المغرب: إجراءات جديدة لمكافحة تفشي الحصبة في المدارس

29 يناير 2025
حملة لمكافحة الحصبة في مدارس المغرب، الرباط، 27 سبتمبر 2010 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت السلطات المغربية حملات تطعيم استثنائية ضد الحصبة في المدارس، وسط تصاعد المخاوف من تفشي المرض، مع توجيه المديريات الإقليمية للتربية لاتخاذ إجراءات صارمة للوقاية من الأمراض المعدية وحماية التلاميذ والأطر التربوية.

- أكدت وزارتي التربية والصحة على ضرورة استبعاد التلاميذ المصابين بأمراض معدية مؤقتًا، مع تطبيق إجراءات احترازية صارمة داخل المؤسسات التعليمية، لضمان بيئة آمنة وصحية.

- تزايدت الإصابات بداء الحصبة في المغرب، حيث سجلت 25 ألف إصابة و120 وفاة، ويعزى ذلك إلى تراجع الإقبال على التلقيح وانتشار الإشاعات حوله.

فتحت السلطات المغربية جبهة جديدة في مكافحتها ضد داء الحصبة، لتشمل هذه المرة المدارس وسط تصاعد المخاوف من استمرار تفشي المرض الفيروسي. في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بداء الحصبة المعروف شعبيا بـ"بوحمرون"، في عدد من جهات المغرب، حيث استبقت المديريات الإقليمية للتربية عودة آلاف التلاميذ من الإجازة إلى فصول الدراسة الاثنين المقبل، بإرسال مراسلات ومذكرات توجيهية، أمس الثلاثاء، إلى مديري المؤسسات التعليمية، تدعوهم فيها إلى اتخاذ إجراءات صارمة للوقاية من الأمراض المعدية وحماية التلاميذ والأطر التربوية.

ونبهت المراسلات والمذكرات إلى خطورة انتشار الأمراض الجلدية المعدية، خصوصا بعد تسجيل حالات إصابة في بعض المؤسسات التعليمية، داعية إلى ضرورة القيام بحملات تعقيم مكثفة داخل المدارس والمرافق الصحية، مع التشديد على النظافة الشخصية والوقاية الصحية. وأكدت على ضرورة مراقبة الوضع الصحي بشكل يومي، والتبليغ الفوري عن أي حالات جديدة قد تستوجب تدخلاً سريعا؛ كما أشارت إلى أن تقارير المتابعة ستتم معالجتها إلكترونيًا عبر المنظومة المعلوماتية للوزارة لضمان التدخل الفوري والفعال.
وتأتي هذه الإجراءات بعد ساعات من إصدار وزارتي التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والصحة والحماية الاجتماعية دورية مشتركة تؤكد ضرورة فرض إجراءات استبعاد مؤقتة للتلاميذ في حالات الإصابة بأمراض معدية، مثل الحصبة والأمراض التنفسية الأخرى، وذلك بناء على نتائج الفحوصات الطبية.

ويهدف هذا الإجراء إلى حماية صحة التلاميذ والمجتمع المدرسي بشكل عام، إذ إن المدارس تعد بيئة خصبة لانتقال العدوى بين التلاميذ، خاصة في حال الإصابة بأمراض تنتقل بسهولة عن طريق الهواء أو الاتصال المباشر. ودعت دورية وزارتي التربية الوطنية والصحة جميع مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى السهر على فرض الاستبعاد من المدرسة بسبب مرض معد كإجراء ضروري يطبق بجميع المؤسسات التعليمية والمرافق التابعة لها وخاصة الداخليات وذلك بناء على نتائج الفحوصات الطبية، وتطبيق مختلف الإجراءات الاحترازية داخل المؤسسة التعليمية ومرافقها طبقا لتوجيهات الأطر الطبية. 

وفي ظل تصاعد المخاوف من استمرار تفشي المرض الفيروسي، بدا لافتا، خلال الأيام الماضية، مطالبة جمعية حقوقية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد. بالمقابل، أطلقت السلطات الصحية في المغرب، حملات استثنائية للتطعيم ضد المرض ترتكز على دعوة الأسر وأولياء أمور الأطفال لتلقيح الصغار ضد الفيروس.

وداء الحصبة هو مرض فيروسي شديد العدوى، حيث إن كل مريض ينقل العدوى إلى ما بين 18 و20 شخصا من محيطه، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وحتى الوفاة. ووفقاً لمعطيات وزارة الصحة، بدأ تفشي المرض الحالي للحصبة بالمغرب منذ أواخر 2023، بجهة سوس ماسة، ثم امتد تدريجيا ليشمل مناطق مجاورة في جهة مراكش آسفي، قبل أن ينتشر في الجهات الأخرى للمملكة. وتشير أرقام وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى تسجيل 25 ألف إصابة و120 وفاة بداء الحصبة منذ سبتمبر/ أيلول 2023.

وترجع الحكومة سبب تسارع الإصابات بداء الحصبة في المغرب إلى تراجع الإقبال على تلقيح الأطفال والرضع، موضحة أن انتشار معلومات تخوف الناس من التلقيح بالاعتماد على إشاعات، أدى إلى تراكم عدد من الأطفال غير الملقحين.

المساهمون