اللاجئة عائشة سعود تنتظر طائراً يحملها إلى القدس

اللاجئة عائشة سعود تنتظر طائراً يحملها إلى القدس

04 ديسمبر 2020
"أعيش بما تيسّر" (العربي الجديد)
+ الخط -

تتذكّر الحاجة عائشة سعود، التي ولدت عام 1936، اليوم الذي تركت فيه وعائلتها فلسطين. تقول إنّه "في ذلك اليوم، أطلق العدو الصهيوني النار نحو والدتي وهي في طريقها إلى البيت، فأرداها شهيدة". تتابع: "كان والدي تاجراً يذهب إلى العاصمة السورية دمشق وحيفا (فلسطين)، وكانت أوضاعنا المادية جيدة جداً. تعلّمت حتى الصف الثالث ابتدائي. وبعد ذلك، أوقفني أهلي عن التعليم، إلا أنني حفظت القرآن من خلال أمي".  
في لوبية (قرية فلسطينية تبعد مسافة 13 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من طبرية)، "كنا نزرع أرضنا، وكنا نملك سبع بقرات وغنماً. كما كنّا نوزع الكاز (الكيروسين)، إذ لم يكن هناك كهرباء في ذلك الوقت. وكان الناس يستخدمون القناديل". الخوف من الصهاينة دفعهم إلى مغادرة البلاد خلال شهر رمضان، وتحديداً بعد معركة الشجرة، التي وقعت بين العرب من أهالي قرية الشجرة في فلسطين واليهود في الفترة الواقعة بين فبراير/ شباط ويوليو/ تموز من العام نفسه، انتهت باحتلال اليهود للبلدة وتهجير سكانها. تضيف: "توجهنا إلى وادي البريغيت (جدول دائم في إصبع الجليل)، ومكثنا هناك عشرة أيام في مغارة. بعد ذلك، صار طيران العدو يقصف البيادر بالطائرات والدبابات. بعدها، توجهنا إلى منطقة البقيعة (مجلس محلي في الجليل)، وبقينا فيها ثمانية أيام، ثم إلى بلدة صلحا (شمال غرب صفد، وهي من القرى السبع اللبنانية المحتلة)، وهي قريبة من منطقة بنت جبيل (جنوب لبنان). وحين وصل الصهاينة إلى صلحا، توجهنا إلى بنت جبيل".

الصورة
الحاجة عائشة 3 (العربي الجديد)

تذكر أنها حملت صندوقاً من بيتها، وضعت فيها المال. "مكثنا في بنت جبيل ثمانية أيام تحت الأشجار وكنا ننام على الأرض.  كان الأهالي يقدمون لنا الخبز. بعدها، توجهنا إلى منطقة صور (جنوب البلاد)، وجلسنا على الشاطئ في انتظار القطار الذي لم نكن نعرف وجهته.

نقلنا القطار إلى مدينة طرابلس، حيث بتنا ليلة واحدة فيها، ثم توجهنا نحو مدينة حماة في سورية. هناك مكثنا في مسجد لمدة أسبوع، ثم نقلونا إلى "بركس" (بيوت من صفيح) حيث هاجمتنا الكلاب. كنا نأكل القمح والشعير". 

الصورة
الحاجة عائشة 4 (العربي الجديد)

بعدها، عملت الأمم المتحدة على تقسيم العائلات في "البركس". "انتقلنا للعيش في إربد في الأردن، وبقيت شقيقتي التي تزوجت في سورية. وفي الأردن، استأجر والدي بيتا ومحلاً. سارت حياته أفضل مما كانت عليه في سورية". تتابع: "تزوجت  في الرابعة عشرة من عمري في الأردن، ثم انتقلت للعيش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، حيث عشت في الخيام مدة طويلة". 

الصورة
الحاجة عائشة 2 (العربي الجديد)

استشهد ابنها حين كان في بداية الثلاثين من العمر نتيجة القصف الإسرائيلي عام 1987. أنجبت عشرين ولداً وبنتاً، وعاشت أربع بنات فقط. تختم حديثها قائلة: "أعيش بما تيسّر. بعت اليوم بعشرين ألف ليرة (نحو 13 دولاراً بالسعر الرسمي، ودولارين ونصف بالسوق السوداء)، وباضت دجاجتي. ليتني أعود إلى فلسطين، فروحي فيها. لو أنني أعود إلى القدس وأموت هناك وأدفن بها، لو أن طائراً يأتي ويحملني إلى هناك".

المساهمون