استمع إلى الملخص
- الألغام والقنابل العنقودية التي زرعها النظام السوري السابق في البادية السورية تتطلب سنوات لإزالتها، مما يؤدي إلى سقوط مئات الضحايا سنوياً، خاصة خلال موسم جمع الكمأة.
- الفقر يدفع العائلات للعودة إلى أراضيهم الزراعية رغم المخاطر، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على إزالة الألغام، لكن العملية تتطلب وقتاً طويلاً بسبب انتشارها الواسع.
قُتل أربعة مدنيين وأصيب آخر من عائلة واحدة، أمس الجمعة، جراء انفجار لغم أرضي من المخلفات الحربية في قرية قرت ويران كبير بناحية العريمة شرق حلب، شمالي سورية، وفق ما أفادت به مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مؤكدة أن فرقها تفقدت المكان ووضعت إشارات تحذيرية حول حقل الألغام تمهيداً لإزالته، مشيرةً إلى أن مخلفات الحرب لا تزال تشكل تهديداً دائماً لأرواح المدنيين وتقوض سبل عيشهم وعودتهم إلى مناطق واسعة في سورية.
وفي حادثة منفصلة، قُتل طفل وأصيب آخر إثر انفجار لغم في أثناء بحثهما عن الكمأة في منطقة كباجب جنوبي دير الزور، شرقي سورية، وأوضح وسام العكيدي لـ "العربي الجديد"، أن النظام السوري السابق زرع الألغام في البادية السورية خلال فترة سيطرته عليها، ما يجعل عمليات إزالتها تتطلب سنوات من العمل. وأشار إلى أن المنطقة مليئة بالألغام المضادة للأفراد والدروع، إضافةً إلى القنابل العنقودية التي خلفها القصف الجوي، لافتاً إلى سقوط مئات الضحايا سنوياً خلال موسم جمع الكمأة بسبب المخلفات الحربية.
من جهته، قال الناشط الإعلامي محمد الضاهر، إن الفقر دفع العديد من العائلات إلى العودة من المخيمات إلى أراضيهم الزراعية في أرياف إدلب وحماة وحلب، رغم خطورة هذه المناطق بسبب انتشار المخلفات الحربية والألغام. وأضاف أن فرق الدفاع المدني السوري تعمل يومياً على مسح الألغام وإزالتها، إلا أن العملية تتطلب وقتاً طويلاً، نظراً لأن إدلب كانت خط مواجهة خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى انتشار واسع للألغام في الأراضي الزراعية والطرقات.
بدوره، قال ضياء السعد، الذي عاد من تركيا لتفقد منزله وأرضه الزراعية في ريف حلب الغربي، إنه لم يتمكن من دخول أرضه بسبب انتشار الألغام، حيث كانت من قبل خط تماس، وهي الآن مليئة باللافتات التحذيرية، مضيفاً: "هذه الأراضي لم يحرمنا منها النظام فقط خلال فترة حكمه، بل حتى بعد سقوطه لا نزال محرومين منها. نشكر الفرق التي تعمل على إزالة الألغام، وفي مقدمتها منظمة الدفاع المدني السوري، كذلك يجب على جميع الأهالي عدم دخول أراضيهم الزراعية إلا بعد التأكد من خلوها من المخلفات الحربية".