المتحور "أوميكرون" يعيد العالم إلى الإغلاق الصحي

المتحور "أوميكرون" يعيد العالم إلى الإغلاق الصحي

28 نوفمبر 2021
فرض أوميكرون قيوداً على السفر (هولي أدامز/ Getty)
+ الخط -

انتشر متحور كورونا الجديد "أوميكرون" في دول عدة حول العالم، الأحد، ما دفع دولاً إلى إغلاق حدودها، وأخرى لإعادة فرض القيود، فيما ساد القلق حيال جهود مكافحة الجائحة المستمرة منذ نحو عامين.

وأعلنت السلطات الصحية الهولندية، الأحد، اكتشاف 13 إصابة على الأقل بـ"أوميكرون" بين 61 مسافراً خضعوا للحجر الصحي في أمستردام بعدما تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 لدى وصولهم من جنوب أفريقيا، وحذّر المعهد الوطني للصحة العامة في هولندا من أنّ التحقيق لم يُستكمل بعد، لافتاً إلى أنه "قد يتم اكتشاف المتحور الجديد في مزيد من العينات".

ورغم القلق الواسع، تظاهر عشرات الآلاف في النمسا احتجاجاً على قرار للحكومة يفرض على السكان تلقي اللقاحات المضادة لكوفيد-19، في خطوة غير مسبوقة في الاتحاد الأوروبي. وأفاد المستشار النمساوي، ألكسندر شالنبرغ، بأنّ قرار الحكومة يمثّل "تدخلاً صغيراً" مقارنة بالسيناريو البديل في بلد سجّل معدل تطعيم بين الأقل في غرب أوروبا.

وبينما بدأت دول أوروبية عدة، بما فيها ألمانيا وفرنسا، فرض القيود مجدداً للحد من تفشي الوباء، أيّد غالبية السويسريين قانوناً بشأن شهادة كوفيد-19 الصحية في استفتاء الأحد.

وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة ساجد جاويد عن قواعد جديدة للحد من تفشي كوفيد ستفرض اعتباراً من الثلاثاء، وتشمل الإجراءات إلزام السكان وضع الكمامات مجدداً داخل المتاجر وفي وسائل النقل في إنكلترا، كما سيتعيّن على جميع الوافدين إلى بريطانيا الخضوع لفحص كوفيد (بي سي آر) ولحجر صحي إلى حين صدور النتيجة التي تثبت عدم إصابتهم.

في الأثناء، يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي يمثّله المتحور الجديد، خصوصاً بشأن إن كان بإمكانه الالتفاف على اللقاحات المطوّرة حالياً.

تعرف إلى الدول التي أغلقت حدودها بسبب "أوميكرون"

وأعلنت دول عدة فرض قيود على السفر من جنوب أفريقيا، حيث اكتُشف المتحور الجديد أول مرة، بما فيها قطر والولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والكويت وهولندا. وكانت أنغولا، الأحد، أول دولة أفريقية تعلّق كافة الرحلات الجوية مع جيرانها في المنطقة موزامبيق، وناميبيا، وجنوب أفريقيا.

لكن المغرب كان بين الدول الأكثر تشدداً في إجراءاته، فأصدر قراراً بتعليق جميع رحلات الركاب الوافدة إليه لمدة أسبوعين نظراً "للتفشي السريع" للمتحور "خصوصاً في أوروبا وأفريقيا"، وفق بيان اللجنة الوزارية لتتبع كوفيد-19.

وبدأ المتحور ينتشر، ورصد في مختلف دول العالم، من هولندا، مروراً بهونغ كونغ. وفي أستراليا، أعلنت السلطات، الأحد، اكتشافه لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الأفريقية، وخضعا لفحص كوفيد-19 بعد وصولهما إلى سيدني. ويأتي وصول المتحور الجديد بعد شهر من رفع أستراليا الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى الخارج من دون إذن.

وأكدت الدنمارك تسجيل أول إصابة بـ"أوميكرون" على أراضيها، لدى مسافرَين وصلا على متن رحلة من جنوب أفريقيا، كما أكدت ألمانيا، الأحد، تسجيل إصابة جديدة بالمتحور لشخص وصل من جنوب أفريقيا.

وفاجأت السرعة التي أغلقت فيها الحكومات حدودها كثيرين، فتدفق مسافرون إلى مطار جوهانسبرغ على أمل الصعود على متن آخر الرحلات إلى الدول التي فرضت قيوداً مفاجئة على السفر.

وذكرت مراسلة "نيويورك تايمز" المتخصصة بالشؤون الصحية، ستيفاني نولين، أنّ مسافرين، بينهم رضع، احتشدوا بانتظار خضوعهم للفحوص، فيما "لم يضع نحو ثلثهم كمامات، أو اكتفوا بتغطية أفواههم".

واكتشف علماء من جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي المتحور الجديد B.1.1.529 المكوّن من 10 نسخ على الأقل، مقارنة بثلاث نسخ في المتحور "بيتا"، ونسختين في "دلتا"، والمتحور الجديد سدد ضربة للتعافي العالمي، وأدى لإعادة فرض إغلاق على ملايين الأشخاص حول العالم.

وأكدت طبيبة من جنوب أفريقيا عالجت نحو ثلاثين مصاباً بالمتحور الجديد أنها لاحظت "أعراضاً خفيفة" لدى المرضى الذين التزموا فترة نقاهة بدون أن يضطروا إلى دخول المستشفى في الوقت الحالي.

وأدى اكتشاف أوميكرون إلى إحياء الانقسامات الجيوسياسية التي فاقمها الوباء، فسارعت الولايات المتحدة للإشادة بشفافية جنوب أفريقيا في الإعلان عن المتحور الجديد، في تنديد مبطّن بطريقة تعامل الصين مع المعلومات بشأن ظهور الوباء.

لكن جنوب أفريقيا اشتكت من فرض تدابير حظر سفر "قاسية" وغير منصفة لأنها كانت أول بلد يرصد المتحور، والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "مقلق".

(فرانس برس)

المساهمون