماس إلى الملك لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً

08 يناير 2021
جمعيات وناشطون أمازيغ يطالبون بجعل رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً (Getty)
+ الخط -

تجدد مطلب الحركة الأمازيغية في المغرب بإقرار رأس السنة الأمازيغية، الذي يوافق 13 يناير/كانون الثاني من كل عام، عيداً وطنياً وعطلة رسمية، على غرار رأسي السنة الميلادية والهجرية، وهو المطلب الذي ظل يتكرر من دون أن تتم الاستجابة له من طرف الحكومات المتتالية.
ورفعت أكثر من 300 جمعية أمازيغية في المغرب ملتمساً إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، بحسب ما كشفت مصادر أمازيغية لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أن خطوة اللجوء إلى طلب تدخل أعلى سلطة في البلاد مردها عدم استجابة الحكومة لمطالب الحركة الأمازيغية والنشطاء الحقوقيين بهذا الصدد، رغم اعتراف المغرب بالأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011.
وبحسب الناشط الأمازيغي عبد الواحد درويش، فإن الجمعيات الأمازيغية قررت هذه السنة رفع ملتمس بشأن السنة الأمازيغية إلى العاهل المغربي "لما يخوله له الدستور من صلاحيات واختصاصات كرمز للأمة وضامن لوحدتها وسيادتها، وأيضا اعتباراً للقرارات التي ما فتئ جلالته يتخذها لصالح الأمازيغية لغة وثقافة وحضارة، تجسدت أساساً في التوجيهات الواردة في خطاب أجدير التاريخي، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وكذا في الخطاب التاريخي في 9 مارس/ آذار 2011، وهي التوجيهات التي رسمت الطريق لمصالحة تاريخية بين جميع المكونات الهوياتية للشعب المغربي وفي صلبها الأمازيغية".
وقال درويش في حديث مع "العربي الجديد": "نتوق لالتفاتة سامية من جلالة الملك لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً يحتفل فيه المغاربة قاطبة بهذه المصالحة، لترسيخ الخصوصية المغربية العريقة والأصيلة، والتي تجسد تميز حضارتها وسط باقي حضارات شعوب وأمم المعمورة".
وأوضح أن الحركة الأمازيغية جعلت، منذ سنوات، في صلب اهتماماتها المطالبة بترسيم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يوازي ليلة 13 من شهر يناير في التقويم الغريغوري، كما دأبت على بعث مراسلات لرئاسة الحكومة قصد تفعيل هذا المطلب، كشكل من أشكال إعادة الاعتبار للهوية الحضارية المغربية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، من دون أن تستجيب أي من الحكومات المتعاقبة لهذا المطلب.
من جهته، اعتبر رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان بوبكر أونغير أن إقرار السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلة رسمية مطلب شعبي، يجب أن يعكس التطورات السياسية والثقافية التي تعيشها البلاد، كما أنه مصالحة تاريخية بين المغرب وتاريخه، وإعادة الاعتبار لموروث ثقافي وحضاري هام، وكذا إنصاف لمكون ثقافي وهوياتي مغربي خالص.
وقال لـ"العربي الجديد": "الأمازيغ ينتظرون بفارغ الصبر تدخلاً ملكياً لإقرار هذا المطلب الشعبي التاريخي والحضاري، الذي سيعمق من ارتباط المغاربة بتاريخهم وهويتهم ولغاتهم، لأن ترسيم "ايض ايناير" سيكون إشارة رمزية دالة على رغبة رسمية على مصالحة المغاربة مع تاريخهم وثقافتهم، وتشجيع الناشئة المغربية على الاعتزاز بتاريخها وبانتصاراتها التاريخية".
ودأبت الحركة الأمازيغية وجمعيات حقوقية، خلال السنوات الماضية، على رفع مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، خاصة في ظل سريان دستور 2011 الذي رسّم اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية، غير أنّ هذا الطلب المُلحّ ما يزال عالقاً إلى حد الساعة بسبب ما تعتبره الحركة الأمازيغية غياباً للإرادة السياسية للتعاطي الإيجابي مع هذا المطلب، ولإنصاف الأمازيغية عموما في المغرب.

وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يرى أن اختيار 13 يناير/كانون الثاني من كل عام، يرمز إلى الاحتفال بالأرض والزراعة لذا تعرف بـ "السنة الفلاحية"، في حين يرجعه فريق آخر إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.
ويوافق 2021 في التقويم الأمازيغي عام 2971، ويعتدّ الأمازيغ بهذا التاريخ معتبرين أن تقويمهم يتجاوز التقويم الغريغوري المعترف به عالمياً بـ950 سنة.