اللاجئة عائشة عبد الجبار: عشت بلا أب يسندني

اللاجئة عائشة عبد الجبار: عشت بلا أب يسندني

14 نوفمبر 2021
عائشة عبد الجبار (العربي الجديد)
+ الخط -

فقدت عائشة عبد الجبار والدها حين كانت رضيعة في عامها الأول، ولم تتعرف إليه بعدما خرجت من فلسطين مع والدتها وخالها قاصدين لبنان في أيام النكبة. واللاجئة الفلسطينية التي تجاوزت السبعين تتحدر من بلدة سلواد بفلسطين، وتقيم بعد وفاة والدتها وحدها اليوم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان. تقول: "كنت مع والدتي عند خالي حين هاجم الصهاينة بلدتنا واضطررنا إلى المغادرة من دون والدي الذي بقي هناك مع زوجته الثانية. لم أعرف شيئاً عنه ولا عن إخوتي إلا بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، حين تعرف إلي أقارب وأرسلوا لي دعوة لزيارتهم، ففعلت. طلبوا مني البقاء عندهم في فلسطين، لكنني رفضت وعدت إلى لبنان بسرعة لأنني لم أعتد الحياة عندهم ولم أستطع التكيف مع عاداتهم وتقاليدهم. كذلك فضلت حينها البقاء في المخيم في لبنان بالقرب من عائلة خالي التي تهتم بي".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتخبر نقلاً عن والدتها وخالها أنّهم توجهوا إلى صيدا بعد مغادرتهم فلسطين، ثمّ إلى مخيم عين الحلوة فيها. هناك أمنت لهم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خيماً عاشوا فيها قبل بناء بيت.
تضيف عائشة: "لم أستطع المشي بشكل جيد حين كنت صغيرة، وخضعت لعلاج جعلني لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة. وعملت والدتي لتوفير معيشتنا، ثم عملت بدوري طبّاخة في مدرسة مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة حين بلغت 18 عاماً. وبعد موت والدتي، بقيت في عملي حتى أُحلت على التقاعد قبل خمس سنوات، فقررت البحث عن عمل آخر. لكنني سرعان ما توقفت بسبب معاناتي من مشاكل صحية. وأنا أعيش بالقرب من عائلة خالي التي تهتم بي وترعاني، فيما توفّر لي جمعية الصمود في المخيم مبلغاً من المال يكفيني لتأمين المأكل".
وتتابع عائشة: "لم أتزوج ولا أقارب لي في لبنان إلا عائلة خالي الذي توفي. أعلم أن أخاً لي من أبي يعيش في فلسطين وأنّ آخر في الأردن إلى جانب أخوات لي. وأنا زرت الأردن للتعرف إليهم قبل أن ينقطع التواصل بيننا. ثم علمت أن أخي وإحدى أخواتي اللذَين يعيشان في الأردن توفيا، وأن والدي سبقهما قبل أن أتعرف إليه. وهكذا عشت حياتي كلها بلا أب يسندني لمواجهة مصاعب الحياة".
واليوم تتمنى عائشة العودة إلى فلسطين للعيش فيها، شرط أن تكون الحياة فيها شبيهة بما تعيشه في مخيم عين الحلوة. وتوضح: "أي من دون تعقيدات في العلاقات الاجتماعية، أو صعوبات في العادات، وإلا فإن الأفضل لي هو البقاء في بيتي بمخيم عين الحلوة، قريبة من عائلة خالي التي اعتنت بي طوال حياتي".

المساهمون