المساعدات الإنسانية إلى سورية.. تحذير من إغلاق مكاتب أممية في تركيا

تحذير من إغلاق مكاتب أممية في تركيا نتيجة "الابتزاز الروسي" بملف المساعدات الإنسانية إلى سورية

17 يونيو 2022
قافلة مساعدات إنسانية تعبر إلى سورية من تركيا عبر معبر باب الهوى (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

قال "فريق منسقو استجابة سورية"، اليوم الجمعة، في بيان له، إنّ معلومات تشير إلى احتمالية إغلاق مكاتب الأمم المتحدة في تركيا، وذلك في حال عدم تجديد القرار الأممي 2858 لعام 2021، الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وأوضح البيان أنّ التحضير لذلك يتم بحجّة أن تمديد القرار، أو إصدار آخر جديد لإدخال المساعدات، أصبح ضمن الاحتمالات المعدومة نتيجة "الابتزاز الروسي" بخصوص الملف الإنساني في سورية.

ودقّ الفريق ناقوس الخطر مما وصفه بالنتائج والتبعات الكارثية لإغلاق المكاتب وتأثيرها المباشر على أكثر من 4.3 ملايين مدني في المنطقة، منهم 1.5 مليون نازح في المخيمات، كما حذر وكالات الأمم المتحدة والبعثات التابعة لها في تركيا من أي تحرك يفضي إلى إغلاق مكاتبها ونقلها إلى مناطق أخرى، لافتاً إلى وجود العديد من الحلول الممكنة التي يمكن أن تتابع عبرها العمل.

وطالب الفريق الأمم المتحدة بشرح كافة تفاصيل الاجتماعات أمام المنظمات الإنسانية لإيجاد حلول، في حال استطاعت روسيا إخضاع الأمم المتحدة لمطالبها، داعياً أيضاً الأمم المتحدة لإخراج الملف الإنساني في سورية من أروقة مجلس الأمن الدولي وتحويله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لوقف الاستغلال الروسي للملف وابتزاز المدنيين وحصارهم وتجويعهم في المنطقة من قبلها.

ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ المنظمات الأممية تضخ مبالغ هائلة ضمن مشاريع في مناطق سيطرة النظام السوري، فيما تغيب في الشمال السوري، وذلك وسط حديث الأمم المتحدة عن انعدام الحلول لإبقاء المعابر الحدودية قيد العمل.

وعقّب مدير الفريق محمد حلاج على البيان مؤكداً، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأمر لا يتعلق بتقليص عدد المنظمات الشريكة، بل بوقف عمل صندوق التمويل أو إلغائه بشكل كامل، وبحكم انتهاء عمل الوكالات في تركيا، قد تتجه إلى دمشق، مبيّناً أنّ هناك اجتماعات تدور بهذا الخصوص، محذراً من مخاطر ما تسفر عنه من نتائج، وخاصة في حال تجاهل المقترحات التي تقدم لاستمرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى منطقة شمال غرب سورية.

وحذر حلاج من أنه في حال وقف صندوق التمويل الدولي للوكالات، فإنّ الأمر سيكون "كارثياً" على المنطقة، ويضع المساعدات الداخلة إليها تحت تحكم النظام وروسيا.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد خفض من قيمة المساعدات الإنسانية الداخلة للنازحين في المنطقة، وفق مستفيدين من البرنامج.

وأوضح محمد الخليل النازح من ريف حماة الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أنّ السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي كانت تحتوي على "15 كيلوغراماً من الأرز و15 كيلوغراماً من البرغل، و6 كيلوغرامات من كل من العدس الأحمر والبازلاء والفاصوليا والحمص والسكر، و8 ليترات من الزيت النباتي، وكيلوغرام واحد من الملح و15 كيلوغراماً من الطحين"، لتتجاوز نسبة التخفيض 75% من الكميات المذكورة.

وتزامن بيان "منسقو استجابة سورية" مع اقتراب انتهاء العمل بالقرار 2858 لعام 2021، المقرر في 10 يوليو/ تموز المقبل، إذ تطالب روسيا بدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة النظام السورية، ومنها ترسل إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال البلاد. 

وتحدث البيان عن مساع روسية للتحكم بالمساعدات التي تدخل إلى مناطق شمال سورية، إذ ستنخفض إلى مستويات ضعيفة جداً لو استطاعت روسيا تحويلها إلى خطوط التماس.

فالمساعدات الواردة من معبر باب الهوى منذ بدء تطبيق القرار 2858 حتى 15 يونيو/حزيران بلغت 269.749 طناً، 71.4% منها مساعدات غذائية و2.85% منها مستلزمات نظافة ومواد صحية، بالإضافة لمساعدات لوجستية متنوعة بنسبة 22.30%، ومساعدات طبية بنسبة 3.45%، وذلك مقارنة بحجم مساعدات عبر خطوط التماس بلغ 1398 طناً من المساعدات الغذائية فقط.

المساهمون