اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُجبَر على تعليق عملياتها في مدينة غزة

01 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 15:17 (توقيت القدس)
مشهد من مدينة غزة شمالي القطاع الفلسطيني المستهدف، 1 أكتوبر 2025 (حمزة قريقع/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- علقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملياتها في غزة مؤقتاً بسبب تصاعد الهجوم الإسرائيلي، مع نقل الموظفين لمناطق أكثر أماناً، مؤكدة التزامها بالعودة وتقديم الدعم عند تحسن الظروف.
- حذرت اللجنة و"أطباء بلا حدود" من تدهور الأوضاع الإنسانية، مشيرة إلى تقييد حركة المستجيبين الأوائل وضرورة حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
- دعت اللجنة إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، مطالبة بحماية الطواقم الطبية وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة مسؤولية إسرائيل في تلبية احتياجات المدنيين.

قبل أيام قليلة من دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّها اُجبرت على تعليق عملياتها الإنسانية في مدينة غزة شمالي القطاع الفلسطيني المحاصر والمستهدف، مؤقتاً، بالإضافة إلى نقل موظفيها منها بسبب تصاعد الهجوم الإسرائيلي على المدينة. يأتي ذلك في حين تمضي آلة الحرب الإسرائيلية في تكثيف استهدافها المدينة وتوسيع العملية العسكرية التي أطلقتها أخيراً عليها في إطار حرب الإبادة المستمرّة على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وشدّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان أصدرته اليوم الأربعاء، على أنّها سوف تواصل جهودها لـ"تقديم الدعم للمدنيين في مدينة غزة"، وذلك "حالما تسمح الظروف، من مقرّاتنا في دير البلح (وسط قطاع غزة) ورفح (جنوب)، علماً أنّها ما زالت تعمل بكامل طاقتها". وشرحت أنّ ذلك يشمل "تقديم تبرعات طبية للمرافق الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة"، بالإضافة إلى "بذل قصارى جهدنا لتسهيل حركة المستجيبين الأوائل". وتابعت أنّ "في رفح، سوف يظلّ المستشفى الميداني الذي تشغّله اللجنة الدولية للصليب الأحمر شريان حياة لعدد كبير من الجرحى الذين يتدفّقون إليه".

يُذكر أنّ اللجنة الدولية كانت قد حذّرت، في وقت سابق من هذا العام، من أنّ العمليات الإنسانية في قطاع غزة "على وشك الانهيار التام"، الأمر الذي يُسجَّل بالفعل أخيراً. وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" بدورها تعليق عملياتها في مدينة غزة التي تتعرّض لهجوم إسرائيلي متصاعد، يوم الجمعة الماضي. وقد أوضح منسق شؤون الطوارئ لدى المنظمة جاكوب غرانجيه، في بيان صادر حينذاك، أنّ "لا خيار أمامنا سوى تعليق نشاطاتنا، بعدما طوّقت القوّات الإسرائيلية عياداتنا" في المدينة التي تتعرّض إلى أعمال عدائية عنيفة. وشدّد على أنّ "هذا آخر ما كنّا نريده، نظراً إلى الاحتياجات الهائلة في (مدينة) غزة".

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيانها اليوم، أنّ "المدنيين في مدينة غزة يُقتَلون ويُهجّرون قسراً ويُجبَرون على تحمّل ظروف قاسية. وقد عمل المستجيبون الأوائل، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني، بلا كلل لتقديم الإغاثة (للناس)، إلا أنّ حركتهم وقدرتهم على الوصول الآمن إلى السكان المدنيين مُقيَّدة بشدّة".

وإذ أشارت اللجنة الدولية أنّ وجوده في مدينة غزة يعود إلى عقود، بيّنت أنّ "فرقها لازمت المدينة لأطول مدّة ممكنة في خلال تصاعد الأعمال العدائية الأخير، بهدف حماية الأشخاص الأكثر ضعفاً ودعمهم"، لكنّها اضطرّت اليوم إلى تعليق عملياتها في المدينة. وأكدت اللجنة "التزامها بالعودة (إلى المدينة) حالما تسمح الظروف بذلك".

وعلى الرغم من كلّ المآسي التي تسبّبت فيها الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شدّدت اللجنة الدولية على أنّه "ما زال من الممكن إنقاذ الأرواح اليوم"، لافتةً إلى "وجوب وقف الأعمال العدائية بصورة عاجلة". وأكملت أنّ "بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب حماية المدنيين سواء بقوا في مدينة غزة أم غادروها"، موضحةً أنّه "يقع على عاتق إسرائيل، بوصفها القوة المحتلة، التزامٌ بضمان تلبية احتياجات المدنيين الأساسية". وطالبت اللجنة كذلك بـ"وجوب احترام الطواقم الطبية والوحدات ووسائل النقل وحمايتها، بالإضافة إلى أفراد الدفاع المدني"، إلى جانب "السماح بإيصال المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة بسرعة ومن دون عوائق".

(رويترز، العربي الجديد)