اللاجىء محمد أمين: هربت مرتين من أفغانستان

اللاجىء محمد أمين: هربت مرتين من أفغانستان

19 اغسطس 2021
محمد أمين لاجئ أفغاني في باكستان (العربي الجديد)
+ الخط -

محمد أمين لاجئ أفغاني آخر في قائمة اللاجئين الذين وصلوا إلى باكستان قبل الأزمة الأخيرة وسيطرة حركة طالبان على أفغانستان مجدداً. هو كما مواطنيه الآخرين الذين سبق أن قرّروا العودة إلى بلادهم وفعلوا بعدما أنهوا أعمالهم في بلد اللجوء الجار، غير أنّهم عادوا أكثر يأساً. فالأحوال المأساوية في أفغانستان، أجبرتهم على الهروب مرة أخرى.
في عام 1982، لجأت أسرة محمد أمين (45 عاماً) إلى باكستان وتنقلت على مدى أعوام بين مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال غربي باكستان. وعندما كبر أمين وتزوّج وكوّن أسرة بدوره وامتلك عملاً لا بأس به، آثر العودة إلى بلاده، على الرغم من أنّ إخوته أصرّوا على البقاء في باكستان بسبب الحالة الأمنية السائدة في أفغانستان.
وكان أمين يملك سيارة أجرة في مدينة مردان شمال غربي باكستان، وكان يخرج  في الصباح ولا يعود إلا في المساء لتوفير ما يحتاج إليه أولاده. ويؤكد: "كانت الحياة هائنة، لكنّ حب الوطن دفعني إلى ترك كل ذلك والتوجّه إلى أفغانستان". كان ذلك في بداية عام 2005، لكن وجهته لم تكن مسقط رأسه في مديرية سيد كرم في إقليم بكتيا في الجنوب، إنّما العاصمة كابول، "ظناً منّي أنّني سوف أعثر على عمل جيد هناك".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

سكن أمين وأسرته في منطقة شاه شهيد في إحدى ضواحي كابول، وهناك عمل أمين في مهن مختلفة، فباع الخضار على العربة وعمل في محال تجارية وغيرهما. خمسة أعوام انقضت ولم يتمكّن أمين من العثور على موطئ قدم جيّد في سوق كابول، وضاقت به السبل. فقرّر الذهاب إلى إقليم بكتيا لعلّ أقاربه يساعدونه في العثور على عمل، لكنّه سرعان ما تراجع عن ذلك بسبب ضغط أسرته عليه. وفي عام 2012، اضطر الرجل هذه المرة إلى مغادرة أفغانستان مرّة أخرى والتوجّه إلى باكستان، لكنه هذه المرة لم يقصد مدينة مردان بل مدينة راولبندي التي تقع على مقربة من العاصمة الباكستانية إسلام أباد. ومذاك الحين يعيش هناك ويقول إنّه راضٍ بحياته.
لا يخفي أمين أنّ "لحياة الغربة تبعاتها ومشكلاتها ولا يمكن لأيّ غريب في هذه البلاد أن يؤكد أنّه راضٍ مهما كان عيشه جيّداً. لكن عند المقارنة مع الوضع في أفغانستان، تحديداً السنوات الأخيرة التي عشتُها في كابول، أقول إنّ الحياة في باكستان أكثر سهولة. لذا صرت أفضّل البقاء هنا وعدم الذهاب إلى أفغانستان، إلا إذا قررت السلطات الباكستانية إخراجنا عنوة. لكن في الوقت الراهن، لا أظنّ أن ذلك سوف يحدث لأنّ الوضع في أفغانستان متأزّم، وقد أعلنت باكستان عن وضعها خططاً لاستقبال مزيد من اللاجئين الأفغان".
تجدر الإشارة إلى أنّ حال أمين أفضل من أحوال إخوته الخمسة الذين يعملون في مقابل أجر يومي، فهو يعمل على سيارة الأجرة خاصته ويكسب منها جيداً. كذلك فإنّ ابنه الأكبر ويدعى نويد أحمد، يعمل في أحد الفنادق بالعاصمة إسلام أباد ويتقاضى راتباً جيداً، فيساعد والده في أمور المنزل ويجمع المال من أجل زواجه.

المساهمون