المخلفات الحربية في سورية تحصد أرواحاً وتهدّد الأطفال
استمع إلى الملخص
- تعمل فرق الدفاع المدني السوري على إزالة المخلفات الحربية في شمال غربي البلاد، مما يساهم في حفظ الأرواح، لكن التهديد لا يزال قائماً ويعيق عودة النازحين.
- تنتشر الألغام في معظم المحافظات السورية، مما يؤدي إلى مقتل وإصابة المدنيين ويمنع استثمار الأراضي، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية والمحلية لحماية المدنيين.
تتواصل الحوادث الناجمة عن انفجار مخلفات حربية، ولا سيّما ألغام وذخائر غير منفجرة، في سورية أخيراً. وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد حذّرت من خطر مميت للذخائر غير المنفجرة على أطفال سورية، مؤكدةً في تقرير نشرته في وقت سابق من هذا العام أنّ الفتيات والفتيان في سورية ما زالوا يعانون بسبب تأثير الذخائر غير المنفجرة الكبير بمعدّل ينذر بالخطر.
واليوم الاثنين، قُتل مدني وأصيب آخر في وسط سورية من جرّاء انفجار مقذوف، عندما كانا يقومان بأعمال زراعية في محيط قرية الهزة شرقي مدينة حمص، وذلك في حادث جديد يؤكد خطورة المخلفات الحربية المنتشرة في الأراضي الزراعية وكذلك المناطق السكنية. وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأنّ الضحية الشاب سليمان النعيمي قضى متأثّراً بجراحه في أثناء تنظيفه أرضاً زراعية تعود إلى عائلته، بعدما انفجر واحد من مخلفات المعارك السابقة، فيما أُصيب قريب له يُدعى أسعد الحوين كان يعمل إلى جانبه.
وفي حادث منفصل اليوم الاثنين، قضى عنصر في فرقة الهندسة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، يُدعى عمر الحابون، في انفجار لغم أرضي من المخلفات الحربية في أثناء تفكيكه ألغاماً ببادية دير الزور شرقي البلاد.
وكانت محافظة دير الزور قد شهدت، أمس الأحد، إصابة الطفل يونس المشعل (13 عاماً) وفقدانه ذراعه، في انفجار مقذوف عند أطراف بلدة المجاودة شرقي المحافظة، الأمر الذي يعيد التذكير بحجم التهديد الذي تمثّله هذه المخلفات الحربية على حياة الأطفال وسلامتهم خصوصاً.
في سياق متصل، أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري التابعة لوزارة الطوارئ والكوارث السورية، اليوم الاثنين، أنّ فرقها الميدانية كثّفت في الأيام الأخيرة عمليات إزالة وتفجير مخلفات حرب في مناطق شمال غربي البلاد. وقد جرى التخلّص من قنابل عنقودية غير منفجرة في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، وقذيفة هاون في قرية حنتوتين جنوبي إدلب، بالإضافة إلى قنبلتَين عنقوديتَين في حرش تجمع الواحة - سفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي.
وأوضحت المؤسسة أنّ هذه الجهود تساهم في حفظ الأرواح وإعادة الأمان إلى مساحات واسعة من الأراضي السورية التي تركت فيها الحرب مئات آلاف الذخائر غير المنفجرة، مشيرةً إلى أنّ هذه المخلفات ما زالت تمثّل تهديداً مباشراً لحياة السكان وتعيق عودة النازحين إلى قراهم وأراضيهم.
وكانت مدينة خان شيخون قد شهدت، يوم الجمعة الماضي، مقتل طفل وإصابة أربعة آخرين، من بينهم إصابات بليغة، من جرّاء انفجار واحد من المخلفات الحربية في أثناء لعبهم بأحد أحيائها. وشدّدت مؤسسة الدفاع المدني، حينها، على أنّ الألغام والمخلفات الحربية تمثّل "خطراً كبيراً على حياة المدنيين، بخاصة الأطفال، وتحرم آلاف المزارعين من مصدر رزقهم".
وتنتشر الألغام والمخلفات الحربية الأخرى في معظم المحافظات السورية، ولا سيّما في البادية الممتدّة من مدينة البوكمال شرقي دير الزور وصولاً إلى بادية السخنة شرقي حمص، وهي مناطق كانت خاضعة لسيطرة النظام السابق، فضلاً عن خطوط التماس (سابقاً) في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب ومحيطها)، حيث زرعت قوات النظام السابق حقولاً واسعة من الألغام. وأسفرت هذه الممارسات عن مقتل وإصابة مئات المدنيين والمزارعين، في حين أنّها ما زالت تحرم كثيرين من استثمار أراضيهم حتى اللحظة، على الرغم من الجهود المستمرّة التي تبذلها فرق الدفاع المدني لإزالة تلك المخلفات.